أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يوسف ابو الفوز - فهد والصحافة















المزيد.....



فهد والصحافة


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1604 - 2006 / 7 / 7 - 11:14
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في ذكرى ميلاد القائد الوطني الشهيد يوسف سلمان يوسف ـ فهد
في مذكراته يتحدث الجواهري عن لقاء في عام 1942 ، هو الأول ، مع رجل لا يعرفه ويقول : ( قربته الى جانب وبعد تجاذب أطراف الحديث على فنجان قهوة استل الرجل من جيبه حزمة أوراق قائلا " هذه مقالة ، ان رضيت عنها ، فبوسعك نشرها ... ولك الفضل " ) وردا على هذا الرجل المتواضع ينادي الجواهري على أحد العاملين في الجريدة ويطلب ان تكون المقالة افتتاحية لعدد اليوم التالي . ويتحدث الجواهري كيف ان الرجل حدق في وجهه بذهول وتعجب قائلا " يا أستاذ ، إلا تريد ان تقرا ما فيها أولا " ، ويرد الجواهري عليه بثقة " لا ، لن أقرا ما تكتبه أنت ! " ، ويقول الجواهري بعد نشر المقالة : (ان العارفين من الطبقة المثقفة أعلنوا بصوت واحد ان المقال له : يوسف سلمان يوسف " فهد " .. )

إعادة تأسيس الحزب الشيوعي العراقي
في 30 كانون الثاني ( يناير) 1938 وبعد جولة في بعض الدول الأوربية ، بعد إكماله دراسته للماركسية اللينينية وبتفوق ، في " الجامعة الشيوعية لكادحي المشرق " في موسكو ، حيث درس الى جانب العديد من قادة وكوادر الأحزاب الشيوعية في العالم ، واغتنى بتجارب الحركة الشيوعية العالمية ، وكان قد غادر العراق نهاية 1934، عاد العامل الشيوعي يوسف سلمان يوسف والذي سيعرف فيما بعد عالميا بأسم " فهد " الى وطنه ، ليأخذ على عاتقه ، وفي ظروف بالغة الصعوبة من البطش والإرهاب ، العمل ببسالة ثورية وروح تفان تميزت بالمنهجية والصبر ، لاعادة تأسيس وبناء الحزب الشيوعي العراقي الذي ساهم في تأسيسه في اذار (مارس) 1934 ، ولكن شمله تشتت اثر الحملات البوليسية القاسية والمتعاقبة من قبل السلطات الحاكمة. ومن اجل بناء هذا الحزب ورص صفوفه وفق الأسس اللينينية والأفكار التي آمن بها ، والتي ـــ وعلى حد تعبير الراحل زكي خيري في تقديمه لكتابات فهد ـــ " كان أول واحسن من طبق في العراق النهج الماركسي اللينيني الخلاق على أحوال العراق والبلاد العربية " ، كرس فهد قدراته وطاقاته المتعددة ، وصار منارة هادية ولولب نابض في العمل الرائد لكوكبة الشيوعيين الاوائل الذين ساهموا في بناء هذا الصرح الشامخ .

