(نص مفتوح)
.... .... .....
اندلقَتْ محبرة
ارتشَفتْهَا مساحةُ خيالٍ
منقوشة على امتدادِ
ذاكرةٍ من حجر!
عندما تعبرُ سفينتَكَ
عبابَ البحار
شوقاً إلى نجمةِ الصباح
تذكَّريني ..
واعلمي أنَّ جموحَ الروح
يزهو في قبّةِ السماء!
ثمَّةَ فرحٌ يهيمنُ
على تضاريسِ الجسد
يتبرعمُ حولَ أغصانِ المساء
ثمّةَ أنثى من لونِ الحنان
معبَّقة برائحةِ الكروم
تتواصلُ أمواجها الهائجة
معَ انتشاءِ الروح
تتصالبُ بانتعاشٍ عميق
معَ ذبذباتِ الشهيق
مبدِّدة بثقةٍ مبهرة
ضجرَ المكان!
تمرُّ السنون
تفرُّ من بين جفنيّ الشهور
الأسابيعُ محطّاتٌ يتيمة
غائرة في بحيرات الضجرِ
يقصُّ الزمن من جسدِ العمرِ
أغصانَ الخصوبة
يمتصُّ جموحَ الشوقِ
إلى براري الطفولة
العمرُ قصيدةٌ عصماء
فسحةٌ قصيرة للغاية
متى سأكتبُ عن رحلةِ ضجري
في الحياة؟
وجعٌ موشومٌ في سفوحِ العمر
في غديرِ الذاكرة
وجعٌ يخلخلُ شراعَ العمرِ
تعالَي ..
اقتحمي أوجاعي
بدِّديها تحتَ قبابِ المحبّة
وحدُها المحبّة قادرة
على إنتشالِ العمرِ
من لظى الأوجاع!
اقفزْ ببسالةٍ ..
فوق خفافيشِ هذا الزمان
اذهَبْ بعيداً في براري الروح
وارمِ كلَّ المنغِّصات
في ثنايا الرماد!
اصعَدْ بهمّةِ الصناضيد
إلى قممِ الجبال
عندما تصلُ إلى مرحلةِ
أنْ تضحكَ دونَ تحفُّظٍ
من هيبةِ الصولجان
آنذاك
اعلَمْ أنَّكَ
عبرْتَ دونَ وجلٍ
إلى تضاريسِ المكان!
تمعَّنْ طويلاً في سقفِ الزنزانة
تأَمَّلْ طويلاً ينابيعَ الطفولة
حاولْ أن تثقبَ رعونةَ الزمهريرِ
محلِّقاً في فضاءِ الكتابة
بحثاً عن نشوةِ الإبداع!
...... ..... ....... .......
(انتهى الجزء الأوّل)
..... يُتْبَع بأجزاء أخرى!
ستوكهولم: كانون الأول 2001
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]