أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - ستصير مفخخا كالألغاز















المزيد.....

ستصير مفخخا كالألغاز


عبدالله مهتدي

الحوار المتمدن-العدد: 6678 - 2020 / 9 / 16 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


أنت الذي خاصمت العالم كي تجني الخيبات
لماذا خبأت في درج الوقت
خبز القلق
سكنت هتاف النعاس
لماذا صرت ورقا لليل
حين نبتت دموعك في حقائب الفقدان
لماذا مشيت كثيرا
فشاخت فيك الطرقات
نزفت المسالك تحت رجليك؟
-2
من هشم قصب الحلم
رماه في خلوة الصحراء؟
من عبأ كأسك بأنين الماء
ساقه رغيفا لأحزان الريح؟
-3
ربيت جرحا صغيرا في داخلك
فصار غابة من ندم
-4
المدن التي سكنتها
سقطت مثلما تسقط جدران الغيم
القلق الذي اشعلته
انطفأت ناره
وحدك الآن متعثرا في خطو الخسران
أنت المسكون بعطش الحروف
كلما توجع الحزن فيك
امتلأت بالفقدان
-5
لا تكتب بعد الآن مثل عراف
ستصير ككهل فاته قطار الحياة
لا تكتب مثل ناسك
ستخسر الكثير من الحبر
ستصير مفخخا كالألغاز
-6
ابن الريح أنت
أم خيط في قميص النسيان
-7
بقفازتين رماديتين
ترمم شقوق وجهك
تخيط ماء الأحزان
-8
عيناك
مالح فيهما دمع الغياب
-9
لماذا كلما سمعت هدير الحرب
أحصيت قتلى الحمام
-10
يشاكسك الماء
هل أنت غيمة مثقلة بالندوب
-11
من أنت لتسكب في الكأس تباريحك
وتمدح الليل
من أنت لتبني خيمة الفقد من ريش التيه
-12
كم فتتتك الأسرار
جعلتك هشا كخيط الريح
-13
هل أنت من بلاد مسقوفة بالرماد
بابها غيم نوافذها عاصفة
-14
تسكن على هامش الضجيج
تكتب نصا مشظى
لأنك سليل الندم
تحيى في معجم الصمت
وتموت في بلاغة النسيان
-15
تقتفي ظل الفراشات
هناك ستبني خيمة الفقدان
وتسكن في يراعها
-16
تتمرن على حبس الضوء بداخلك
فتمشي كأعمى
-17
الجدران الخرساء
يدك النحيفة
الرفاق العاطلون عن الاحلام
ساعة الحائط التي تدق عند منتصف الفاجعة
العينان اللدان كبر فيهما الندم
خساراتك الفادحة
-18
لست ساحر كلمات
أنت لاعب خائب في ملعب المعنى
تكرهك أكثر منك
وتحبك أقل
-19
ها أنت تختنق الآن
تتنفس بلادا تتسكع في أزقة الخسران
تتجول في أروقة ذاكرة مثقلة بالحزن
مخفورا بزغاريد تشيعك نشيدا للعدم
أنت الشارب كأسك المر
-20
تكتب وأنت مخمور
وأنت تتنفس عميقا بشاعة الحياة
-21
هل سكرت في قصائدك الفراشات حزنا
هل نامت في كلماتك الغيمات
كمعتوه يسكنك الحنين إلى العزلة
كمعتوه تدمن الكتابة بالحواس
كمعتوه يحفر على أنين الريح
-22
في ذاكرتك يربي الغبار جلده
يكسوه بريش النسيان
-23
تكتب كأنه يملى عليك من شفاه حامية
كأنك تتسلى بمصارعة الندم
أنت القادم من ذاكرة الرمل
ومن تجاعيد المسافات
تكتب كأنك تصارع بقفازين ممزقين
طواحين الفقد
-24
هل تعلمت الطيران من باب المزاح مع الريح
-25
تعزي نفسك بموت العالم
هل ستعيد ترميم النتوءات
بشكل يليق بفوضى السقوط
-26
تكره الثرثرة
لأنها تفرغك من الصمت
تجعل فمك ينزف كشجرة شجها فأس حاقد
-27
لا تسافر كثيرا
لك علاقة مختلة بالمكان
ولن تعتذر للمسافات
-28
في رأسك شاخ الوقت كثيرا
وتعفنت الأحزان
-29
بمبضع حاد
حفرالعالم ندوبا عميقة على كفيك
-30
لا تثق في السحرة
ثق فقط في مكرهم
-31
تكتب كي تختبر الكائن الهش بداخلك
كما لو أنك تمحو
كما لو أنك تلوح بيديك للعابرين إلى الغياب
كما لو أنك تحفر عميقا في مياه قديمة
-32
حياتك رقصة باذخة
