أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين محمد الصالحى - الشعر مؤرخا : فؤاد قاعود دراسة حالة














المزيد.....

الشعر مؤرخا : فؤاد قاعود دراسة حالة


بهاء الدين محمد الصالحى

الحوار المتمدن-العدد: 6694 - 2020 / 10 / 4 - 22:33
المحور: الادب والفن
    


كان الشعر دوما عنوانا صادما ورؤية مستقبلية لحالة قومه كما فى حال زرقاء اليمامة أو الشعراء الصعاليك ، ولكن التركيز على مفهوم السلطة كمحرك رئيسى للتاريخ الشعري العربى مثال ذلك تاريخ الصراعات ووصف المعارك والحروب القبلية الطويلة الغير مبررة ، بينما جاء الاهتمام بشعر الصعاليك كاهتمام معاصر بعدما استقرت الحياة العربية مع نمو الدولة الإسلامية مع ثروة الفتوح بعدما ظهرت الدولة مقابل القبيلة .
ومع ترسيخ الثنائية ( الشعر الرسمي مقابل الشعر الشعبي ) جاءت المعارضة لتوجهات السلطة السياسية على مستوى شعراء تمردوا بعدما تجردوا من مطامعهم ، وذلك لتعمق خصوصية نشأتهم ووضوح الانتماء الطبقي لديهم ، ولعل الدلالة الفكرية لدور المثقف العضوي القادر على تبيان وتشخيص خلل الواقع والقضايا المحورية فيه ، فلعل روز اليوسف وصباح الخير الشعرية خلال فترة الستينيات والتى انتمى إليها صلاح جاهين وفؤاد حدا د وفؤاد قاعود وسيد حجاب وسمير عبدالباقى وقد حرصوا على فكرة التيار دون الفردية وهنا مناط تغيير الصورة الذهنية عن الحالة الفكرية خلال الستينيات بتطوراتها الدرامية من نصر لهزيمة ، ولكن روح الشعر كنبض مغاير لمسايرة الرأي العام جديرة برصد مؤشرات صحة الحياة الفكرية من عدمها .
من الضروري تلك المقدمة لنطرح سؤال يدور حوله الحديث وهو كيف تحقق ذلك فى شعر فؤاد قاعود ، ويكون المنهج مقارنة الأداء الموضوعي للشاعر من خلال عدة قصائد تنتمي لتواريخ مختلفة ويكون التاريخ هنا كمتغير زمني له دلالة خاصة ، مع العلم ان عام 67هو عام الحزن وهو عام انكسار العقل الجمعي المصري ، ولعل مسيرة الحياة الاجتماعية / السياسية بعد ذلك أغرق العقل الجمعي فى دوامة التخلف .
ومرجعنا الرئيسي كتاب مختارات من شعر فؤاد قاعود ضمن سلسلة كتاب الثقافة الجديدة برقم 42 .
ففي قصيدة الغضب الواردة بصفحتى 134-135 والتى أبدعها عام 1964 وهو عام تألق الخطة الخمسية الأولى ، عنوان القصيدة هو الغضب كدلالة توافق مع تطابق مطلع القصيدة كمدخل عقلي لتقرير حالة متوافقة مع العنوان ، وهنا يبدو البناء الهندسي متوافقا مع حالة التثوير الملائمة للنمط المعرفي الذى يجسده شاعر قادم من قاع مدينة حية كمدينة الإسكندرية حبلى بالتناقضات الاجتماعية .
البداية : لما العيون طفحت دموع حمرا / طلع الكلام لبركان غضب .
النهاية : وتعلم اللي استسهلوا الأقوال / ان الرجال أفعال .
تمهيد بقسوة الواقع فكان الكلام مرا ، فكان الفعل بديل القول المر وان الغضب الشعوري هو المقدمة الطبيعية للفعل الثوري .
عودة لهندسة القصيدة النابعة من صدق الحالة السردية ولعل صدقه جعله يستدعى عين زرقاء اليمامة : القصيدة 33بيت منهم 25 بيت يبدأ بفعل أمر ، وكأنه يستنهض فاعل غير متحقق على الساحة ، ذلك الذى يرى نفسه فيه :
خلي النسيم يخلص من الجراثيم / قول ياجدع / وأخلق نهار بالأمر .
طبيعة الفعل الأمر يعكس يقين الشاعر بقدرة المخاطب على الفعل وذلك من خلال كم الأحلام المراد تحقيقها وفق حركة المخاطب ويعكس ذلك ايضا التغير النوعي الحادث فى طبائع الاشياء وكم شوه الواقع وقتذاك معانى تم الاستقرار عليها :
خلى النسيم يخلص من الجراثيم .
الصورة المركبة هنا ومعنى التضاد داخل الصورة فمنذ متى يأتى النسيم العليل كغلالة رقيقة من الريح تعيد بسمة الزهور وفرحة الربيع وهى مرادف للنقاء الانسانى ، فكيف يتحول لقاتل من خلال كم الجراثيم التى يحملها وهنا كناية عن خلو الفكر المتداول من معناه الحقيقى ، وهنا التنبؤ من خلال شفافية الحس الاجتماعى المراقب عن كثب انتصار الشعب .
يأتى ذلك التباين ليكون مؤشرا حيويا لأسباب ماحدث فى 1967 ليكون مابين السطور تحليل ونذير لرائحة التنوير من خلال مدلولات الألفاظ فى سياق الفعل الأمر واتجاه الفعل كذلك :
دق اللهب فى الحطب / وانزل بعزم الكلمة على الضلمة .
غرابة التشبيهات مع سوداوية تحمل رؤية مغايرة للواقع .
راح تعمل إيه والعقارب فى الكفن بتعيش / راح تعمل أيه والغراب اتجوز البومة .
وهو يرصد كم الثورة المضاد فى جسد الحياة الاجتماعية المصرية ، ولكنه يرصد حتمية انتصار الغاضبون :
دا كل شئ محسوب ومتدون / والمسئلة منجلة / ح تخر وتقرط / وتجز وتمرمط / وتعلم اللي استسهلوا الأقوال / إن الرجال أفعال .



#بهاء_الدين_محمد_الصالحى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسيان كأداة سياسية 5-5
- النسيان كأداة سياسية 4-5
- النسيان كأداة سياسية 3-5
- النسيان كأداة سياسية 2-5
- االنسيان كمفردة تاريخية 1-5
- الادب النسائى فى مصر 5-5
- الادب النسائى فى مصر 4-5
- الادب النسائى فى مصر 3-5
- الادب النسائى فى مصر 2-5
- الادب النسائى فى مصر 1-5
- تداعيات تطبيعية
- ثقافة التطبيع
- حوار مع العالم
- بداية النهاية - نهر التشيع متى يجف
- لماذا نحن 4-5
- لماذا نحن 5-5
- لبنان الى اين 1-2
- لبنان الى أين 2-2
- gلماذا نحن 3-5
- لماذا نحن 2-5


المزيد.....




- دول عربية تحظر فيلما بطلته إسرائيلية
- دول عربية تحظر فيلما بطلته الإسرائيلية
- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بهاء الدين محمد الصالحى - الشعر مؤرخا : فؤاد قاعود دراسة حالة