فهد وواقع العراق السياسي والثقافي
وهو يعيد تأسيس الحزب الشيوعي العراقي في فترة العقد الرابع من القرن العشرين ، واجه فهد مهمة النضال بدأب على الصعيدين التنظيمي والفكري ، وانطلاقا من المبدأ اللينيني في كون "الجريدة ليست فقط داعية جماعيا ومحرضا جماعيا ، بل هي في الوقت نفسه منظم جماعي " ومن فهم علمي عميق لأهمية الصحافة ودورها في تعبئة طاقات الشعب في معاركه المتواصلة من اجل التحرر والاستقلال ، ومن خلال رصده لمحاولات السلطات الرجعية الحاكمة لتحويل الصحافة الوطنية الى أدوات تضليل لابناء الشعب العراقي وفي خدمة مصالح قوى الاستعمار والشركات الاحتكارية ، نشط فهد في العمل الاعلامي ليسجل لتأريخ الحركة الوطنية كونه ليس قائدا منظما ،محنكا،بارعا ،استوعب خبرة النضال الوطني والطبقي لشعبنا العراقي ، بل وصحفيا وطنيا بروليتاريا متميزا بنشاطه الدائب ، ترتبط بنشاطاته واعماله صفحات مشرقة من تأريخ صحافة الحزب الشيوعي العراقي ،وعلامة مضيئة في مسيرة الصحافة العراقية المناضلة .
بدا فهد عمله الصحفي بشكل مبكر منذ بداية ممارسته للعمل السياسي ، وواصل ذلك حتى أواخر أيام حياته وهو في السجن قبيل تنفيذ حكم الاعدام به في 14 شباط (فبراير) 1949 ، ولكن دراسة حياة فهد بشكل عام ونشاطاته الصحفية وكتاباته تتطلب ، ومثلما يتفق الكثير من الباحثين ، الاحاطة بالظروف التاريخية التي عمل فيها ، فالواقع السياسي والاجتماعي الذي أحاط فهد ترك الاثر البالغ ليس على أسلوب عمله ونشاطه ، بل وعلى أسلوب كتابته ، ولكن الأكيد هنا ان طليعية كتاباته الصحفية والفكرية وديمومة حيويتها تركت الأثر البالغ على عمل ونشاط الأجيال التي جاءت من بعده من الشيوعيين وساروا على دربه من اجل تحقيق شعار الوطن الحر والشعب السعيد .
عمل يوسف سلمان يوسف " فهد " ، الصحفي الشيوعي ، في بلده العراق ، في واقع سياسي يتميز بفقدان الهوية المستقلة ، والتبعية الاقتصادية والارتهان للشركات الاحتكارية ومخططاتها الرامية الى استنزاف ثروات البلاد ، وواقع اجتماعي تميز بالتأخر المتراكم وتفشي الجهل ، وواقع ثقافي يشهد عمليات متواصلة من قبل السلطات الحاكمة لمسخ الهوية الوطنية واضطهاد الفكر التقدمي وفتح الباب واسعا امام الثقافة الاستعمارية والرجعية ، وأجواء عامة تميزت بالقمع والعنف من قبل أجهزة السلطة المختلفة في خلال تعاملها مع الحركة الوطنية وخصوصا الصحافة الوطنية ، فكل الحريات الديمقراطية ، كالحياة الحزبية الصحيحة والاجتماع والنشر والصحافة ، معطلة إلا الصحافة الموالية والأحزاب التي تشكلها بين الحين والأخر النخبة الحاكمة . وبالرغم من ان الدستور العراقي ينص على حرية ابداء الرأي والنشر إلا ان قانون المطبوعات العراقي رقم 57 الصادر في عام 1933 عن ما يسمى بالسلطة الوطنية والذي صدرت العديد من التعديلات الشكلية له قبل ان يتم الغاؤه فيما بعد من قبل ثورة 14 تموز(يوليو) 1958 ، تميز قانون المطبوعات هذا ، السئ الصيت ، والذي يتلائم وسياسات وفكر السلطات القمعية ، بكون مهمته الأساسية هي غلق الأبواب أمام أي رأي أخر معارض ، وحتى في فترات محدودة من الانفراج النسبي بتأثير عوامل عديدة كانت الحملات الارهابية ضد الصحف الوطنية هي الصفة الشاملة لسلوك السلطة الحاكمة . كان فهد في طليعة رعيل الشيوعيين الأوائل الذين وحتى قبل تأسيس الحزب الشيوعي العراقي ، حريصين على الكتابة للصحف الوطنية العلنية ، واكتسبوا من ذلك خبرة عملية غنية ، ساعدتهم فيما بعد على إنجاز مهام سياسية وإعلامية اكبر ، وفي مقدمتها إصدار صحافة الحزب الشيوعي السرية . أدرك فهد ورفاقه وبعمق كون الصحف العلنية تملك إمكانية سرعة الانتشار والتداول بين الناس ، وهذا يضمن وصول الأفكار الجديدة لقطاعات واسعة من أبناء الشعب ، وحرص الرعيل الأول من الشيوعيين ، ومنهم فهد ، على تبني هموم ومشاكل أبناء شعبهم من الكادحين . تشير مراسلات فهد المبكرة للصحف العراقية وخصوصا جريدة " الأهالي " بعد صدورها مطلع عام 1932 ، سعيه الدائم الى ان تكون قضايا الجماهير الكادحة محور كتاباته ، ففي مقالاته تلك تحدث عن واقع القرى في ريف مدينة الناصرية وما يعانيه فلاحوها من الظلم والعذاب على أيدي الاقطاعيين ومالكي الأراضي . من جانب أخر ومن اجل تطوير معارفه وخبراته كان فهد يسعى ويكافح لتعزيز وعيه النظري ، وبسبب من صعوبة الاتصال بالفكر الاشتراكي من منابعه الاصليه ، ومستثمرا لمعرفته اللغة الانكليزية كان يقوم بعملية بحث دؤوبة بين الصحف والمطبوعات الأجنبية التي تصل العراق بطرق مختلفة ، ويترجم لنفسه ولرفاقه ما يختاره منها، وبالتأكيد ان هذه المتابعة المتواصلة النشاط لأنواع مختلفة من المطبوعات الأجنبية وإطلاعه على ما تحويه من مختلف المقالات والموضوعات ، ساهمت في اغناء معلوماته الصحفية . أيضا ومن اجل تطوير معارفه عن واقع البلاد العربية ، قام فهد عام 1930 بجولة في بعض الاقطار العربية منها الكويت ، سوريا وفلسطين ونشر عنها مقالات في جريدة "البلاد " العلنية بوصفه مراسلا لها .

