علي غشام
الحوار المتمدن-العدد: 6693 - 2020 / 10 / 3 - 15:23
المحور:
الادب والفن
الماسنجر قصة قصيرة
أرتعدت أطرافه وتسمرت عيونه على صورتها في صفحتها الشخصية (بالفيسبوك) بغد ان ولج اليها ولم يجد مؤشراً واحداً على ان تلك الصفحة مازالت تعمل وبقي بالكاد يبلع ريقه الذي جف تماماً ، ولم يعد يعرف كيف يكتب أو كيف يفكر حتى ..!
لم يمر عليه هذا الخوف المخلوط بالفزع والاستفهام من قبل ، وهو مازال يتفرس بملامح صورتها بدقه بعد ان كبَّر الصورة اكثر من مرة ، أحس انها تسخر منه وابتسامتها تتسع على عرض وجهها المستدير ، اخذ يبحث في الصفحة عن معلوماتها الشخصية لا شيء يذكر اطلاقاً فقط صورة شخصية واضحة وكلما وجد انه لا تقع عيونه على شيء يزيد خوفه ويعظم استغرابه لما يحدث ، فالحوار الذي دار بينه وبينها قبل قليل في (الماسنجر) لا يمكن ان يكون حقيقياً مئة بالمئة ، أو ربما تلاعب أحد ما من رواد مواقع التواصل بمشاعره .!
كلمته مرة اخرى ..
- مالك لا تتكلم هل تخاف .؟!
اردفت بتعبير وجه مبتسم هاهاهاهاها
مما ضاعف فزعه واخذ يقلق اكثر وأكثر واصبح يميل الى تصديقها ..!
سألته مجدداً ..
- كيف احوالكم هل مازلتم تعانون من تسلط اللصوص وتحكمهم بكم ؟!
خرجت كلمة (نعم) متهدجة من فمه وحاول ان يستجمع قواه الفكرية ويتحلى بالشجاعة وبدأ يكتب مخاطباً اياها ..
- ولكن كيف يحدث هذا مستحيل ؟!
اجابته ..
- اوافقك الرأي انها سابقة لم تحدث في مواقع التواصل الاجتماعي على الأطلاق بل في الواقع ايضاً ، ولكن ربما هي رسالة ليس لك تحديدا بل للجميع من الذين هناك معكم ممن هم ما يزالون يتنفسون الاوكسجين مفادها انكم في حقيقة الأمر مجرد طفيليات او (اميبيا) تتكاثرون وتأكلون وتنامون تحت تأثير الخوف والقلق والترقب ولا يفصلكم عن عالمنا سوى سبب بسيط جداً يحولكم الى جثث متعفنه بلا حراك وينتهي كل شيء ..!
انهت كلماتها بتلك الكلمات التي ما زالت مطبوعة في عقله الى جانب استفهامات مبهمه لا يستطيع ان يبوح بها ..!
فلا يوجد على الارض احد يصدق ما جرى بينه وبينها حتى لو قرأ ذلك الحوار مباشرة ..!
وأي مطلع على صفحتها في (الفيسبوك) يجد ان حسابها متوقف بسبب الوفاة ..!!
#علي_غشام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