أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعدنى - توفيق الحكيم والبطولة بأثر رجعى: حين تخذل السياسة الفن














المزيد.....

توفيق الحكيم والبطولة بأثر رجعى: حين تخذل السياسة الفن


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6679 - 2020 / 9 / 17 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


رغم برد الإسكندرية وشتاؤها الأبهى جمالاً، فقد جاءت جلستنا ساخنة هذه المرة مع بعض المثقفين والشبان وأساتذة الجامعة، تجاذبنا أطراف الحديث كيفما اتفق إلى أن وصلنا لمقارنة رأيتها ظالمة، طرفاها الكاتب الكبير فيلسوف المسرح توفيق الحكيم، وذلك الدعى المتطاول على تاريخ الوطن ورموزه صلاح الدين وأحمد عرابى وعمرو بن العاص وجمال عبد الناصر وثورة يوليو، إذ قارن البعض بين موقف الدعى فى مغازلة إسرائيل وموقف الحكيم باعتبار كلاهما رأيا فيها طريقاً للعالمية والوصول لجائزة نوبل. وقادنا الحوار إلى علاقة الأدب بالسياسة، وهى علاقة يصعب إنكارها وأيضاً يصعب القياس عليها بشكل عام، فليس كل الأدب سياسة، وإن استعرض بعض المتحدثين أن المنشق الروسى "بوريس باستيرناك" ماكان يحصل على نوبل عن روايته "دكتور شيفاجو" لولا انتقاده للإتحاد السوفيتى، وأن سلفادور الليندى فى شيلى ما كان ليقتل الشاعر "بابلو نيرودا" لولا السياسة، وأن نزار قبانى ما حصل شهرته الكبرى إلا عندما اتجه باشعاره نحو السياسة، وهكذا جابرييل جارسيا ماركيز، وبيرل باك، وجيمس جويس، ومارك توين، وجان بول سارتر وبرتراند راسل، ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وبيكاسو وسلفادور دالى، ويوسف شاهين ومايكل سكورسيزى، ومئات غيرهم لم يحصلوا على الذيوع والشهرة إلا بما أبدعوه من أدب وفن ترجم رؤيتهم ومواقفهم من السياسة. ورغم وجاهة الطرح، إلا أننى لازلت أجد فارقاً بين حسابات الإبداع والمبدعين فيما يبدعوا وبين مواقفهم السياسية. إذ الإبداع عملية توهج موهبة لها خصوصيتها التى كثيراً ماتختلف عن شخصية صاحبها السياسية ومعتقده، ولك أن تختلف، لكنك حتماً يسوء حكمك على الكاتب أو الفنان أو الموسيقار لو حاسبته على الفن والأدب بمعايير السياسة، ولقد كان ذلك المبحث محط حوار دائم بينى وجمال الغيطانى رحمه الله فى معرض دفاعه عن نجيب محفوظ ومواقفه من الإسرائيليين وإصراره على عدم العمل يوم السبت، واشتراكه مع الحكيم فى مبادرة تبنتها لهما الأهرام للتبرع بإعادة بناء "مدينة الفيروز" التى كانت مستوطنة ياميت الإسرائيلية على أراضينا بين رفح والعريش واضطروا لإخلائها فى أبريل 1982 بعد معاهدة السلام، لكنهم نسفوها ودمروها قبل تسليمها لمصر، وبينمت كنا طلاباً مشغولين بتجهيز سفينتى المناصرة 1و2 لانقاذ المقاومة الفلسطينية فى بيروت، كان الحكيم ومحفوظ يتبنيان مبادرة للتبرع لا للمقاومة وإنما لإعادة بناء المستوطنة وكأنهما يريدان غسل عار إسرائيل التاريخى وعدوانيتها، وتزامن أن كتب كمال الملاخ فى "بدون عنوان" فى الصفحة الأخيرة للأهرام بأن تدشين محفوظ والحكيم للمبادرة كان ساعة صلاة الجمعة، وأردف أن الوجود فى حضرة الحكيم هى فى ذاتها صلاة. ولم ننسى أن الحكيم كتب فى الأهرام 1980 يمهد لخروج مصر من الصراع العربى الإسرائيلى وتكون دولة محايدة بين فلسطين والاسرائيليين، ولا ننسى أنه كتب "عودة الوعى" ونشره فى 1972 هاجم فيه عبد الناصر وثورة يوليو بضراوة وغل، واعتبر أن دعمه لناصر وسياساته من قبل كان من قبيل فقدان الوعى وهو نادم عليه. وهنا قال منتقدوه إنه يقدم ناصر وثورته قرباناً على مذبح الإسرايليين علها تشفع له فى الحصول على نوبل. وهاجمه الكاتب الفذ محمد عودة فى كتاب مقابل "الوعى المفقود" فند كل دعاواه وعرى حقيقة موقفه وانتهازيته. ولا أنسى تقديم عودة للكتاب، حين أورد قصة رمزية، عن الفنان الشاب الذى حضر لتتويج قائد الأوركسترا الذى عمل معه سنوات، طلب الكلمة قائلاً: "بالنسبة لتوسكانينى الفنان العظيم فأنا أحنى الرأس، أما بالنسبى لتوسكانينى الإنسان، .. وخلع حذائه وانهال عليه".
ولم ننسى أن نزار قبانى كتب للرد على الحكيم مقالاً بعنوان "مظاهرة ضد رمسيس" كان محاكمة قاسية، جاء فيه: " هل يسامحني استاذنا توفيق الحكيم إذا قلت له أن كتابه ردئ جدا، قدمه للناس على أنه تحدى لعبدالناصر وهو في الحقيقة لا يتحدى أحدا، لأن ناصر كان فى قبره بمنشية البكري. والكتاب ليس فيه من توفيق الحكيم القديم شئ، إنه ثرثره فارغة، وهو متأخر جدا وكأن الحكيم فكر في أداء فريضة الحج بعد عودة الناس من الديار المقدسه، لقد تصرف توفيق الحكيم كما يتصرف العاشق حين يحتفظ بمكاتيب عشقه عشرين عاما ثم يخطر له فجاه أن يبيع رسائل حبيبته في المزاد العلني. والفضيحه في كتابه عودة الوعي هى محاولته اقناعنا أنه كان خلال أعوام الثوره واقعا تحت تاثير السحر ومنوما تنويما مغناطيسيا، كأنه كان مسطولا ومهبولا ومجذوبا طيلة عشرون عاما".
فسر البعض مافعله الحكيم بأنه كان يستهدف نوبل بأى طريقة، وهو نفسه مايحاوله ذلك الكاتب السارق اللزج، لكن شتان بين قامة الحكيم الفيلسوف الفنان الذى خذلت نفسه الضعيفة فنه، وبين غيره من أصحاب المؤخرات الغليظة والجلد السميك، حتى لو سلكوا نفس الطريق، طريق الندامة، و"سكة اللى يروح ما يرجعش"