كفاح الشعب
في فترة وجود فهد للدراسة في موسكو ، وامام عسف السلطات الحاكمة لم يكن أمام الحزب الشيوعي العراقي الوليد وقادته ، سوى أتباع أسلوب العمل السري ليس في تنظيمه فقط بل وفي عمله الاعلامي . لم تكتف قيادة الحزب بنشر البيانات التي تعبر عن موقف الحزب في القضايا العامة التي تهم الوطن وجماهير الشعب ، بل امتشق الحزب الشيوعي العراقي الفتي سلاحا جديدا ، مجربا من قبل الشيوعيين في البلدان الاخرى ، ومن دون انتظار اجازة من السلطات ، صدرت صحيفة " كفاح الشعب " السرية في نهاية تموز(يوليو) 1935 لتكون أول صحيفة سرية عراقية ، وحملت اسم الحزب الشيوعي في صدر صفحتها الأولى . كان صدور " كفاح الشعب " السرية حدثا فريدا في تاريخ الصحافة العراقية لانها خرقت الأعراف التقليدية وتحدت ضرورة الحصول على اجازة لاصدار صحيفة ، وأرست تقاليد عمل جديدة في تاريخ الصحافة العراقية ، برز فيها مناضلون شجعان صنعوا التقاليد العريقة للكلمة الجريئة والواعية، وكان فهد في مقدمتهم . صدر من " كفاح الشعب " السرية ستة اعداد ، وكانت تطبع بالة الاستنساخ ، بأربع صفحات وغلاف ملون ، وبنحو 500 نسخة من كل عدد ، وفي وقت لم يكن توزيع أي جريدة علنية ليتجاوز هذا العدد وتمكنت السلطات من غلقها حين استطاعت اعتقال محرريها ، ولكن " كفاح الشعب " السرية تمكنت من نشر اسم الحزب والتعريف بشعاراته الأساسية ومحتواها الطبقي في تلك المرحلة من كفاحه .

الشرارة
بعد عودة فهد الى العراق في 1938 ، وجد ان أجهزة السلطة القمعية نجحت في اعتقال غالبية قادة الحزب ، وان الكتل والتيارات الانتهازية قد عبثت في كيان الحزب ، فبرزت امامه الى جانب المهام التنظيمية لرص صفوف الحزب وفق قواعد تنظيم صلبة حديدية ، مهمة فكرية شاقة ، وبما ان الصحافة لم تكن لديه مجرد اداة لنقل الاخبار بل كانت جزء هام وحيوي من كيان الحزب ، ووسيلة متجددة الفاعلية للارتباط بالجماهير واشراكها في قضاياه وهذا ينطلق اساسا من الموقف اللينيني للجريدة ودورها كداعية ومنظم ، فكان إصدار " الشرارة " السرية في كانون الاول 1940 . وكانت " الشرارة " السرية تطبع بالة " ستنسل" حكومية ، حتى عام 1942 حين اشترى الحزب الة خاصة به . لم يكن توزيع " الشرارة " السرية يزيد عن 90 نسخة في الشهر الأول ، ولكنه قارب 300 نسخة في الاشهر التالية ، بل وقارب الرقم 2000 نسخة في العام 1942 ، وكان هذا مرتبطا بتطور قاعدة الحزب التنظيمية واتساع نفوذه السياسي بين جماهير الشعب ، وايضا لم يكن هذا بمعزل عن دور فهد كمحرر اساسي في " الشرارة " ومشرف عليها ، فالعدد الاول من " الشرارة " تميز برزانة شعاراته المستوحاة من القران الكريم واقوال الأمام علي وتناولها لقضايا أساسية تهم المواطن الكادح البسيط ، وهذا جعلها اقرب الى نفوس قطاعات واسعة من أبناء الشعب . صدر من "الشرارة " السرية عشرون عددا ، ولعبت مقالات فهد في " الشرارة " دورا فكريا بارزا في مواجهة الكتل والتيارات الانتهازية التي توزعت بين اليمينية واللبرالية والتطرف اليساري ، اضافة الى دورها كجريدة للحزب تتناول عكس شعارات ومواقف الحزب من قضايا تهم مصير البلاد . وانطلاقا من ايمانه بأهمية النضال الفكري ، ومثلما سجل فيما بعد في كراس ( مستلزمات كفاحنا الوطني ) : " ان التهاون في النضال الفكري يضعف قوى التحرر الوطني في الميدان السياسي والاقتصادي " ، خاض فهد نضالا فكريا متواصلا ضد المجموعات الانتهازية والانشقاقية ، اذ لم يكن كافيا تصفية صفوف الحزب من هذه المجموعات ، بل أدرك انه يتعين عليه ان يفند طروحاتها الفكرية ويكشف جذورها وجوهرها الطبقي ، من اجل ترصين صفوف الحزب الفكرية ، كتب يقول : "ان العدو ليضحك من عقولنا ان نحن حاربنا اوراق الشجرة وتركنا جذورها سالمة " .

