رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 6682 - 2020 / 9 / 20 - 01:29
المحور:
الادب والفن
في المنطقة العربية التعاطي مع السياسة يمثل حالة من الجنون، فكل ما يجري في اقطارنا العربية يعد شيئا خارج المنطق والعقل، وبما أن الشعراء/الأدباء يمتلكون مشاعر استثنائية، فهم (يهربون) من بؤس الواقع إلى طريقة/وسيلة يخففون بها على أنفسهم، وفي الوقت ذاته على القارئ/المتلقي.
في الأدب، غالبا ما يأتي الإيحاء/الاشارة أقوى وأجمل وأبقى من التصريح المباشر بحقيقة الواقع المتردي، الشاعر "عبود الجابري" يقدم ويؤخر الأفعال، ويمزج الجماد بما هو بشري يؤنسن الجماد، بحيث يتماثل (شكل) ما يكتبه مع الواقع العربي المجنون، ورغم أن الشاعر لا يذكر مطلقا الدول النفطية وما يجري بينها وبين دولة الاحتلال، إلا أن زمن الكتابة، والاشارات تتماثل مع واقع القضية الفلسطينية، يقول في الومضة:
"لا فضل للعتبة
إلاّ على الباب الواهن
وما هو محزن
أنهم يدخلون جميعاً :
من يدوس عليها
ومن يقفز عنها
العتبة دفتر حزين
يعود إليه الباب مكرهاً
كي يتذكّر الوجوه
مرسومةً في إيقاع الخطى"
من يقرأ الومضة يستشعر أن الشاعر يتحدث عن القضية الفلسطيني، فهناك العتبة/فلسطين، صاحبة الفضل على الباب الواهن/الضعيف، وعلى كل من يدعس عليها/ويقفز عنها، وهنا أنسن الشاعر العتبة والباب، ثم يدخل العنصر البشري من خلال "يدخلون" لكنه يجعلهم نكرة/مخفين/مجهولين وكأنهم لقذارة افعالهم، ارتأى الشاعر تجاهلهم، لأن افعالهم قاسية "يدوس عليها/يقفز عنها، وفي كلا الفعلين هناك أذية للعتبة/لفلسطين.
بعد هذه الافعال السيئة المخفيين/الغائبين، يتقدم الشاعر من جديد إلى المكان المعني به، العتبة/فلسطين، فيخبرنا بأنها (دفتر حزين) لعدم ردها على ما فعله (الدائس والقافز)، فيعيدنا إلى علاقتها بالباب، ذلك (المعبر) الذي على الجميع المرور منه ليصلوا إلى أهدافهم، وعندما وصف الباب "مكرها" أراد القول: أن الباب (زهق/تعب/يأس) من كثرة القافزين والداعسين، لهذا يتعاطف الباب مع العتبة/فلسطين، لأنه مطلوب منه أن يوثق صور وأفعال كلا من يقوم بالقفز والدعس.
الومضة منشورة على صفحة الشاعر "Abboud Aljabiri"
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