أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - لو حدثك واحدٌ بوضوحٍ تامٍّ عن الوضعِ، فالأفضل أن لا تصدقه بل عليك أن تشكّ في مسلّماته!














المزيد.....


لو حدثك واحدٌ بوضوحٍ تامٍّ عن الوضعِ، فالأفضل أن لا تصدقه بل عليك أن تشكّ في مسلّماته!


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6687 - 2020 / 9 / 25 - 09:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لو حدثك واحد بوضوح تام عن الوضع في سوريا والعراق فالأفضل أن لا تصدقه وتعجب بتحليله المبسّط لمسألة معقدة بل عليك أن تشكّ في مسلّماته وتُنسّب حديثه! يحدثك بكل ثقة ووضوح في الرؤيا حيث لا وجود إلا لضباب مكثّف. يبسُط أمامك شريطًا من الأحداث المعقدة من سوريا إلى ليبيا ويربط بينها بخيط واهٍ وممجوج اسمه الصهيونية العالمية. يفسّر لك الثورة وما بعد الثورة والاحتجاجات الحالية في المناطق الداخلية بتسلسل جذاب ومشوّق وكأنك أمام أستاذ علوم يشرح لك الدورة الدموية في الجسم. تمنيتُ لو كان عندي كل هذا الوضوحِ المريحِ للأعصابِ!

وفي عشر دقائق معدودات، يبرّر لك تخلي المعارضة السورية عن مدينة "القصير" لصالح حزب الله بالخوف من أسرِ ضباط المخابرات الأمريكية والأنڤليزية المشاركين في الحرب الأهلية السورية.
لو كان ضباط المخابرات يخشَون بطشَ حزب الله إلى درجة تجعلهم يفرّون أمامه دون مقاومة كما فرّ "أسودُ" الجيش الجمهوري العراقي أمام الغزو الأمريكي ليلة السقوط السريالي لبغداد صدام، لو كانوا كذلك، لَما دخلوا إلى "عرين الأسد"! هم يعرفون أن لا أسودَ في سوريا ولا غير سوريا من الدول العربية، يدخلونها بكرة وأصيلا، بلا حجاب ولا نقاب، يدخلونها آمنين على حياتهم أكثر من أمن الحجاج في مكة، يخرجون منها متى شاؤوا منتصِرين وللعرب هازمِين ولمصالحهم ضامنِين ولآمالنا مخيبِين لمئات السنينَ بل قُلْ لها قابِرين ولطموحاتنا محبِطين، وما تشاؤون أيها الحكام العرب إلا ما تشاء أمريكا!

يعزو محدّثُنا حَدَثَيْ سقوط المَوصل في العراق بيد "داعش" وصعود الحُوثيين في اليمن إلى تخطيط ومساندة عسكرية ولوجستية إيرانية (إذا كانت إيران قادرة على التخطيط والتنفيذ بهذا الشكل القوي والسريع، فلماذا ضيّعت المَوصل وهي المتنفذة في العراق؟).

يؤكد محدّثُنا بكل ثقة أن أمريكا ضرَبت نفسها في 11 سبتمبر 2001 : لو كان ذلك كذلك، فلماذا لم يكشف السر المثقفون الأمريكيون المستقلون؟ وهل هم عربٌ حتى يتآمروا على أنفسهم مثلنا؟ التآمر ضد الوطن من قِبل أبناء الوطن أنفسهم، صفة متأصلة فينا نسقطها مجانا على أعدائنا حتى نبعد التهمة عن أنفسنا.

محدّثُنا يفسّر سياسة الفوضى الخلاقة في الشرق الأوسط بالرغبة في الاستيلاء على النفط العربي وإقامة قواعد عسكرية في الدول العربية (وكأن أمريكا لم تفعل كل هذا قبل حرب الخليج!).

يصوّر لك الثورة التونسية كمؤامرة خارجية ويُنبِئك بكل دقة عن فلان أو عِلّان وماذا فعل وفي أي يوم وفي أي ساعة وكأنه حاضرٌ معهم! (لو فهم هو أو غيره مخططات أمريكا وقرؤوا نواياها بكل هذه السهولة فإن أمريكا لم تعد أمريكا! العيبُ لا يكمن في أمريكا التي من حقها أن تحمي مصالحها وتؤمّن مستقبلها القريب والبعيد، العيبُ، كل العيبِ يسكن فينا منذ ثمانية قرون، منذ أن أحرقنا كتب ابن رشد وتركنا الفلسفة والعلوم الصحيحة والتجريبية وأغلقنا بابَيْ العدل والاجتهاد اللذان فتحهما على مصراعيهما العادل والمجتهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه).

إمضائي:
Une situation ubuesque (absurde, saugrenue, kafkaïenne) exige une approche systémique et une analyse complexe. Deux outils précieux, malheureusement ils ne sont pas à la portée du commun des mortels
لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة والبراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى وعلى كل مقال يصدر عَنِّي قد يبدو لكم ناقصا أو سيئا نرد بمقال كامل أو جيد، لا بالعنف اللفظي.



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض النماذج التعلّميّة المُعْتَمَدَة في العالَم؟
- كلنا أنانيون وغير الأناني فينا نتهكم منه ونحبِطه!
- أما آنَ الأوانُ للأستاذِ أن يَتحوّلَ من -ناقلٍ للمعرفةِ- إلى ...
- يبدو لي أن كل الحضارات بُنِيَتْ وطُوِّرَتْ على الطمعِ والأنا ...
- في تونس اليوم فئتان متصارعتان بصمت، فمِن أي فئة أنت وفي أي م ...
- مفاهيم إسلامية إشكالية أودُّ لو تُطرَحُ على عموم التونسيين ل ...
- صرخةُ كشكارْ ضد أندادِه الكِبارْ !
- حكايةٌ مسيحيةٌ طريفةٌ جدّاً !
- حكايةٌ جزائريةٌ طريفةٌ: للعبرةِ وليستْ للمزايدةِ !
- سلوكٌ حضاريٌّ مثاليٌّ بغض النظر عن دِينِ مَن قام به، في الآخ ...
- ظاهرة المحافظين في العالم (البروتستانت والسلفيين) ؟
- تخلفُنا في تونس: هل هو نِتاجُ عقليتنا -المتخلفة- أمْ نِتاجُ ...
- ما هي الصفة الأساسية اللصيقة بالأشياء غير النافعة ؟
- السلفية الجهادية، حركة رجعية دولية ومسلحة ؟
- إشكالية خطأ التلميذ في المدرسة؟
- جيلُ الشيوخِ جيلِي، جيلٌ كالطبلِ، الخطاب العالي والوِفاض الخ ...
- اليسار في العالم يسارات مختلفة المسارات؟
- دُعَاءُ الغَضَبْ !
- صراع نقابة التعليم مع وزارة التربية: يبدو لي أن الوالدتين ظه ...
- أكبرُ سَقْطةٍ أخلاقيةٍ مهنيةٍ ممكن يقع فيها مدرّسٌ نقابيٌّ ؟ ...


المزيد.....




- السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما ...
- مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي ...
- المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
- هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
- علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
- ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
- برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي ...
- رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف ...
- مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم ...
- منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - لو حدثك واحدٌ بوضوحٍ تامٍّ عن الوضعِ، فالأفضل أن لا تصدقه بل عليك أن تشكّ في مسلّماته!