القاعدة
حين استولى مجموعة من المنشقين على مطبعة جريدة " الشرارة " السرية ، كان فهد خارج البلاد للمشاركة في اجتماع ممثلي الأحزاب الشيوعية ، فأصدرت قيادة الحزب انذاك في 12 كانون الثاني (يناير) 1943 جريدة " القاعدة " السرية ، واختارت الاسم تيمنا وتثمينا لقاعدة الحزب التي التفت حول قيادة الحزب الواقعية والامينة لنهج الحزب الذي رسمه فهد ووقفت بوجه المنشقين . حال عودة فهد انخرط في النضال الدؤوب من اجل ترصين كيان الحزب وفضح الاتجاهات الانشقاقية التي تضعف من الحزب ونشاطه ، وتحت اشرافه المباشر، ونشاطه التنظيمي والفكري والصحفي ومتابعاته ومقالاته المتواصلة ، ومع النهوض الثوري وازدياد نشاطات مختلف قطاعات الشعب ، وتطور عمل الحزب التنظيمي ، ونجاحه في عقد كونفرسه الاول عام 1944 ، ثم مؤتمره الاول عام 1945 حيث وضع فهد ، القائد السياسي ، في وثائقهما كل خبرته العملية والنظرية ، تحولت جريدة " القاعدة " السرية الى جريدة اسبوعية . وفي ظل الظروف الامنية التي كانت تتطلب اقصى درجات الحذر ، عمل فهد الاعلامي بتفان وكان بنفسه يتابع احوال الرفاق الطباعين واحتياجاتهم وظروف عملهم ويشرف على عملية توزيع الجريدة ويتابع ردود فعل الجماهير على ما تكتبه الجريدة ، وحرص فهد على تطوير " القاعدة " فنيا اذ كانت تطبع أولا بالرونيو ثم صارت تطبع بحروف مطبعية ، وكان يطبع من " القاعدة " السرية حوالي 3000 نسخة ، وتوزيعها يفوق توزيع صحف علنية انذااك . وتحت اشراف فهد صارت " القاعدة " السرية سجلا تاريخيا لنضالات الشعب ضد الاستعمار والحكم الرجعي المرتهن بالاستعمار . وانطلاقا من تطوير نشاط الحزب بين مختلف قطاعات الشعب ، والتزاما بالنهج اللينيني في الموقف من حقوق القوميات والاقليات صدرت في 1943 جريدة " همك " ( القاعدة ) السرية ناطقة باسم الفرع الارمني للحزب وكان يطبع منها 120 نسخة . وحتى بعد استشهاد فهد ظلت " القاعدة " السرية تصدر ، واستمر صدورها لست عشرعاما ، وفي عام 1956 وضمن ظروف عمل الحزب انذاك تغير اسمها ليكون " اتحاد الشعب " .

آزادي
بشكل مبكر أعار فهد للقضية الكوردية اهتماما كبيرا ، وانطلاقا من مواقع الماركسية اللينينية وموقفها في حق الأمم في تقرير مصيرها ، ومن تجارب الشعوب والحركة الشيوعية ، صاغ افكاره حول القضية الكوردية والتي تضمنتها وثائق الحزب المبكرة ومقالاته اللاحقة. كان فهد مدركا لوجود الشعب الكوردي وتأريخه وخصائصه القومية ، وتحت قيادته عبرت عن ذلك صحافة الحزب التي كانت تنشر المقالات والمواضيع عن الشعب الكوردي ، وكان الحزب منذ بداياته يعير اهتماما لقضايا الادب واللغة والتاريخ والتراث ومن ذلك بالطبع ما يخص الشعب الكوردي . وكان فهد مدركا ان هناك اوساط واسعة من أبناء الشعب الكوردي لا تجيد اللغة العربية ، ولذلك حاول في عام 1942 ــ 1943 ومن خلال التباحث مع بعض الشبان المثقفين الاكراد غير المنتمين للحزب الشيوعي إصدار جريدة كوردية ثورية إلا انه لم يوفق . مع بروز الحركة الوطنية والقومية بشكل بارز ونمو الوعي الجماهيري اثر نهاية الحرب العالمية الثانية ، وادراكا للدور النضالي للشعب الكوردي في الحركة الثورية العراقية ، ولعدم وجود جريدة كوردية تستجيب استجابة كاملة ومباشرة مع مصالح الكادحين وتربط بين نضالهم ونضال الكادحين في كل العراق ، وكذلك انطلاقا من ضرورة نشر الفكر الماركسي عن طريق الكتابة الكوردية ، كان التفكير يقود فهد بعد عودته من الدراسة في موسكو الى ضرورة إصدار جريدة كوردية ، ورغم المصاعب الاولية ومنها قلة امكانيات الكتابة باللغة الكوردية ، إلا انه مع توسع وانتشار تنظيمات الحزب في كوردستان وازدياد خبرة الحزب ، صار بالامكان إصدار جريدة كوردية . في شهر نيسان(ابريل) 1944 ولدت صحيفة "آزادي" ( الحرية ) السرية ، وكان اسمها من اختيار فهد ادراكا منه لحب الشعب الكوردي للحرية . و" آزادي " اول جريدة سياسية كوردية تصدر سرا ، وصدرت " آزادي " تحت اشراف فهد ، وكان يعد لها المواضيع التي تترجم الى اللغة الكوردية ويشاركه الشهيد زكي بسيم (حازم) والرفاق الرواد الاوائل من الشيوعيين الاكراد ، من ابرزهم ملا شريف عثمان الذي عمل محررا رئيسيا فيها وتولى مهمة اصدارها في السنوات الاولى . وكان موعد صدور صحيفة " آزادي " يتاثر بالوضع السياسي للبلاد وفي مقدمة ذلك الوضع الطباعي الصعب والحفاظ على سرية العمل ، وكان عدد صفحات " آزادي " تتراوح بين 8 ــ 12 وكانت احيانا تصدر بصفحتين ،ويطبع منها حوالي 1200 نسخة . استمرت "آزادي" بالصدور سرا حتى عام 1959 حيث صدر أول عدد علني في الأول من ايار .

