أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ابنتك ياايزيس ٣














المزيد.....

ابنتك ياايزيس ٣


مارينا سوريال

الحوار المتمدن-العدد: 6679 - 2020 / 9 / 17 - 19:49
المحور: الادب والفن
    


بعد موت صفية تقرر ارسالنا الى اسيوط حيث ولدت الام بلاذكريات سابقة ذهبت ..كان موت صفية مخيف بالنسبه لى ..هل بكائى محبة لها ام خوف من الموت ؟ترى اين ذهبت صفية ؟ افى بيت افضل قد نقلت سمعت ان ليسوع بيوتا كثيره فى الاعلى ولكن عندما تطلعت الى هناك لم استطع النظر الى شىء بدت السماء زرقاء كعادتها هل تخفى بيوتا بداخلها ؟هل تراقبنى صفية الان ؟هل اخبرته عن حاجياتها التى اخفيتها عنها حتى لاتجدها وتصبح اجمل منى؟..
بعد ان وضعوا صفية فى مكان بعيد لم يسمحوا لى برؤية سمعته يدعى مقبرة حاولت تخيل كيف تبدو ؟سمعت ان الام بكت كثيرا وبالكاد اعادوها الى البيت بعد ان اصرت على البقاء مع صفية حتى لاتكن وحيده فصفية تخشى الظلام لطالما غايظتها بهذا الامر فانا لااخشى الظلام بل احبه يمكننى ممارسة لعبتى فى التخفى من خلاله بينما كانت ترتعد فرائصها فى الظلام ..تصرخ كلما انطفأت الانوار تعتقد انها فقدت البصر ولن تتمكن من الرؤية من جديد..وعندما قمت بغيظها قامت بدفس رأسها فى كتفى والتأبط بى ممسكه جسدى بكلتا يديها محتميه بى عندما ياتى ذلك الوحش الغاضب الذى ياكل الصغار ليلا دون ان يراه احدا..لقد صدقتنى ..وعاقبتنى بحضنها وهاقد رحلت ولن تاتى لتضمنى من جديد..
كان ابى يتقدمنا ونحن ندلف للمره الاولى الى ذلك البيت الواسع الذى يقع وسط اراض زراعية اكبر من التى لدينا فى بيتنا ..كانت صباح تكاد تحمل الام وبالكاد الام تسير كى لاتقع على الارض فيما سرنا خافضات الرؤوس نسير خلف ابى..كانت الشمس تضرب صحن البيت من اربع نوافذ عملاقه جذبتنى وان تصنعت الغضب ..تقدمت خادمة مسرعه تساند صباح فى حمل الام واصعادها الى غرفتها بينما وقفت انا اتطلع فى كل شىء من خلفى اسمع من بعيد اوامر ابى لنا بالتزام الادب وعدم ازعاج احد حتى لاتتضايق الام والا العقاب الشديد..
فى ذلك المساء قدمت بلسم ومعها سيده اخرى لم ارها كثيرا وصعدتا لرؤية الام وبقيتا كثيرا يحاولن مواستها لكنها كادت بالكاد تنطق ..يجلس ابى وحيدا صموتا يخشى احد كسر ذلك الصمت ،يراقب السماء هل يرى صفيه ؟هل يتحدث اليها؟سمعته يدمدم بكلمات لما اخذت الصغيرة ؟لما؟ ابتلعت ريقى فى خوف لم ارى ابى خائفا من احد من قبل كان رجلا لايخشى شيئا متى دخل الى البيت حل الصمت محل الصوت ..اعتدل الجميع مخافه ان يغضب ،يجلس الان وحيدا يتحدث الى مجهول ؟!
خفت منها ..احبتتها وعرفت خوف غريب بلا اختبار سابق ..انفتح شىء غير معروف ظل داخلى من حينها دوما..
مرت الايام تباعا وعدت الى صخبى من جديد اركض بين المزارع يركض من خلفى الادهم بينما تراقبنا صباح من بعيد فى انتظار ان يعيدنى اليها قبل ان يرانى ابى الذى اصبح يقضى وقت الصباح دوما فى الخارج اما المساء فيجلس فى الاستراحة يتحدث الى غرباء لااعرفهم من قبل ..فقط ابونا اسطافنوس من عرفته وسطهم بسبب زيارته لنا عندما ياتى الى القاهرةوحب ابى له..يتحدثا كل ليلة حول العزاء عزاء ليس مثل الذى صنع فى بيتنا بل اخر ياتى من السماء!!كانت كنيسة ابونا اسطافنوس صغيرة حوائطها مخربه بفعل الزمن بلا سقف يصد عنها الامطار والاتربه ..سمعت ان كنيسة الارسالية الكاثوليكية تقدم خدمات واسعة لاهل القرية كما اقامت لها كنيسة اخرى جديده لاتعانى من الزمن..كنا منتصف الصيف والحراره مرتفعه اظل حبيسه غرفتى فى انتظار المساء ان يحل ومعه الهواء النقى من شرفتى فى الاعلى اتجسس على مجلس الرجال الغاضبين من انتشار الارسالية بين اهالى المدينة الفقراء يمدونهم بكل ما يحتاجون اليه فى بيوتهم البسيطة اما كنييسة ابونا اسطافنوس فلاتزال تحتاج الى اشهر للتجديد وجمع المال اللازم لذلك فقرر ابى ان يتم الامر وبالسرعة اللازمة قبل ان يعود الى القاهرة من جديده..قال ان هذا هو عزاءه الوحيد تهلل وجه الرجال المحيطين به..



#مارينا_سوريال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابنتك ياايزيس ٤
- ابنتك ياايزيس ١
- ابنتك ياايزيس ٢
- وداعا كلودى.. اندريا
- كورونا صاحبتنى ايضا ياامل..مارجو
- رحلت عنى الكورونا..امل
- سنلهو من جديد.. كلوديا
- استمتع بحياتك من جديد.. اوليفيا
- كالماء والهواء
- عشت من جديد.. كلودى
- عثرت عليه من جديد..سوزوران
- لم ينحصر الخوف اوليفيا لكننا نتجاهله
- عدت للطريق..اندريا
- مابين زمن تحيه كاريوكا ورجاء
- احبك اندريا..كلودى
- الصفح واشياء أخرى.. اندريا
- عل انا مستعده..مارجو
- لاتخضعى للعنف..مارجو
- هل انت بخير؟امل
- فى براثن الحجر..امل


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مارينا سوريال - ابنتك ياايزيس ٣