أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - -عايز تستكردني-














المزيد.....


-عايز تستكردني-


حسن خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6690 - 2020 / 9 / 28 - 21:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كنا نتابع في الدراما والأفلام المصرية و حتى في الأحاديث العفوية بين عامة المصريين وتشدنا عبارة "هو أنت بتستكردني" أو "عايز تستكردني ليه " وربما تؤلم البعض و "أنا منهم "
ولأكثر من صديق مصري تجمعنا صداقة إفتراضية كنت استفسر للوصول إلى ما يروي شغفي بالمعنى المقصود أهي اعتباطية أم استصغار ونظرة دونية لقوم حكموا مصر ردحا طويلا من الزمن ، تعددت الردود واختلفت دون حسم ، لكن وبينما كانت الأسرة مجتمعة تتابع مسلسل "رمانة " خليجي وأظنه "كويتي" بطولة القديرة القديرة حياة فهد : مرّت هذه العبارة "بتستكردني" فتيقنت أنها باتت جزءا من الثقافة العربية حتى "دون فهم المعنى" والتي تعكس البساطة والغفلة في المواقف التي تتطلب اللجوء لهذا المصطلح ؟
ولدى محاولتي البحث في الجزور التاريخية وهي ترتبط بزمن حكم الأيوبيين لمصر ، لفت نظري مقال ربما يفي بالغرض إلى حدٍّ كبير للصحفي المصري محسن عوض الله لمحاولة معرفة المعنى الذي تقصده ومسيرة تغيير المعنى ليأخذ مفهوما سلبيا فيما بعد وهي كغيرها تعرضت للتحوير والاستغلال والاستعمال من قبل البسطاء ولو بنية حسنة ....

-$--$--$-========-$--$-========-$--$--$-

(( الاستكراد بين المصريين والأكراد ))
الصحفي : محسن عوض الله

سألني صديقي الكردي المقرب إلى قلبي عن معني مصطلح "تستكردني" الذي يستخدمه المصريون ، كان السؤال صعبا نظرا لمعرفتي بالمدلول السىء للكلمة ما قد يحزن صديقي ولكن أردت تأصيل تلك الكلمة وبحثت عن مصدرها وحقيقة المقصود بها.
وتوصلت إلى رأيان حول مصطلح الاستكراد أحدهما كردي وأخر مصري .
الرأي المصري ذكره د.بهاء مزيد أستاذ اللغويات والترجمة ورئيس قسم اللغة الانجليزية كلية آداب جامعة سوهاج فى كتابه لغة اهل مصر، يقول الرجل في بحثه عن أصل ومعنى كلمة "الاستكراد" "لم أجد أقرب إليها من كلمة "كروديا" وجمعها "كروديات"، مادة "كرد" في العربية، و"الكرد" جيل من الناس معروف والجمع "أكراد" كما يقول ابن منظور في لسان العرب، وإذا وصفت أحدهم بصفة "crude" الانجليزية فقد عنيت أنه خام، ساذج، قليل الذكاء سهل الانخداع والانقياد، وأصلها اللاتيني crudus ومعناها لا يختلف كثيرا عن معناها في الانجليزية اليوم.
وبحسب الكتاب "فإن المصري لا بد أن يضيف لمساته المبدعة فقد اشتق من "الكروديا" فعل يستكرد ـ وينطق بين أهل مصر بفتح التاء والراء ـ أي يستغفل و"الاستكراد" وهو الاستغفال أو اقتناص فرصة "غفلة" الآخرين وسذاجتهم للإيقاع بهم أو لتضليلهم".
أما الرأي الكردي وهو الأوثق من وجهة نظري فقد ذكره الكاتب علي سيريني فى أحد مقالاته نقلا عن المؤرخ العربي محمد حرب.
يقول سيريني " قد يستغرب الجميع أن كلمة الإستكراد التي خرجت من عند المصريين أولاً، كانت في بداية الأمر مديحاً ولقباً يُطلق للمجاملة على غير الأكراد، تقديراً لهم ومبالغة في إحترامهم.
فالأكراد الذين حكموا مصر والدول المجاورة لها أيام السلطان صلاح الدين الأيوبي، إشتهروا بالعدل والمعاملة الحسنة مع الناس.
واقترنت الناس العدل والأخلاق الحسنة بالعنوان الكُردي، نظراً لكون الحكام والقادة الكبار في الدولة أكرادا. فأسد الدين شيركو، وصلاح الدين الأيوبي، وقاضي القضاة، والقاضي الفاضل، وقادة الديوان والجيش والمؤرخون في معظمهم كانوا أكرادا.
ومن هنا فإن الناس البسطاء في مصر كانوا يجاملون الشرطة، وحراس السجون، والضباط الصغار في الجيش من المصريين بإطلاق اللقب الكُردي عليهم، لتبجيلهم وتعظيمهم عبر تشبيههم بطبقة الحكام والأشراف في الدولة.
وحين كان الواحد يطلق لقب الكُردي على أي شخص في ذلك العهد، كان يعني بمثابة تشريف للمقام وتعظيم للشأن.
لكن المصريين أفرطوا في إستعمال المدح لرجالهم بالوصف الكُردي، حتى كان السارق، والمحتال، والزاني، ومن إرتكبوا جرائم مختلفة يتوسلون إلى سجّانيهم وشرطتهم أن لا يعذبوهم، بإطلاق اللقب الكُردي عليهم: أنت كُردي ولا تظلم، أنت كُردي أي أنك طيب متسامح.
لكن الشرطة وحراس السجون الذين كانوا يصرّون على إذاقة هؤلاء العذاب والضرب، كانوا يردون فوراً: تستكردني، أنا لست كردياً وأشبعك الضرب!
وهكذا بمرور الزمن تبدل المفهوم الكُردي من مديح إلى معنى قبيح. وأصبح القول أنت كُردي، حيلة لنيل مرام غير مقبول.



#حسن_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تساؤل قانوني
- ساحة الحرب الافتراضية؟!!
- الأشكال الجديدة لعبودية
- المنطقة الآمنة...ما لها وما عليها
- عفرين والتطهير العرقي
- عندما تتمرد الذاكرة
- بناء السلام والمناهج الدراسية...
- نحو ثقافة بناء السلام
- من يجرؤ على انصاف الكرد
- من طقوس العيد
- مقال
- سقوط الدولة الوطنية
- الحرب النفسية
- عصر العبودية الجديدة
- الانتحار
- الكُردولوجيا : ( الجزء الأول )
- كُردولوجيا ج2
- -اليوم العالمي للغة - الأم - - Roja cîhanî a zimanê dayîkê
- حل القضية الكردية مصلحة عربية!!


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - حسن خالد - -عايز تستكردني-