العصبة
في قيادته لنضالات الحزب الشيوعي العراقي ، وانطلاقا من الفهم اللينيني لضرورة الربط بين اساليب العمل العلني والسري وانتهاج الاسلوب الملائم وفي الوقت الملائم ، تميز فهد بالابداع في الجمع بين اساليب العمل السري والعلني ، ومن ذلك البحث عن منابر علنية واستثمار كل فرصة ممكنة من اجل ايصال صوت الحزب الى أبناء الشعب العراقي . وفي هذا السياق حين فسحت السلطة المجال لتاسيس الاحزاب السياسية تم تقديم الطلب للعمل باسم " حزب التحرر الوطني " في اواخر1945، ومع التاثيرات العميقة التي تركها الانتصار السوفياتي على الفاشية في الحرب العالمية الثانية وموجة التحرر العالمية وانهيار احلام القوى الرجعية التي ذهبت مع هزيمة " هتلر" وتصاعد المد الجماهيري وتعاظم الوعي السياسي للشعب العراقي وتواصل وتطور اساليب نضاله من اجل الحرية والديمقراطية والاستقلال ، ومع ظهور النازية والفاشية وافكار التعصب القومي البرجوازي وتصاعد نشاطات المنظمات الصهيونية والتهاب القضية الفلسطينية ، واستثمارا للظروف السياسية المؤاتية تبني فهد اقتراح حزبي ، وقام بتوجيه مجموعة من الرفاق اليهود لتقديم طلب تأسيس (عصبة مكافحة الصهيونية في العراق) لتأخذ على عاتقها فضح الصهيونية وكسب الجماهير اليهودية في العراق للنضال ضد الصهيونية ، أجيزت العصبة في 16 اذار(مارس) 1946 من قبل وزير الداخلية الوطني سعد صالح ولتكون التنظيم الوحيد من نوعه في البلاد العربية للعمل بين اليهود لمكافحة الصهيونية . وكانت الاجازة وكما تشير الوقائع التاريخية ، وسيلة لتصعيد النضالات المطلبية وتعبئة الجماهير الشعبية لخوض معاركها الحاسمة ، اذ لم تقتصر العصبة في عضويتها على اليهود فقط اذ فتحت باب الانضمام أمام كل العراقيين . ومن اجل نشر أفكارها و الاعلان عن نشاطاتها ، قامت العصبة باصدار صحيفة خاصة بها حملت اسم " العصبة " . صدر العدد الأول من جريدة " العصبة " كجريدة يومية سياسية ناطقة باسم عصبة مكافحة الصهيونية في العراق في السابع من نيسان(ابريل) 1946 وهو خال من الشعارات التقليدية التي كانت تتصدر الصحافة الشيوعية السرية . تؤكد الوقائع على ان ما حققته صحيفة " العصبة " ، والتي بلغ توزيعها الاربعة الاف نسخة ، يعود اساسا الى دور فهد المشرف الحقيقي على عمل ونشاط الجريدة ومحرر الكثير من مقالاتها وكاتب افتتاحياتها ، ولعل اهمها مقالته الطويلة ( نحن نكافح في سبيل من ؟ وضد من نكافح ؟ ) والتي طبعت فيما بعد على شكل كراس تحت نفس العنوان ، ومجموعة المقالات التي نشرت في" العصبة " وصدرت فيما بعد في كراس بعنوان (مستلزمات كفاحنا الوطني) ، ولعبت كتابات فهد دورا بارزا في التعريف بجوهر الصهيونية وكشف صلتها بالاستعمار وخطورتها ليس على قضية فلسطين فحسب بل وعلى كافة الاقطار العربية ، وحدد فهد في مقالاته جوهر الصهيونية حيث كتب وببلاغة سياسية ووضوح : " اننا في الحقيقة لا نرى في الفاشية والصهيونية سوى توأمين لبغي واحد هي العنصرية محظية الاستعمار ، ان الفاشية والصهيونية تنهجان خطين منحرفين يلتقي طرفاهما وتتشابه اهدافهما " وفي مقالاته في صحيفة " العصبة " ومنطلقا من مبادئ الماركسية اللينينية بين طبيعة الاستعمار الحديث واسس السيطرة الاستعمارية والاساليب الضرورية للتحرر الوطني وكشف عمق التاثير المتبادل بين الكفاح الاقتصادي والنضال السياسي ودور الاحتكارات الامبريالية في مصادرة الاستقلال السياسي للبلاد ، وساهم كل ذلك في تعبئة الراي العام ضد الصهيونية والامبريالية والرجعية والشركات الاحتكارية . ورغم ان جريدة " العصبة " اغلقت بعد ثلاثة اشهر من تاريخ صدورها ، بعد ان عطلتها السلطة الحاكمة بحجة مخالفة قانون المطبوعات ، وصدر منها فقط 51 عددا ، إلا انها ربطت بشكل مبدع بين المهمات والاهداف الرئيسية التي تشكلت من اجلها عصبة مكافحة الصهيونية وبين مهمات التحرر الوطني اذ تحولت صفحاتها الى منبر واسع وعريض لصوت الحركة الوطنية ، واستطاعت بحق ان تحقق ورغم عمرها القصير خطوات مهمة على طريق الصحافة الوطنية الملتزمة بقضايا الشعب الأساسية ، ولم يكن كل هذا بعيدا عن الدور المتميز فهد القائد السياسي والصحفي البارع .

