أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - لماذا يسكت العالم عن التطهير الاثني الذي يمارسه الرئيس اردوكان ضد الشعب الكردي؟















المزيد.....

لماذا يسكت العالم عن التطهير الاثني الذي يمارسه الرئيس اردوكان ضد الشعب الكردي؟


انغير بوبكر
كاتب وباحث مغربي مهتم بشؤون الديموقراطيةوحقوق الانسان


الحوار المتمدن-العدد: 6690 - 2020 / 9 / 28 - 23:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تاريخ الشعب الكردي ، تاريخ شعب مضطهد مقموع ،تاريخ شعب مشتت في دول ذات انظمة قمعية قهرية عمدت بشكل استئصالي على قتل الهوية الكردية وقتل مقومات الاكراد لغة وثقافة وحضارة .تعرض الشعب الكردي لعمليات تتريك وتعريب قاسية أثرت على مستقبله السياسي و الاجتماعي كما تعرض لعمليات ابادة جماعية ومجازر دموية يندى لها جبين الانسانية سواء من قبل نظام صدام حسين الذي استعمل ضدهم كل الاسلحة المحرمة دوليا بدون رقيب ولا حسيب في حلبجةسنة 1988 او من قبل النظام التركي الذي مايزال الى يومنا هذا يستبيح الاراضي الكردية شمال وجنوب تركيا في عمق الاراضي السورية والعراقية ، لقد كانت المأساة الكردية مؤلمة بكل تفاصيلها ، ووفق الدكتور جورج طرابيشي في توصيف بعض جوانب الماساة ."كان حتى الامس القريب محظورا ،كما كان الكلام حتى 1990 محرما باللغة الكردية ،فضلا عن تعليمها او الكتابة بها ...وفي هذا السياق نفسه جرى اعتبار اللغة الكردية مجرد لهجة تركية منحطة ،وحظر على هذا الاساس التخاطب بها ، وكان مؤسيا مشهد القرويين الاكراد وهم يؤمون اسواق المدن التركية ويعبرون عما يريدون قوله باشارات من ايديهم وهمهمات من حناجرهم لانهم لا يتقنون لغةاخرى غير الكردية . "
انتفض الاكراد ضد الظلم التركي عدة مرات في انتفاضات مشهودة ،لكنها فشلت بفعل القمع الشديد و تكالب الأوروبيين ضد الشعب الكردي ، لذلك فانتفاضة الشيخ سعيد الملقب بعمر المختار الكردي سنة 1925 وانتفاضة جبل ارارات سنة 1927 بقيادة احسان نوري باشا ، وانتفاضة درسيم الجبلية سنة 1936 كلها انتفاضات شعبية مسلحة ضد التهميش و القهر والبطش الذي تمارسه تركيا ضد الشعب الكردي الذي هدمت قراه وصودرت املاكه و استبيحت دمائه في ظل صمت دولي رهيب ، وقد همدت المقاومة الشعبية الكردية الى غاية سنة 1978 تاريخ تأسيس حزب العمال الكردستاني ."وفي ليلة من اخر شهر كانون الاول (ديسمبر) 1978 اغلق الجيش مداخل المدينة واباحها للفاشيين من حركة " الذئاب الرمادية" ليفتكوا بالاكراد بعد ان تم -تعليم- منازلهم .وليلتئذ ذبح منهم الفان بحسب المصادر التركية ،وسبعمئة بحسب الصحافة الرسمية .ونهبت المخازن واحرقت ودمرت احياء بكاملها ."
المحرقة او الماساة الكردية ماتزال مستمرة الى الان في بقاع مختلفة من الشرق الاوسط ، فمقابل الدور البطولي الذي قام به الاكراد في مواجهة داعش في سوريا، تعرضوا لخيانة امريكية وغربية ،حيث سحب الامريكيون جيوشهم من شمال تركيا سنة 2018 وتركوا الاكراد عرضة لعملية تقتيل جماعي من طرف نظام اردوغان الذي استغل خروج جيش الامريكيين (2000عنصر) ليقاتل بقمع وشراسة منقطعة النظير الشعب الكردي ويفتك بهم امام صمت دولي رهيب. اردوغان استغل بمكر وخبث كبيرين انفراط عقد النظام السوري وانشغال القوى العظمى بقضايا مختلفة ، ليقوم بتغيير ديموغرافي في شمال سوريا واسكن عددمن المهجرين السوريين في المناطق الكردية ، وهذه المواقف الغربية والامريكية الخيانية اتجاه الشعب الكردي ليست بالجديدة بل ان الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش عارض اي تغيير للنظام في بغداد سنة 1991 رغم ان هذا النظام مارس ابادةجماعية في حلبجة وفي مناطق كرديةاخرى لكن المصالح الامريكية الضيقة لم تكن لتسمح بتغيير النظام انذاك ، نفس السيناريو يتكرر في سوريا التي عمد نظامها الديكتاتوري الى قتل وتشريد الشعب الكردي امام مرأى ومسمع نظام دونالد ترامب والحلفاء الوهميين للشعب السوري ،هذه الخيانة الامريكية للاكراد ادت الى استقالة جيمس ماتيس السكرتير الامريكي في الدفاع الذي احتج على التراجع الامريكي في الدفاع عن الشعب الكردي. الخيانة الامريكية للاكراد فرضت عليهم البحث عن حلفاء جدد( هناك مثل كردي يقول بان السلاح والجبال هي حلفاء الشعب الكردي ) او بالاحرى عن مظلة جديدة تقيهم من شر الاتراك ومن بطش الاسد لذلك اتجهوا نحو روسيا التي تحميهم مؤقتا امام غدر الجميع رغم ان تركيا بادرت الى شراء منظومة s400 المضادة للصواريخ الروسية كما تقيم روسيا اول مركز نووي بتركيا وهناك علاقات تجاريةكبيرة بين البلدين .
