أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - عشوائيات في الحب طَمِّنْ بالَكْ














المزيد.....

عشوائيات في الحب طَمِّنْ بالَكْ


سمير محمد ايوب

الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 21:49
المحور: الادب والفن
    


كتب الدكتور سمير محمد أيوب
عشوائيات في الحب
طَمِّنْ بالَكْ
لأني ما زِلتُ أعلم ، أنَّ مِنْ طبائعِ الرّحيلِ إختيارُ الأفضل ، كنتُ كلَّما سألتُكَ هل ستَرْحل ؟! تضْحكُ وتّتَّهِمَني بالجنون اللذيذ ، لأنني اسألك عمّا في علم الله وحده . في توالي هذا الليل ، ألِحُّ عليكَ وأنت تتعافى الآن ، على سرير الاستشفاء في دار النقاهة ، وقد خفت حركة بِيضُ الحمائم من حولك ، أنْ تُبدِّدَ خوفيَ منَ الرحيل ، وأنْ تُؤكِّد ليَ بأنَّكَ باقٍ لأطمَئِن . فمِثْلُك يَتعجَّلُ الرحيلُ في انتقائه ، ومثليَ للوجعِ منذورةً وللبكاء .
إنِ أختارَكَ الرحيلُ يا صاحِ ، وغادَرْتَ مُضطرَّا ، لنْ تَبتعد كثيرا . فكلُّ ما بَيننا مُختلفٌ مُميَّزٌ باستثنائيتِه . ستَظلُّ كحبلِ الوريد قريبا . صوتُك معي أنَّى وجَّهتُ عُيوني ، أوَشْوِشُكَ الفَقْدَ ونحن نُثَرْثرُ كعادتِنا. ثِقْ أنّ مِنْ بَعدِك نبعُ الكَلِمِ لنْ يَنضَبْ ، ولكنَّ الكثيرَ مِنَ الكلامِ سيفقدُ دفئَه المسكوت عنه ، وستَتَبدَّدُ خوافيَ معانيه ، والكثيرَ مِنْ مَذاقِه ونَكهتِه المُبطَّنة .
وكلّما جُنَّ الوجَعُ ، سأحملُه إلى كلِّ أماكنِنا ، لأحكيَ لها عمّا يُؤلِمُني . ونستَعيدُ ساعاتٍ مِمّا أمضينا هنا وهناك . وبحرقةٍ سأبكي , حتى تُعانقَ شفتيَّ دموعٌ صامتةٌ ، تنتظرُ أصابعَك وشفتيك لِتُلَمْلِمها . فأنت وحدَك من يفهمُها ويُهدِّئ منْ رَوْعِها . لَيتَنا كنَّا نُدركُ مسبقا موعدَ الرّحيل ، لأزددنا اختلاطا واستَزَدْنا منْ كلّ شيءٍ شَيئا .
سأفتقدُكَ كلّما دقَّتْ ساعةُ مَولدي ، فأنتَ أوَّلُ منْ يأتيَ بالكثيرِ منَ الحب ، ويَسْتَوْلدُ الكثيرَ من الأحلام المُلَوِّنَةِ ، وننثرها معا في كل عام جديد ، أحلاما وأفراحا طازجة .
سأفتقدكَ كلَّ صباحٍ تُشرقُ شمسُه ، ولا تُربِّتْ على ظهري الذي تَحتَضِن , سأفتقدُكَ كلَّ مساءٍ يُداهِمُني دونَ أنْ تَهِمسَ فيه بَوحا حميما ، يستطيلُ مع سهَرِ عيونِ القلب . سأرتجفُ خوفا عندما أركضُ لهاتفي لألتقيك عبرَهُ ، ولا أجدُ ضُحكتكَ تُضيء شاشَتَه . سأغرقُ في يُتْميَ كُلّما اسْتَسْقَتْ طِفلَتي ابتسامَتَك ولمْ تَجدها ، وكلَّما قَفَزَتْ فَرِحَةً ، ولا تُلاقي في منتصفِ الطّريقِ فَرَحَكْ ، فيموتُ يُتْمُها من جديدٍ غَمَّاً وكَمَدا وغَيظاً .
ولَكنْ ، كُلَّما سألونيَ عنِّي ، سأخبرُهُم أنَّك بِخير ، وأنّك تُقبِّلُني كلَّ مساءٍ ، وتَحكيَ لي حكاياتَ الذِّئب مع ليلى ومع يوسف ، وتُحدِّثُني كثيرا عن حوت يونس وسفينةِ نوحٍ عليهم السلام . وحين أغفو مُبتسمةً ، تُدثِّرُني بفرحٍ وشوقٍ . تُطفِئُ النورَ وأنت تغلق الباب وراءَك . وعلى رؤوس أصابعك تُعاود الرحيل . وحين أصحو أحكي لهم عنك ، وحين تعود إليَّ ، أحكي لك عنهم ، قبل أن نتابع حكاوينا .
كي لا نفترقَ قبلَ الأوان ، وأعيشَ اليُتْم المُكرّرَ مُطوَّلا بعدَك ، سأنقشُ حكاوينا على نجوم السماء ، علَّها تهدي حيارى مثلنا ، وأطرِّزُها على نسائمِ ليل العطاش ،علَّها تَروي لهم ظَمَئاً ، وأعطّرُ بشذاها الأرْبُعا ، وأخبِؤُها في حفيف الربيع ، وعميقا في تقاسيم حسون يُرتِّلُ للفَرَحِ ، وبرفقة هديلِ يمامٍ ينوحُ حَزَنا على أصابعٍ مجنونةٍ وشفاهٍ بربريةٍ ووميضِ عيونٍ باتَتْ ثَكلى تائهة .
أيُّها الشقيُّ لا تحزن كثيرا ، طَمِّنْ بالَك فأنا معَك ، لنْ أدَعَكْ تَرحَل وحدَك . خُدْني معَك ، فَكُلُّ المعارِج والمدارِج إليكَ وَلِي .
الاردن – 27/9/2020