دار الحكمة
وانطلاقا من ذات المبادئ التي ذكرناها والتي انتهجها فهد في عمله الاعلامي، ومنها استغلال كل فرصة ممكنة لاستثمار أي عمل علني ، وفي اطار الانفراج النسبي في الاوضاع السياسية في العراق في 1946، ومن اجل نقل النشاط الاعلامي للحزب الى شكل اكثر تطورا ، وافق فهد على اقتراح تقدم به بعض الرفاق لتأسيس شركة للنشر والترجمة والتوزيع ، يجمع رأسمالها من نشطاء الحزب ، وفي ظل الاوضاع السياسية والفكرية السائدة كان هدف هذه الدار اساسا نشر الكتب التي يمكن ان تساهم في توعية الناس ونشر الفكر التقدمي بينهم ، وفي 1946 حصلت الموافقة وتأسست دار نشر بأسم " دار الحكمة " ، واختار الحزب للعمل في " دار الحكمة " وجوه شيوعية معروفة في الوسط الجماهيري ، ورغم ان " دار الحكمة " لم تعمر طويلا لكنها استطاعت نشر بعض الكتب ، وكان فهد بنفسه يشرف على عمل " دار الحكمة " ويتابع اعمال الطباعة فيها .

فهد والصحافة الوطنية العلنية
ذكرنا كيف ان فهد وبشكل مبكر من حياته السياسية والصحفية ، أولى الصحافة الوطنية العلنية اهتماما كبيرا ، وكانت له مساهمات بارزة في مختلف الصحف الوطنية ، وقد تحدثنا عن تزويده صحيفة (البلاد ) ثم (الاهالي)بمقالات رصد فيها حياة كادحي ريف الناصرية ، وفيما بعد توالى ظهور مقالات ومتابعات سياسية وفكرية كتبها فهد في صحف علنية مثل ( الأخبار ، نداء العمال ، المثل العليا ، المجلة ) وكان كثيرا ما يكتب تحت اسماء مستعارة مثل ( ياسين خلف ، فتى المنتفك ، مراسلكم ) . لم يكن الحزب الشيوعي العراقي يلجا الى النشر السري كخيار وحيد ، فهو مثلما كان مضطرا لجعل تنظيمه يعمل سرا بسبب سياسة القمع والبطش والقوانين السائدة ، لجأ الى جعل صحافته سرية . وانطلاقا من اهمية العمل الصحفي ومن اجل ايجاد منافذ اعلامية علنية ، ومن تجربته في الربط بين العمل العلني والسري ، اولى الحزب الشيوعي الصحافة الوطنية اهتماما بالغا وحث اعضاءه على دعمها والكتابة فيها ، بل وارسل الحزب رفاقا للعمل في بعض الصحف الوطنية لدعم مسيرتها وعملها ، ومن الصحف والمجلات التي ساهم الحزب الشيوعي في اصدارها او ارسل محررين للعمل فيها ( الأهالي والرأي العام والانقلاب والحارس والمجلة ) ، وفي هذه االصحف كان فهد وقادة الحزب الشيوعي الاخرون يكتبون مقالات ومتابعات سياسية ونظرية تعبرعن أفكار ومواقف الحزب . ولم يعمر بعض من هذه الصحف الوطنية كثيرا ( على سبيل المثال جريدة الهادي صدر منها عدد واحد عام 1946) وواجه بعض منها مشاكل جدية عديدة ، ومع ذلك ، فانها لعبت دورا بارزا في المساهمة في نمو تيار فكري وطني معاد للاستعمار والافكار الرجعية ، وساهمت في رسم افق لظهور صحافة وطنية تقدمية متميزة ، ولذلك حظيت هذه الصحف الوطنية لعداء وعدم رضا الحكومة وواجهت الكثير من التضييق والخناق من اجل عرقلة وتحجيم دورها الوطني . ويمكن التوقف هنا عند تجربة متميزة ، اذ بالرغم من وجود فهد في السجن وامام الانتصارات التي حققها الشعب العراقي وقواه الثورية في وثبة كانون الثاني 1948 ، والتنازلات التي قدمتها السلطات العراقية ، وانطلاقا من الحاجة الى منبر اعلامي علني ، نجح الحزب الشيوعي ، في إصدار جريدة يومية سياسية علنية ، ففي نيسان 1948 صدرت " الأساس " كثمرة لوثبة كانون ، ولعبت دورا مهما في تعبئة الجماهير ودفع نضالاتها في سبيل الحريات الديمقراطية والنقابية والمطالب الأساسية ، وقد اولى فهد من سجنه صدور جريدة " الأساس " اهتماما كبيرا وخلق صلة مع هيئة تحريرها واستطاع ان يوجه مسارها بالشكل الذي يتلائم وظروف المرحلة المتفجرة في تاريخ شعبنا . ورغم ان " الأساس " لم تستمر طويلا ، وان السلطات نجحت في غلقها إلا انها رسمت لها صفحة مجيدة في تاريخ الصحافة الوطنية وترك لنا فهد بصمته الخاصة في العمل كقائد سياسي يجيد اختراق الحواجز وكصحفي مكافح لا تثينه عن النضال جدران سجن او قرارات اعدام .
ويتطلب الاشارة الى محاكمة فهد في ايار 1947 ، وطريقة أستثماره البارع لوقائع المحاكمة بدفاعه المتين عن افكاره الشيوعية والحزب الشيوعي والحركة الوطنية وبصلابته الثورية وشجاعته التي اثارت جلاديه وفرضت عليهم احترامه ، واذ كانت الصحف العلنية انذاك تنشر وقائع المحكمة ، استثمر فهد ذلك وحول قاعة الحكمة الى اداة لفضح الحكومة واعداء الشعب ، مما دفع الحكومة الى تحويل المحكمة الى جلسات سرية .

