|
لترتفع حملة التضامن مع كوبا قدوة بلدان أميركا اللاتينية
رشيد قويدر
الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 10:46
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
يقبع منذ سنوات في غياهب سجون الولايات المتحدة، خمسة شباب كوبيين ، هم ريني غونزاليس، وهيراردو إرنانديس، وأنطونيو غيرييرو، وفرناندو غونزاليس، ورامون لابانيينو، لم يرتكبوا أية من الجرائم التي حكموا وأدينوا من أجلها في عام 2000 . ولم يكن من الممكن إثبات تورطهم في التهم التي نسبت لهم . مهمتهم كانت حماية حياة وممتلكات المواطنين الكوبيين، بمتابعة الهجمات الإرهابية التي تنظمها الجماعات المعادية للثورة الكوبية انطلاقاً من ميامي، وكشف مخططاتها الإرهابية . لقد سبق لهذه الجماعات الإرهابية المسلطة على كوبا أن ضربت مراكز سياحية على أرض جزيرة كوبا، وقامت بتفجير طائرة كوبية في الجو، وعلى متنها 73 شخصاً، وهي امتداد لمرتزقة خليج الخنازير المدعومة من واشنطن بسفن حربية وطائرات وأسلحة حديثة، عندما حاولت غزو كوبا عبر شاطئ هذا الخليج . ورغم ألم ومدى الظلم والمظالم الوحشية التي لا مبرر لها ، ومنها الأحكام المفروضة غير المعقولة ، فإن العزيمة والإرادة الكوبية في مواجهة أعتا قوة يعرفها العالم، لم تفترها هذه المظالم، بل زادتها صموداً وإصرارا، فالتاريخ لم يشهد أبداً صراعاً يبلغ ما بلغه من عدم التكافؤ ، حين لم يتمكن بلد صغير بحجم كوبا من الصغر ، من تحقيق صمود ونصر بهذا الحجم من الكبر، وفي وجه اعتداءات قوة عاتية بهذا الحجم من الجبروت والطغيان . بعد انتصار الثورة الكوبية بقيادة فيديل كاسترو عام 1959 ، وضع مجلس الأمن القومي الأمير كي مهمة " إيصال حكومة أخرى إلى السلطة في كوبا " ُنصب عينيه ، وفي سياق رده على الثورة الكوبية ، كما جرى في العديد من بلدان أميركا اللاتينية ومناطق أخرى من العالم . لقد قامت الولايات المتحدة بالاعتداءات المتنوعة على جزيرة الحرية، بتنفيذ ورعاية أعمال إرهابية واغتيالات، وأطبقت عليها بحصار اقتصادي وأعمال استفزازية وتخريبية ما زالت متواصلة حتى يومنا هذا . إن المحاولات السافرة للتدخل في الشأن الكوبي، هي جزء من الحملة الإمبريالية التي تستهدف خنق تطلعات الشعوب، واختيار سبيلها في التطور والرقي والسيطرة على مقدراتها وثرواتها . فهي في سياق معركة عالمية وإن تركزت على كوبا منذ 45 عاماً ونيف، فالهجمة الإمبريالية تستهدف كل ما هو إنساني في هذا العالم ، رغم التبجح بحقوق الإنسان و" الديمقراطية " والتي تشاهد الآن جليّة واضحة في العراق ، حيث لم تعد أطماعها الوحشية الكاسرة تخفى على أحد، وإن تستر عليها من هم في البيت الأبيض ، حين يتحدثون عن كوبا بـ " انتقال سلمي وسريع " للسلطة ، و " تحرير الشعب الكوبي " تماماً مثلما " حرروا" الشعب العراقي، ونقلوه إلى "جنات السلم" . تتبدى الآن بجلاء تام ، حجم الحملة الواسعة التي يشنها الإمبرياليون على كوبا الاشتراكية ، مستخدمين كل وسائلهم المتاحة السياسية والدبلوماسية وغيرها ، فالهدف من هذه الحملة هو إعداد العدة للنيل من الثورة الكوبية، بعد تقويض حركة التضامن العالمية مع الشعب الكوبي، وتبرير التدخل الإمبريالي ضده ، وعليه ، فالمطلوب هو تمتين وتعزيز التضامن العالمي مع كوبا . وبالنظر إلى أن الحملة على كوبا، هي امتداد للحملة الإمبريالية على الاشتراكية، بدءاً من فتح الباب للابتزاز وأعمال الضغوط المختلفة، ومع كل من له ارتباط وعلاقات تبادلية اقتصادية أو تضامنية بكوبا، وباعتبارها جزءاً من الحملة المعادية لليسار والاشتراكية والتقدم . إن أول متطلبات دعم صمود كوبا ومواجهة الهجمة هو توعية الشعوب عبر دعوة الأحزاب اليسارية والديمقراطية، والمدافعين عن الإنسانية وقوى التقدم والسلام، إلى رفض حملات التهجمات على كوبا وفضح أهدافها والقائمين عليها، وإدانة أية مواقف