|
ميناء الفاو الكبير، نفط العراق الدائم ..سينجز بأرادة وطنية
طاهر مسلم البكاء
الحوار المتمدن-العدد: 6689 - 2020 / 9 / 27 - 16:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حسب خبراء عالميون فأن المسافة القصيرة نسبيا التي تربط العراق بموانئ البحر الأحمر والبحر المتوسط ستجعله قبلة للتجارة والنقل العالميين ، وان : مفتاح ذلك سيكون ميناء الفاو الكبير ،وهو ميناء عراقي في شبه جزيرة الفاو جنوب البصرة يعتبر الرابط الحقيقي بين الشرق والغرب ، تبلغ تكلفة مشروع الميناء حوالي 4.6 مليار يورو وتقدر طاقة الميناء المخطط إنشاؤه 99 مليون طن سنوياً ،وسيسع الى 25 مليون حاوية ،ليكون واحداً من أكبر الموانئ المطلة على الخليج العربي والعاشر على مستوى العالم ،وضع حجر الأساس لهذا المشروع يوم 5 أبريل/نيسان 2010.، على ان ينجز في خمسة سنوات كأقصى حد ، وان تحالفا تقوده شركة إيطالية كان من المفترض أن يقوم ببناء الميناء،بدءا ً بمئة رصيف،وبعمق مخطط 24 م لاستقبال السفن العملاقة . اهميته الجيوسياسية : يقع الميناء في منطقة رأس البيشة على نهاية الجرف القاري للعراق، ويعد نقلة نوعية في أهميته الجيوسياسية لربط العراق بالعالم ،كونه يجعل من العراق جسرا ً رابطا ً بين الشرق والغرب، وإن إنشاؤه سوف يغير خارطة النقل البحرية العالمية، وعند اكتماله من المحتمل أن يصبح أحد أكبر موانئ الخليج العربي ، ويعد مشروعاً إستراتيجياً يربط الشرق بأوربا عبر العراق وتركيا وسوريا عبر ما تسمى بالقناة الجافة . استثمارا ً لايصدق : ميناء الفاوسيكون من أكبر موانئ العالم ،وينافس ميناء جبل علي في الإمارات وقناة السويس المصرية، وسيغطي كلف إنجازه بعد مرور ثلاث أو أربعة سنوات فقط من افتتاحه ،مما يجعل منه استثمارا لا يصدق . تصاميم الميناء تضمنت إنشاء مدينة ومرافق سياحية وبحيرات ستوفر آلاف الوظائف للعراقيين . و سيكون العراق الذي يعاني سياسيا ًو اقتصادياً ، اول المستفيدين من وجود هذا الميناء ابتداءً من تشغيل الأيدي العاملة ، إلى العائدات المالية التي سيحصل عليها جراء اعمال الترانزيت والنقل البحري والسككي الذي سيوصل الفاو بتركيا وأوربا من جانب وبسوريا والبحر المتوسط من جانب آخر، وسيدر على العراق المليارات، والذي هو بأحوج مايكون اليها في بناء بنيته التحتية . المؤامرات الخارجية والفساد من تحاول تخريبه : وكان من المتوقع ان تعمل دول أوربا على تأمين هذا الموقع الاستراتيجي لأنه سيكون مفتاحها الاقتصادي على دول الخليج وصولاً إلى الهند والصين، غيران المؤامرات الدولية والفساد الإداري وارتباط بعض المسؤولين العراقيين بالأجندات الخارجية،عطل اكتمال المشروع ،لا بل برزت محاولات لتغيير عمقه الى 14 م ، لتخريبه وجعله لايستقبل سوى السفن الصغيرة ، ومع ان الحكومات العراقية تتحجج بالتمويل غير ان اسعار النفط كانت في افضل حالها والميزانيات العراقية كانت تفوق المئة مليار دولار ،بينما كلففة المشروع لاتتجاوز خمسة