رسائل فهد من السجن
لا يمكن تجاهل رسائل فهد التي كان يبعثها من السجن ، وابتكر لها طريقة خاصة للكتابة بــ "ماء البصل " وتهريبها مع عوائل الرفاق ، وفيها كان يكتب الى المركز القيادي خارج السجن توجيهاته حول أمور التنظيم ونشاط الحزب وملاحظاته حول مختلف الامور ، وفي هذه الرسائل القصيرة ، نرى الأهمية التي كان فهد يعطيها للعمل الاعلامي والفكري ، فهذه الرسائل لا تكاد تخلو واحدة منها من توجيهاته وملاحظاته بخصوص عمل الحزب الاعلامي ، فالى جانب وعوده بارسال مقالات للنشر وخلال اوقات قريبة لجريدة الحزب " القاعدة " (رسائل 1/11 و 27 /11 /1947) لا ينسى في ذات الوقت ان يوصي بالاعتماد على الكادر المحلي لكتابات مقالات الجريدة (رسالة 1/11/ 1947) ، وفي رسالة تالية اذ يعبر عن سروره لانتظام صدور جريدة " القاعدة " ، فبنفس الوقت يوصي بضرورة استمرار الجريدة في نقد اوضاع الحكومة الرجعية الاستعمارية وإظهار التدخل الأجنبي بصورة بارزة مع استعراضات وأخبار عن الوضع العالمي والبلاد العربية ( رسالة 27/11/1947) ، وتتنوع في رسائله من السجن توصياته وتوجيهاته بخصوص العمل الاعلامي للحزب ، فهو يوصي حول ضرورة إصدار جريدة علنية للحزب من دون ان تعلن هويتها الحزبية ، ويوصي بالاستفادة من الصحف العلنية والنشر فيها وانتداب رفاق للكتابة فيها ، ويسمي لذلك بعض الصحف الوطنية ، ويعطي توجيهاته حول " دار الحكمة " للنشر ، بل ويسأل المركز القيادي للحزب عن هوية مجلة باسم ( الحرية) .

أسلوب فهد
لدراسة أسلوب فهد في كتاباته الصحفية يتطلب منا القول ان اسلوبه الى حد ما يرتبط بشخصيته كعامل مثقف ، ومناضل شيوعي نذر نفسه لمهمة بناء حزب من طراز جديد في اوضاع العراق الاجتماعية والاقتصادية والسياسية السائدة في مرحلة الاربعينات من القرن العشرين ، والتي امتازت بالتعقيد الشديد . وشخصية فهد التي أثارت اعجاب اعداءه قبل اصدقاءه ومريديه ، بل ونجد حتى مرتدين وخونة للحزب الشيوعي في مذكراتهم يكونون حذرين عند الحديث عن شخصية فهد ، بل ان بعضهم يحاول متذاكيا ان يبث سمومه ضد الحزب من خلال تزكية نفسه بالحديث بأحترام عن شخصية فهد . كان فهد في حياته العامة ومثلما سجل الكثيرين ممن عايشوه في مذكراتهم ، ميالا الى البساطة العمالية ، والى عدم الكلام الكثير ومثل هذا الامر نجده في كتاباته اذ هو يميل الى الاقتصاد في الكتابة ، فاسلوبه بشكل عام لا يميل الى الاطالة ، ويمتاز بالوضوح والبساطة وعمق في التحليل وكثافة في التعبير والسخرية الحادة . ووفقا للمنهج الماركسي الذي استوعبه خلال دراسته النظرية وشروعه بتطبيقه على واقع العراق المتشابك ، كان فهد يتميز بامتلاكه وعيا طبقيا لواقع المجتمع العراقي وتمتاز كتاباته بسمة طبقية وانحياز واضح الى قضايا الطبقة العاملة وكادحي الشعب ، واذ يشخص اسباب كل ظاهرة ويوجه النقد لهذه الاسباب بشكل مباشر فانه يقدم الحلول التي تعبر عن وعيه الطبقي وفهمه لحركة المجتمع العراقي . وكتلميذ بارع استوعب من لينين القدرة على الامساك بالحلقة الأساسية ، نجده في كتاباته ومثلما في حياته يذهب الى صلب الموضوع مباشرة ، ويحدد اعداء الشعب بوضوح كامل. واذ كان يميل الى الاختلاط بالكادحين وتجنب كل ما يميزه عنهم ويجد معهم لغة تفاهم سريعة ، نجد ان لغة كتاباته مفهومة من قبل كادحي الشعب والبسطاء من الناس ، فأمثلته الايضاحية مستمدة من حياة الناس الذين يعاشرهم ، من جماهير الكادحين من العمال والفلاحين ، عمال السكك ، والمغارسين ، وسكنة الصرائف وعتالة الموانئ ، هذه الجماهير منحته ذخيرة دائمة من التشبيهات والامثال التي راح يستخدمها بلا رافه للسخرية من اعداء الشعب . فلتقريب افكاره من عامة الناس وتفكيرهم وعاداتهم ، نجده في كتاباته واذ يستثمر معرفته الموسوعية ، وقدراته في فهم أمور الاقتصاد والسياسة ، وكونه ملما بالفلكلور وبحياة الجماهير يستخدم الأمثال والحكم والشواهد الشعبية ، والى جانب ذلك يضع استرشادات من كتب ساسة ومؤلفين عرب وعالميين ، مثل جبران خليل جبران وماركس ولينين ، ولا يكتفي بذلك بل ويرشد الرفاق الى استخدام امثلة يفهمها رجل الشارع البعيد عن السياسة . وبما ان عمله التنظيمي والاعلامي السري اساسا هو تحد للسطات الحاكمة ولا مكان للرقيب الرسمي في كتاباته ، امتازت كتاباته عن امراض المجتمع العراقي وفضح أجهزة السلطة والحكومات المرتهنة بعجلة الاستعمار وسياسته بالوضوح السياسي التام .