مساومة عليها ، كما جرى مع بعض الأحزاب في الاتحاد الأوروبي . لقد بات المطلوب الآن تعزيز وتقوية حملة التضامن مع الشعب الكوبي الذي يدافع عن ثورته، والضغط بالمطالبة بإلغاء الحصار الجائر المفروض عليها . ورفع الصوت عالياً عبر حملات منظمة لإطلاق سراح الوطنيين الكوبيين الأبطال الخمسة، الذين يقبعون دون وجه حق في غياهب السجون الأمير كية . وليرتفع الشعار الثوري : إن الدفاع عن كوبا الاشتراكية ، هو دفاع الشعوب ضد النزعة العدوانية الإمبريالية في العالم كله. إن توجيه النداءان بهذا الشأن للنقابات العمالية العالمية المختلفة، لإدانة الحصار وكل الأعمال الاستفزازية ، ومناشدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها المتخصصة ، والبرلمانات والرأي العام ، والمنظمات الشعبية ، من أجل وضع حد للأعمال الإمبريالية المعادية لكوبا ، والتي تقوض وتسمم أسس العلاقات الدولية ، والأمن والسلام للشعوب ، واستلاب رزقها وأسباب عيشها، هي مهمة أممية، وواجب كفاحي رئيسي. . ويغدو واضحاً الآن، ويزداد يوماً بعد يوم، أن ما يعكر صفو السلم العالمي هو جشع الاحتكارات الضخمة ، المندمجة بالصناعات الحربية، وهي تعتمد بفضل سلطتها المطلقة على وسائل الإعلام المعولمة ، أساليب احتيال تضليلية لإخفاء الحقائق وتضليل الرأي العام، وتبرير اعتمادها سياسة المعايير المزدوجة، ومنها وعلى سبيل المثال التعتيم المقصود على احتياطيات السلاح النووي وصنوف أسلحة الدمار الشامل الموجودة بحيازة إسرائيل في الشرق الأوسط . إن وسائل إعلام الاحتكارات الدولية وسياسة العولمة لليبراليين الجدد، الذين يعملون على رهن الدول لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية ، مستخفين بالمعارضة لهم من مناوئي عولمتهم من الشعوب، والشغيلة ونقاباتهم المختلفة والقوى الديمقراطية العالمية وحماة البيئة الخضر، وذلك بغية محاولاتهم تحقيق الارتهان الكامل للاحتكارات ومجمع الصناعات الحربية المرتبط بها . وعلى الجانب الآخر تقوم هذه الاحتكارات ووسائل إعلامها بالتعتيم وتضليل كل المعلومات المتعلقة بالنضال العالمي ضد العولمة الليبرالية الجديدة ، وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية ، واتساع رقعة البطالة في العالم كله، لاسيما في دول العالم الثالث التي تهيمن عليها . لقد أعمت الغطرسة بصيرتهم، بسبب من نظام نهب الشعوب الوحشي . إن الدعوة لنصرة كوبا والدفاع عنها ، هي دعوة أممية عالمية أسمها وعنوانها : النضال من أجل حقوق ومصالح الشعوب، ومصالح الشغيلة في العالم أجمع، من أجل استقلال الشعوب، ومن أجل حياة كريمة وإنهاء كافة الحروب والاحتلالات، من أجل الإنسانية وقيم العدالة الاجتماعية . كما أنها الدفاع عن السيادة والاستقلال الوطني والاقتصادي، ونحن نشاهد الآن كيف ترتفع فوق كل حائط في العراق لوحة " غرنيكا " مرسومة بدم الأبرياء، عبثاً يحاولون طمسها ، وجه الشبه بين زمنين، حين لا مجال لممالأة الإمبريالية الكاسرة، فالمهمة هي فقط الدفاع عن شرعة الأمم المتحدة بغية الوصول إلى السلام والأمن للبشرية جمعاء . لترتفع قبضات التضامن مع كوبا .. فغوانتانامو الرهيب نموذج عدالتهم وقانونهم الهمجي وأعرافهم الدولية هو محصلة ذلك التدخل بالقوة على الأراضي الكوبية . وليرتفع الصوت لإطلاق سراح الوطنيين الكوبيين الخمسة، الذين يقبعون دون وجه حق في غياهب السجون الأميركية .
#رشيد_قويدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فتح والكلفة السياسية الباهظة لإدارة الأزمة.. لا حلها
-
مجزرة غزة: خطأ في التقدير أم سياسة ثابتة؟
-
مجموعة »الثماني« .. منظومتان فكريتان..
-
بحثاً عن سور يقي أوروبا موجات الهجرة إلى الشمال..
-
رواية «الإرهاب» الأميركية
-
غوانتانامو: أرض مغتصبة.. وانتهاك لحقوق الإنسان
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|