على إيقاع خائب
-33
ورق الليل الذي صار رمادا
من أشعل النار فيه فاحترقت
-34
منشغلا برتق الريح
تمضي إلى الفاجعة
لابسا قميص الحزن
متنعلا أحلاما سرقتها من الأيام النافقة
تخطو وحيدا في جنازتك
مخفورا بغربان ميتة
وحيدا
وحيدا
وحيدا
تتقدم باتجاه التراب
-35
بعيدا عن زحام الضجيج
تسكن بيت العزلة
-36
أنت والألم صغيران رقصتما
بأرجل تنتعل العراء
ركضتما طويلا في أزقة الفاجعة
كبرتما الآن
صرتما دموعا على كف الأرض
وشختما مثلما تشيخ الأوهام
-37
الفقدان هو أن تخاصم العالم
لتبقى وحيدا
تربي الأحزان
هو أن تنام على سرير العزلة
أن تسكن جدران الغياب
-38
تسكن بيت الكلمات
لأنه لا بيت لك
-39
مسنود أنت بالكثير من الخسارات
مثقل أنت بدموع الغيم
والأشياء التي سقطت منك
صارت خبزا للذكريات
-40
تصحو على أصوات خيول تصهل بداخلك
تنظر
ترى أشجارا ميتة في غابة
والكثير من جثامين الذين هالتهم الحياة
-41
ما الذي يعنيه لك العالم؟
مجرد لوحة بألوان باستيل بائتة
أم كاتارسيس لتقليب الأوجاع ؟
سؤال كلما طرحته على نفسك
إلا وقضمت أصابعك
دخنت القلق
-42
إفلاس المشاعر شيء فظيع
يشعرك بخواء الكائن
ربما لذلك صار قلبك أصيصا لغيم يابس
-43
أنت الذي التحفت عشب الريح
ها أنت تقطن خشاش الكلمات
أنت الذي لمعت جلد الماء
ومسدت وجه الليل بيدين زرقاوين
ها أنت تحصد الهباء
أنت الذي نظفت غدير القلب من الأوجاع
وغزلت ضفائر الحروف من نول التيه
ها أنت مشط في يد الوقت
-44
قضيت العمر تربي الحنين
مثلما تربي غيمة جلدها الأزرق
مثلما تربي القصيدة ريشها الطائر
-45
بألفة الأوجاع تربت على كتف الحياة
كي يطاوعك الفرح
تطل من شرفة الأحزان
تمد يديك
فتقبض دمعة عزلاء
-46
الخسران هو أن تخطو وحيدا في جنازتك
وحيدا تنام في عزلة النسيان
-47
الحزن حصيلتك من هذا العالم
غلتك من شجرة الخسارات الفادحة
-48
ستظل توبخ العالم
طالما ضاق المعنى
واتسعت العبارة
-49
الألم كائن آخر يسكن بداخلك
هاربا من الحياة التي شاخت بسرعة
-50
هش وأعزل
أنت
مثل زفرة شاحبة
منبوذ مثل حشرة في قعر كأس
وتريد أن تبكي
سئمت تدجين الدموع وحبس الألم
-51
كل المعارك التي خسرتها
كانت بسبب عطب في المخيلة
-52
عندما تنام
تحلم بقتل كل جنرالات العالم
وحرق كل الثكنات
مخافة أن تصحو على حرب جديدة
-53
كأن البكاء آلة موسيقية قديمة
ابتكرها الحزن
لترويض الآلام
كان عين الشاعر التي حزتها
أكثر دقة من عين القناص
كأن العالم لص كبير
والحياة مجرد فكرة
عالقة في أسمال بالية



#عبدالله_مهتدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحانة
- عبلة
- لترقد بسلام وسكينة
- الذين رأوا كثيرا فصاروا عميان
- مثل شيء يشبه الغرق
- أنا لا أكتب لأحد
- التي كتبت رسائلها بنول الغياب
- حين تعمى المشاعر وينهض الوحش القابع في الاعماق قراءة في رواي ...
- كخيط الريح
- خارج السياق
- الظل
- سقوط
- هدنة ما
- مجرد أسئلة حول حملة المقاطعة
- دلالات الأسود في أعمال فاطمة إسبر الفنية
- لا أحد
- رسالة قصيرة إلى عهد التميمي
- الأطرش
- على حين غرة
- شذرات-(أسرار خبيئة)


المزيد.....




- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...
- الشارقة تختار أحلام مستغانمي شخصية العام الثقافية


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالله مهتدي - ستصير مفخخا كالألغاز