سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6685 - 2020 / 9 / 23 - 10:30
المحور:
الادب والفن
هذا القول ماثور عن وليم شكسبير فى احدى مسرحياته و لللاسف لا اذكر الان فى اية مسرحية قيلت هذه العبارة .
ذكرت هذا القول اليوم لجارتى التى سالتنى ان كانت الموسيقى التى عزفها زوجها السبت قد ازعجتنى .ابتسمت و قلت بالعكس كان يسرنى ان اكتب و انا اسمع عزف
الموسقى فى ذلك المساء الممطر.
و الطريف فى الامر ان لدى ثلاثة جيران موسييقيين من جنسيات مختلفه .و دوما حين التقى باحدهم هنا و هناك على الطريق فانى اسأل مازحا ماذا عزفت امس.
اقول هذا وانا اتذكر كورسا شاركت فيه و كان يضم طلابا و طالبات من عشرات البلاد.كان هناك منهم من احضر الات عزف من بلاده و شعرت يومها بنوع من الخزى انى لا استطيع العزف.و كنا نذهب الى بحيرة رائعة فى صيف ثمانينات القرن
الماضى حيث نضع اقدامنا فى الماء و يستمر العزف و الغناء طوال الليل.
اما عن حالى فلم اكف يوما عن الشعور بالاسف انى لا اجيد عزف اية الة موسيقيه , فقد تعلمت العزف على العود بل انى عزفت اغنية يا ريتنى طير لفريد الاطرش ثم لم اكمل العزف ,فالعزف فى نهاية المطاف هو تمرين متواصل .
اعتقد ان لا احد يستطيع الانتصار على الموسيقى من وجهة نظر ضيقة الافق.لان الانتصار على الموسيقى يعنى الانتصار على الحياة و لا اعتقد ان احدا بوسعه تحقيق ذلك. و انا اعتقد ان احد العلاجات للمتطرفين هى تعليمهم الاستماع الى الموسيقى لانى اثق انه سيكون له تاثيرا طيبا عليهم.
لذا لا اعتقد انه من الممكن بناء مجتمعات حرة بدون الموسيقى و بدون الفن و بدون تعبيرات الفن الانسانى الذى يوحد
بين البشر على اختلاف تنوعهم و خلفياتهم.الموسيقى ربما تكون الانتماء الانسانى الاكثر حضورا فى الذات البشرية .
و الطريف ان ختيارية بلادنا ان وضعت لهم اية موسيقى فانهم يظلون صامتيين على شىء من المضض .لكن ما ان تضع اغانى الاوف و الدلعونا و الميجنا حتى يبدو الفرح و البشر على وجوههم بل قد يبدا احدهم الغناء .
فهذه الاغانى بالنسبة اليهم مسالة هوية و انتماءو فرح فى شرق كثرت احزانه ! فهذه الاغانى نغنيها من الالاف الاعوام و لا اعتقد ان قوة ما تستطيع الغاءها لانها هى روح بلادنا !
يحضرنى قول رائع لفيكتور هيغو حول الموسيقى من انها تعبر عن امور لا يمكن
التحدث عنها عن اشياء من المستحيل الصمت عنها!
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