مليار في حينها ! محاولات الكويت لتخريبه استفزاز فاضح للعراقيين : برزت محاولات كويتية للربط السككي بالعراق،هدفها ان يكون ميناء مبارك الكويتي هو الميناء الرئيسي ،ويغلق ميناء الفاو الى غير رجعة ! ونعجب لهذا الأستفزاز الكويتي الذي يشابه الى حد ما، ماحصل عام 1990 م ، بعد انتهاء الحرب العراقية الأيرانية ، مماجعل العراق يحتل الكويت ،وكانت وقتها الخطوة الأولى لتدمير العراق شعبا ً وارضا ً وثروات . النائبة عالية نصيف تشير الى خونة عراقيين : طفت قضية ميناء الفاو على الأحداث بعد اتهامات بـ"الخيانة" أطلقتها النائبة عالية نصيف، قالت فيها إن هناك "خونة في لجان التفاوض مع الشركات التي تقوم ببناء الميناء ، وبالتزامن مع هذه الاتهامات، انطلقت حملة إعلامية وشعبية تتهم جهات في الحكومة والبرلمان بالخيانة . خنق العراق : يظهر من سير الأحداث ان هناك مؤامرة لخنق العراق ،هندستها أمريكا وتنفذها الكويت والمرتشين من حكام 2003! الهدف المعلن هو محاصرة العراق وغلق كل منافذه البحرية ،بحيث لاتمر سلع العراق أو أي مرور عبر العراق الا بعد دفع ترانزيت للكويت ،وهو تطفل واستفزاز كويتي للشعب العراقي ! ان الحقد الأمريكي الصهيوني على العراق لايحتاج دليل ،فماحصل من تدمير للعراق ولشعبه واضح للعيان ، وهو مستمر بالحصول ،وتخطيط الحدود البحرية اشرفت عليها دول الأحتلال بقيادة امريكا ،ولم تجري بموافقة العراق ممايجعلها مشكلة قائمة ممكن تفجيرها في أي وقت . والحقد الكويتي كان عاملا ً في خلق فتنة الكويت من اساسها ،وقد تعمق هذا الحقد باستمرار التخريب والتدمير داخل العراق،وقد ابتدأت السرقة الكبرى في ترسيم الحدود مع الكويت ، ولكننا نعجب للساسة من العراقيين الذين باعوا ارض العراق بثمن بخس وجلسوا يتفرجون وكأن الأمر لايعنيهم،وأولئك الذين يعملون على افشال ميناء الفاو الكبيرلأستكمال هذا الهدف ! الموقف الرسمي العراقي مشوب بالضعف والخيانة : هل من المعقول ان تأتي المطالبة باكمال الميناء وكشف الخونة من قبل النائبة عالية نصيف فقط " والتي قد تكون دعوتها مشوبة بدعاية انتخابية " لان الخطوة الصحيحة هو ان ينهض البرلمان نهضة رجل واحد لأجل مشروع يخدم العراق حاضرا ومستقبلا ً ،في وقت زار فيه وزير الخارجية الكويتي العراق واجتمع بالرئاسات الثلاث في سابقة يشوبها الشك ، فهل ان الربط السككي قد احكم قراره ،ونقرأ الفاتحة على ميناء الفاو الكبير ،هذا السؤال لايعرف جوابه شعب العراق ، والكويت تحاول القضاء على الميناء بالضربة القاضية مستغلة الفوضى والصراع العراقي ،ومنصة "فيشت العيج" التي ستقطع الممر البحري على العراق في خور عبد الله ،تدعي الكويت انها حق سيادي لها ،وهي الرد على بناء ميناء الفاو العراقي،بينما خور عبد الله هو حق عراقي استولت الكويت عليه بعد عام 2003 في قصة معروفة ! هل نصدق بيان صحفي ونكذب الواقع؟ أكدت وزارة النقل، عزمها تنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير بعمق 19,80 متر. وقالت الوزارة في بيان تلقت السومرية نيوز نسخة منه، إن "وزارة النقل تود أن تبين للرأي العام أنها دأبت على خدمة مصالح الشعب والوطن التي لن تتنازل عنها، وبهذا الصدد نود ان نبين أن الوزارة عازمة على تنفيذ مشروع ميناء الفاو الكبير الاستراتيجي والحيوي وبعمق (19,80)م تسعة عشر مترا وثمانين سنتيمترا وفق المخططات التي وضعها الاستشاري الايطالي". وأضافت "نعد شعبنا بان لا تراجع عن المشروع الحلم ولن نخذل شعبنا الذي اولانا ثقته ونحن اهلا لها بإذن الله". الشعب العراقي لن يسكت على ضياع حقوقه : نتيجة لبروز هذه المشكلة كمأساة وطنية ،قد تتصدر المآسي الكثيرة التي سبقتها ،فقد برز رأي شعبي ضاغط يدعو الى : - محاسبة كل الخونة الذين عملوا ويعملون على بيع الأراضي العراقية وأهدار الثروات الوطنية . - انشاء شركة مساهمة برأسمال حكومي وشعبي،لرفد العمل في مشروع الفاو الكبير والأسراع بأنجازه ،اذا كان التمويل هو العائق . - اعتباره الهدف الأستراتيجي المطلوب تحقيقه ،والذي تحدد على ضوءه الولاءات للوطن من عدمه لأنه يمس حاضر ومستقبل العراقيين .
#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تخطئ ايران وحلفائها بالأستسلام لحصار مدمر ؟
-
الحروب المجهولة
-
التباكي على الملكية في العراق ضياع
-
عن كورونا ومابعد بعد كورونا .. ( 2 )
-
عن كورونا ومابعد بعد كورونا .. ( 1 )
-
لكي لاننسى ..لم تكن ثورة تشرين هي الأولى
-
ثوار تشرين جيل ثوري رائع
-
لو تصاحب خوش صاحب لو تظل من دون صاحب !
-
أمريكا لاتجيد العلاقات الدولية الحسنة !
-
هل فعلا ًهي الحرب العالمية الثالثة ؟
-
من كامب ديفيد الى سد النهضة ..سياسة مصر وبال عليها !
-
الحرب البايلوجية ..هل وصلت حقارة البشر الى هذا المستوى ؟
-
بين نفاق العالم وجبن العرب
-
ابو ناجي واحتلال العراق والجنسية البريطانية
-
من السبب في تدهور العرب ؟
-
صفقة القرن : سرقة جديدة لحقوق العرب والمسلمين !
-
حصارات أمريكا والنتائج العكسية
-
أمريكا .. الجبن والنذالة
-
مستقبل الحراك الشعبي العراقي :
-
المحاصصة باقية ..حتى لو انتخبنا أولياء الله !
المزيد.....
-
تحقيق CNN يكشف ما وجد داخل صواريخ روسية استهدفت أوكرانيا
-
ثعبان سافر مئات الأميال يُفاجئ عمال متجر في هاواي.. شاهد ما
...
-
الصحة اللبنانية تكشف عدد قتلى الغارات الإسرائيلية على وسط بي
...
-
غارة إسرائيلية -ضخمة- وسط بيروت، ووسائل إعلام تشير إلى أن ال
...
-
مصادر لبنانية: غارات إسرائيلية جديدة استهدفت وسط وجنوب بيروت
...
-
بالفيديو.. الغارة الإسرائيلية على البسطة الفوقا خلفت حفرة بع
...
-
مشاهد جديدة توثق الدمار الهائل الذي لحق بمنطقة البسطة الفوقا
...
-
كندا.. مظاهرات حاشدة تزامنا مع انعقاد الدروة الـ70 للجمعية ا
...
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
مصر.. ضبط شبكة دولية للاختراق الإلكتروني والاحتيال
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|