خاتمة
في اطار دراسته لتاريخ الحزب الشيوعي العراقي وشخصية فهد سجل الباحث حنا بطاطو: ( ان مفتاح اللغز الحقيقي لاستعداد الثوريين للسير وراء فهد يكمن في حقيقة كونه مؤمنا بمثله التي كرس حياته من اجلها ) هذه المثل هي التي رسمت شخصية فهد القائد السياسي والصحفي المناضل ، وهي التي جعلته في لحظاته الاخيرة قبل ان يرتقي المشنقة يقول : ( نحن اجسام وافكار ، وان دمرتم اجسامنا فلن تدمروا افكارنا ) .

المصادر :
1ــ محمد مهدي الجواهري . ذكرياتي الجزء الاول . دار الرافدين .
2ـــ لينين . المختارات . المجلد الثاني . دار التقدم . موسكو 1975 .
3 ــ كتابات الرفيق فهد . دار الفارابي ــ الطريق الجديد . حزيران 1976 .
4 ــ حنا بطاطو . العراق . الكتاب الثاني ــ الشيوعيون . ترجمة عفيف الرزاز . مؤسسة الابحاث العربية 1992 .
5 ــ زكي خيري و سعاد خيري . دراسات في تاريخ الحزب الشيوعي العراقي . المجلد الاول 1980 .
6ــ موسوعة سرية خاصة بالحزب الشيوعي العراقي ــ اصدار مديرية التحقيقات الجنائية . بغداد 1949
7ــ عبد الرزاق الصافي . كفاحنا ضد الصهيونية . منظمة التحرير الفلسطينية .
8 ــ سعاد خيري . حيوية افكار ونهج فهد .
9 ــ زكي خيري . صدى السنين في ذاكرة شيوعي مخضرم . ستوكهولم 1994 .
10 ــ د. محمد خلف . مقالات في مجلة الثقافة الجديدة ( الاعداد : 154 ، 175 ، 163 )
11 ــ ابو نهار . مجدا لعامل الثلج . الثقافة الجديدة . العدد 155
12 ــ لقاء مع عامر عبدالله . جريدة طريق الشعب العدد 574 في 31/7/1975
13 ــ سعدي المالح ـ اول صحيفة كردية سرية في العراق ــ صحيفة الفكر الجديد ــ العدد 334 في 13/3/1979
14 ـــ جاسم هداد ــ السويد . ليتمجد اسمك الشيوعي . طريق الشعب . العدد 9 . في نيسان 2000



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايتي مع فيلم وثائقي يمنع بثه قبل العاشرة مساء
- ماذا نريد من اتحاد الكتاب العراقيين في السويد ؟
- تعالوا نحتفي معا بحفيد امرئ القيس !
- هل حكومتنا الدائمة ، حقاً ، حكومة - قوس قزح - ؟
- المعرض الشخصي الخامس للفنان العراقي عبد الامير الخطيب
- متى سيخرج علينا السيد وزير الداخلية ليخبرنا بذلك ؟
- ما يجمع جورج بوش ورجال السياسة العراقيين !
- في الذكرى 72 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي : صهيل الفرح في وا ...
- حكاية احتفال في ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي تحت غيوم ال ...
- الذكرى 72 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : الأنتماء للوطن الحر
- أفلام توم وجيري !
- لماذا تحولنا الى شعوب لا تقرأ ؟
- الطائفية : صدام حسين بذر ، بول بريمير سقى ... من يوزع الثمار ...
- حول الأداء الإعلامي للفضائيات العراقية
- الممارسات الرخيصة القديمة الجديدة !
- صورة الدم
- من المستفيد من غلق فضائية الفيحاء ؟
- رحيل مناضلة فنلندية صديقة للشعب العراقي
- الانتخابات الرئاسية الفنلندية : فوز تاريا هالونين مرشحة اليس ...
- السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - يوسف ابو الفوز - فهد والصحافة