#سمير_محمد_ايوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التَّصحُّرُ والموتُ بالصَّمت عَشوائياتٌ في الحب
- لأمة تضحكُ منْ جهلها الأمم أقول : شُكراً لكلّ مَنْ لَمْ يَخُ ...
- فضفضة في منام – سؤال يبحث عن بوح عشوائيات في الحب
- ولأحرار العرب قولُ الفَصْل ... إضاءة على المشهد العربي
- يا أمّةٌ تضحك من جهلها الأمم أمريكا لا تذهبُ الى الصيدِ إلا ...
- قاماتٌ وهاماتٌ لن تموت ناجي العلي ، لم يأكله ذِئبٌ ولا ضبعٌ ...
- أياصوفيا ، ملهاة جديدة إضاءة على المشهد في فلسطين
- مّسْخَرَةُ الضَّمِّ ملهاة وسراب إضاءة على المشهد في فلسطين ا ...
- قامات وهامات لن تموت أُسودُ رام الله الخمسة– رحيل من الشرق ا ...
- فلسفة الصِّرْصار !!!
- أمُّ هارونٍ - سوقُ نِخاسةٍ البائعُ فيه تابِعٌ -
- يا أمة تضحك من جهلها الأمم المسؤولية المجتمعية اهتمام ايجابي
- المراجعة والتراجع والرجوع في الحب عشوائيات في الحب – العشوائ ...
- خِذلانٌ لا يَصدأ عشوائيات في الحب – العشوائية 29
- ملامح وأقنعة عشوائيات في الحب العشوائية 28
- جدلُ الركودِ والتحرك في الحب عشوائيات في الحب – العشوائية 27
- جدل القلب والعقل عشوائيات في الحب - العشوائية 26 إ
- يا أمة تضحك منْ جهلها الامم إنه الله ، يا عشاق الحياة
- الحب الصاخب عشوائيات في الحب – العشوائية 25
- البشرية بين مَوتٍ وبائيٍّ ، وأنانيةٍ أعقد يا أمة تضحك من ج ...


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير محمد ايوب - عشوائيات في الحب طَمِّنْ بالَكْ