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. مراد وهبة واللص الذى يسرقنا مرتين
- جو بايدن واستعادة المكانة الأمريكية المفقودة
- بيروت والوطن الذى فى حضرة الموت
- ويعيش جمال حتى ف موته
- تأملات حول نكتة - أو العالم فى نكتة
- رئيس من متحف العنصرية القديم
- -فن المسافات- بين فلسفة التراث والمعاصرة
- من قبيل -البيداجوجى-
- ترامب: أسوأ الخيارات للبيت الأبيض -بالإيمان يمكنك أن ترى الأ ...
- عندما يُسَخر الرئيس كل مقدرات الدولة لمصالحه الشخصية
- كورونا: موت النظرية والإنسان الصغير
- هل -كورونا- حرب صينية أمريكية؟
- محمود درويش: وكم نمشى إلى المعنى .. ولا نصلُ
- أزمة سد النهضة: رؤية الأحزاب والخبراء
- المجتمع المصرى والسياسة: مشاهد تنذر بالخطر
- إعادة هندسة النخبة والجماهير
- إن السفينة لا تجرى على اليبس
- التنوير ومؤسساتنا الثقافية الغائبة
- تناقضات عالم أضحى غابة: حكاية الدب الذى صار أرنباً
- صناعة الوعى فى مقابل التجريف الثقافى


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد السعدنى - توفيق الحكيم والبطولة بأثر رجعى: حين تخذل السياسة الفن