مصير الاكراد اليوم في مفترق طرق و معلق بين غرب متخاذل لا يستطيع فرض عقوبات على تركيا التي تستاسد يوميا على دول اوروبية وعلى الشعب الكردي كذلك وتهدد الغرب وتبتزه بترك الملايين من المهجرين السوريين(3.6 مليون مهجر) يدخلون الاراضي الاوروبية وبين نظام روسي محتكر لكل عناصر اللعب في المنطقة حيث في مؤتمر سوتشي اتفق الاتراك والروس على تقسيم النفوذ في شمال سوريا.
الاكراد هم منسيو التاريخ المعاصر وشعب بلا دولة كما سماهم بوريس جيمس وضحايا التلاعب بمصائرهم من طرف القوى الدولية ، بعد الحرب العالمية الاولى وبعدانهيار الامبراطورية العثمانية تعهد البريطانيون والفرنسيون وفق معاهدة سيفرس لسنة 1920 انشاء دولةكردية لكن لاشئء من ذلك تحقق سوى المزيد من الماسي والمذابح واستمرار واقع التشتت و المعانات التي لا تنتهي . وفي سنة 1976 حاول شاه ايران دعم الاكراد ضد نظام العراق حليف موسكوانذاك و في سنة 1980 لعب حافظ الاسد الورقة الكردية من اجل اضعاف تركيا وقد اعطى اللجوء السياسي لزعيم pkk عبد الله اوجلان بالبقاع اللبناني الذي كان محتلا من القوات السورية ثم تم التخلص منه وتقديمه قربانا لتركيا غيلة بعد ذلك .
تجمع القوى الدولية ومعها الانظمة المستبدة بالشرق الاوسط على تشتيت الشعب الكردي وعدم السماح لكتله السياسية و احزابه المختلفة و تنظيماته المتفرقة ليعيش في سلام وامن وان يفكر في اقامة دولته المستقلة ، بل ان الانظمة القمعية في المنطقة الشرق اوسطية استخدمت القضية الكرديةكاوراق لتصفية حسابات سياسية بين الاقطار المختلفة فاكراد العراق يتم استغلالهم من طرف سوريا واكراد سوريا يتم استغلالهم من طرف العراق واكراد البلدين يتم استغلالهم من طرف تركيا وايران .... لكن رغم المعاناة والالام و الماسي التي يعرفها الشعب الكردي الا ان بصيص امل قائم في ان الهوية والشعور الكردي لم يمت رغم كل محاولات الاجتثات والتتريك والتعريب و كل جهود شيطنة النضال الكردي وربطه باسرائيل وبالصهيونية ورغم الخيانات المتكررة له في التاريخ من طرف قوى دولية واقليمية الا ان صمود الشعب الكردي وايمانه بحقوقه قد رسخت لدى الاجيال المقبلة من شباب وشابات الشعب الكردي كما ان كل اعداء الشعب الكردي وخاصة الانظمة القمعية التي طالما قمعتهم تعيش في مراحل متقدمة من انهيارها فالنظام السوري رغم بطشة وعدوانيته و دمويته لم يعد قادرا على العيش بدون روسيا وايران و النظام العراقي الجديد لم يعد قادرا على القيام بائ خطوة نحوالامام بدون استشارة وموافقة الاكراد و والنظام التركي يستقوي بضعف الاوروبيين و تخاذل الامريكان لكنه يفتح جبهات متعددة ليست في صالحه ابدا . واختتم مقالي هذا بمقتطفات من مقال ممتاز للباحث والسياسي الفرنسي الذائع الصيت برنار اونري ليفي تحت عنوان من اجل العدالة للشعب الكردي و سأضعه بلغته الاصلية لانها ستكون اكثرا تعبيرا في التعبير عن مكنون المقال :"ce que l’on ne peut pas ne pas -dir-e c’est que l’OTAN ,qui était censé nous protéger ,n’existe virtuellement plus depuis que l’un de ses membres , la TURQUIE donc a choisi de bombarder en notre nom ceux qui avaient payé le prix du sang pour nous défendre .on peut toujours , bien sur Suspendre la Turquie de l’OTAN , on peut essayer de retirer les 50 têtes nucléaires stockées en territoires turc a incirlic , reste que l’on a commis en acceptant de voir nos meilleurs soldats livres d’un seul coup d’un seul a Poutine à Bachar aux ayatollah d’Iran et aux loups d’Erdogan la plus grande erreur stratégique que puisse commettre une alliance militaire et que celle –ci de fait s’EST sabordée.


