أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - عبودية الآلة كما رآها أوسكار وايلد














المزيد.....

عبودية الآلة كما رآها أوسكار وايلد


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 6678 - 2020 / 9 / 16 - 10:07
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يرسم أوسكار وايلد رؤية لمستقبل إنساني آخر غير الذي عرفه أسلافنا ونعرفه نحن اليوم. مستقبل يمكن أن يندرج في إطار «اليوتوبيا»؛ لأن دون بلوغه برازخ صعبة يتعيّن عبورها، ولسنا مطمئنين، من واقع الخبرة البشرية المتاحة، أننا سننجح في ذلك. المسافة بين الحلم والواقع شاسعة. ولكن من حُسن حظنا، نحن بني البشر، أننا لا نتخلى عن أحلامنا، ومهما كانت سطوة الواقع وجهامته ثقيلتين على النفس، فإن الإنسان يظل متمسكاً بأمل خفي.
رؤية أوسكار وايلد جاءت في مقالة قديمة، نشرت مجلة «أدب ونقد» المصرية ترجمة لها في العربية وضعها سمير الأمير، قبل نحو خمسة عشر عاماً. والمقالة طويلة، تكاد تكون أقرب إلى الدراسة، تناقش جملة من المسائل ذات البعد الفلسفي، وتتقاطع فيها، عند التخوم، قضايا علم الاجتماع والفلسفة والآداب والفنون، بما يليق برؤية شاملة من كاتب ثاقب النظر مثل وايلد.
بين أشياء عديدة تستوقفنا في هذه المقالة الصورة التي يقدمها الكاتب لطبيعة العلاقة المنشودة بين الإنسان والآلة في المستقبل الذي كان يتوخاه للبشرية.
لا يجد وايلد أي وجاهة في المديح المتواتر للعمل اليدوي، ساخراً من وصفه بالعمل الكريم، ففي رأيه لا توجد كرامة في ذلك النوع من العمل على الإطلاق، فمن يقوم به نادراً ما يشعر بسعادة أو متعة ذهنية، فكنس الطرقات الموحلة لمدة ثماني ساعات، بينما تهب الرياح الشديدة هو، برأيه، عمل يثير الاشمئزاز، ولا كرامة فيه لا للجسد ولا للعقل.
على خلاف الانطباع الذي قد يرد في الأذهان، فإن وايلد لا يرمي إلى إهانة من يقومون بالأعمال اليدوية أو الحطّ من كرامتهم، وإنما هو ينطلق من نبل التعاطف معهم، فالإنسان قد خلق لغرض أسمى من إزاحة القاذورات، التي يجب أن تقوم بها الآلات التي هي منتج لعبقرية الإنسان، وفي تصوره للمستقبل المنشود يجزم الكاتب بأن ذلك سيصبح حقيقة فيه، بل يمكن القول إننا بلغنا، على الأقل في الكثير من الأوجه، تلك المرحلة.
لكن للكاتب مصدر احتجاج على ما نحن فيه، لأننا ما إن اكتشفنا الآلة حتى بتنا عبيداً لها، وهو يعزو السبب في ذلك إلى نظام الملكية والمنافسة الناجمة عنه، فشخص واحد قد يكتشف آلة تقوم بعمل خمسمئة رجل، فيلقي بهم إلى الشارع، لكن لو أصبحت تلك الآلات ملكاً للجميع فإن فائدتها ستعود على المجتمع بأسره، وستعمل هذه الآلات في مناجم الفحم والصرف الصحي ونظافة الشوارع، كما ستقوم بإيصال البريد في ظروف الطقس السيئة، أي أنها ستقوم بكل الأعمال المملة التي تبعث على الضيق.
تحمل هذه الدعوة شحنة أخلاقية عالية، فإذا كان استعباد الإنسان لأخيه الإنسان خطيئة ومسألة مجردة من القيم، فإننا يجب أن نسعى لمستقبل تكون فيه الآلة عبداً للإنسان، أي نقيض ما هو قائم الآن، من عبوديته هو لها.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسمة ضيزى
- المشي الحر
- غواية الشحرور الأبيض
- ذبابة سقراط
- ما القضية التي تشغلنا
- في قلوب الناس باقٍ - الفنان سلمان زيمان: أشعل ذاكرة لن تنطفى ...
- الأطباء الحفاة
- «كورونا » يكشف عاهات العالم
- محنة المثقف
- سمير أمين
- فيلتسيا لانغر.. وداعاً
- هكذا تكلّم أحمد سند في الأول من مايو
- معاقبة موسكو أم ترامب؟
- بين البحرين وتونس
- الروس والعرب
- إرهاب عابر للقارات
- ترامب الأوروبي
- المهم وغير المهم
- المرأة الحديدية
- سعيد العويناتي .. رجل ضد النسيان


المزيد.....




- بالصور.. إعلان بانكوك -منطقة طوارئ- بعد زلزال ميانمار القوي ...
- زلزال بقوة 7.7 درجات على مقياس ريختر يضرب ميانمار ويخلّف قتي ...
- المغرب…مواطن بحالة هستيرية داخل محطة قطار
- السعودية.. الإعلان عن اتفاق -مهم- بين وزيري دفاع سوريا ولبنا ...
- حزب الله ينفي ضلوعه بإطلاق قذيفتين صاروخيتين نحو إسرائيل: -م ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في مقاطعة كورسك
- الجيش التايلاندي يشارك في إزالة آثار الزلزال وتقديم المساعدا ...
- الضفة الغربية.. مستوطنون يهاجمون رعاة أغنام في مسافر يطا (في ...
- يوم القدس العالميّ هذا العام... أوضاع جديدة تفرضها الحرب ال ...
- الدفاع الروسية: قوات كييف استهدفت مواقع للطاقة في 3 مقاطعات ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - حسن مدن - عبودية الآلة كما رآها أوسكار وايلد