باحث في قضايا التنمية والديموقراطية وحقوق الانسان
حاصل على دبلوم السلك العالي في التدبير الاداري من المدرسة الوطنية للادارة.
com.gmail@2012ounghirboubaker



#انغير_بوبكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب في عهدمحمد السادس : انجازات وامال وتطلعات
- رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان امينة بوعياش توضح مواقفها ...
- الاستجواب الذي اجراه الاستاذ انغير بوبكر الباحث في العلاقات ...
- حتى لا يصير البرلمان المغربي حكرا على الاعيان واصحاب المال
- الحركة الامازيغية المغربية من التأثير السياسي الى المشاركة ا ...
- كيف استطاع الملك محمد السادس تقوية التأثير المغربي بافريقيا؟
- ميشيل كولون : الصحفي الذي ناهض الحروب الامبريالية
- ايدوي بلينيل : رائد التحقيقات الصحفية المتميزة
- بيير فيرمورين المؤرخ المتخصص في التاريخ المغاربي وفي نقد الا ...
- جان زيغلر : المناضل الاممي الذي امن بالانسانية والعدالة الاج ...
- هل يستطيع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون الاستجابة لمطالب ا ...
- الدكتور صادق جلال العظم: الفيلسوف والمفكر السوري الذي امن با ...
- العالم والمؤرخ الجزائري محمد اركون : مؤسس علم الاسلاميات الت ...
- الدكتور برهان غليون المثقف العضوي السوري الذي حلم بثورة لم ت ...
- الشعب اللبناني ينتفض ضد الطائفية والفساد.
- الدكتور فالح عبد الجبار :عالم الاجتماع السياسي العراقي الذي ...
- من دروس الخيانة الامريكية والغربية للاكراد ؟
- لماذا يعتبر العثماني وحزبه من اكبر الرابحين في التعديل الحكو ...
- من اجل جبهة حداثية تقودها المؤسسة الملكية بالمغرب .
- في سبيل اعداد نموذج تنموي مغربي جديد


المزيد.....




- زيلينسكي: الحرب مع روسيا قد تنتهي في هذا الموعد وأنتظر مقترح ...
- الإمارات.. بيان من وزارة الداخلية بعد إعلان مكتب نتنياهو فقد ...
- طهران: نخصب اليورانيوم بنسبة 60% وزدنا السرعة والقدرة
- موسكو.. اللبنانيون يحيون ذكرى الاستقلال
- بيان رباعي يرحب بقرار الوكالة الذرية بشأن إيران
- تصريحات ماكرون تشعل الغضب في هايتي وتضع باريس في موقف محرج
- هونغ كونغ تحتفل بـ100 يوم على ولادة أول توأم باندا في تاريخه ...
- حزب -البديل- فرع بافاريا يتبنى قرارًا بترحيل الأجانب من ألما ...
- هل تسعى إسرائيل لتدمير لبنان؟
- زيلينسكي يلوم حلفاءه على النقص في عديد جيشه


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - انغير بوبكر - لماذا يسكت العالم عن التطهير الاثني الذي يمارسه الرئيس اردوكان ضد الشعب الكردي؟