أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين














المزيد.....

العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 6677 - 2020 / 9 / 15 - 19:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يمكن قراءة اسقاط الجامعة العربية لمشروع القرار الفلسطيني بإدانة التطبيع الاماراتي مع اسرائيل على انه حدث يدخل في مذكرات ايام السقوط العادي لامة بدأت رحلة تلاشيها منذ اكثر من الف عام.
والعارفون بكواليس انضاج ذلك المشروع وما طالته من جراحات تجميلية تتفق وذوق صاحب الخيمة وحاشيته يعرفون ان اسقاط المشروع كان اصرارا لإسقاط حق، قبل ان تكفله كافة القوانين الوضعية كانت قد كفلته القوانين الطبيعية والاديان وهو المساواة بين بني البشر بدء بالحق في الوطن وانتهاء بحرية عبادة الله خالق هذه الحقوق حيث لا اكراه في الدين.
فقد قبل الجانب الفلسطيني مختلف التنقيحات التي ادخلت على النص الاصلي بغية تمريره من اجل المحافظة على الحد الادنى من ديناميات العمل العربي المشترك التي تشكل شبكة آمان اقليمية للحراك الفلسطيني على الصعيد الدولي لاستعادة جزء من الحقوق الوطنية الفلسطينية.
ومع ذلك تم الاصرار على اسقاط مشروع القرار، في اشارة شديدة الوضوح للفلسطينيين على النية بفك الارتباط العربي الرسمي معهم كما انه جاء اشارة مماثلة للمجتمع الدولي على ان الشأن الفلسطيني لم يعد شأننا عربيا.
وما يؤكد ذلك ويشكل خطرا اكبر على الحق الفلسطيني هو ما تضمنه البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب وكان قد مهد له امين عام الجامعة احمد ابو الغيط عندما شدد على ادانة ما اسماها بالتهديدات الايرانية والتركية وضرورة التصدي لها دون اية اشارة لإسرائيل او حتى لاثيوبيا التي يقول الاعلام المصري انها سرقت حقوق مصر في مياه النيل، فيما يقول آبي احمد ان بلاده لم تتجاوز حدود الاتفاقيات التي وقعها السيسي.
اذن ماذا يعني ان تتفرغ الجامعة العربية بمناسبة انعقاد كهذه لتصنيع اعداء وهميين يمينا ويسارا وتتجاوز عن الخطر الاسرائيلي الحقيقي؟ هل تشرعن للأنظمة العربية منفردة ومجتمعة البحث الحر عن وسائل الدفاع الخاصة بها؟ ام انها تمهد لانهاء معاهدة الدفاع العربي المشترك، وتعد لاخرى تكون فيها ايران او تركيا او كلتيهما العدو الجديد للامن القومي العربي؟. وان كانت اسرائيل ستكون صديقة وحليفة الامن القومي العربي الجديد وفقا لهذا التوجه فهل هناك ما يمنعها من ان تتبوأ مقعد فلسطين وتصبح عضوا في الجامعة؟
وحتى لا يبدو اننا نسبح في خيال ساذج فاننا نذكر بان ادارة ترامب ومنذ فترة وبهدوء تعمل على إنشاء تحالف أمني من ست دول خليجية إضافة لمصر والأردن، ويعرف بشكل غير رسمي باسم "الناتو العربي"، كما قد يحمل أيضا أسماء مثل "ميسا" و"تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي"، قال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج العربي، تيم لاندركينغ، في مقابلة مع صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية إن الإدارة الأمريكية تخطط لعقد قمة في يناير/جانفي المقبل لتدشينه حيث سيضم تسع دول عربية على رأسها دول التعاون الخليجي، بالإضافة لمصر و الأردن و الولايات المتحدة.
ومن المنطقي ان لا يضع لاندر كينغ اسرائيل في قائمة دول هذا التحالف خاصة وانه سابق للاتفاق الاماراتي الاسرائيلي، ولكن بعد هذا الاتفاق واحتمال انخراط دول عربية اخرى في التطبيع سوف يغير من عناصر ومكونات الرؤية الاخلاقية ويضع اسرائيل في قلب هذا التحالف الذي سيكون اولا لتجاوز كافة الحقوق الوطنية الفلسطينية، وثانيا لتحويل اطراف هذا التحالف الى محميات في اطار وظيفي لا يتجاوز البعد الادواتي فيه.
يخطئ من يعتقد ان اسقاط مشروع القرار الفلسطيني من قبل العرب الرسميين باستثناء دولتين سيكون اجراء عاديا وانه يقع في اطار الممارسات السيادية التقديرية التي تمارسها الدول الاعضاء وفقا لميثاق الجامعة سيئ الذكر. بل ان ما قامت به الجامعة العربية هي انها دقت المسمار الاخير في نعش آليات العمل العربي المشترك التقليدية وهيأت الارضية لانهاء الجامعة التي سيكون الناتو العربي بديلا انتقاليلا لها قبل ان يأخذ اسما جديدا عندما تصبح اسرائيل ليست عضوا فيه بل على رأس قيادته.
صحيح ان هذه الخطوة قد تبدو انتحارية لاصحابها من وجهة نظر اتباع المدرسة الطبيعية وضد المسار الطبيعي للاشياء خاصة وان الحقوق كثيرا ما تكون خارج المدوّنات الرسمية للقوانين والقرارات ، باعتبار انها نابعة في الاساس من الالتزامات الأخلاقية المحفورة في ضمير الأفراد وانه يمكن لنا الاستناد اليها لمجابهة كافة القرارات التي تخالفها وحتى القواعد الراسخة في القوانين المكتوبة. حيث ان القانون الدولي اعترف لنا بصورة رسمية بوجود مجموعة من القواعد الآمرة وهي عبارة عن قواعد قطعية لا يجوز الإخلال بها حتى وان كانت غير مكتوبة، ولكن ذلك لن يكون فاعلا خارج رؤية تغييرية اساسها القطع النهائي مع العشوائيات والركون الى العمل الواعي.
لم يكن القرار العربي مخيبا للامال فقط كما انه لم يكن محبطا وانه كان يستحق ان يُنعت بابشع النعوت واكثرها انحطاطا، غير ان هذا هو ما يجب تجنبه لانه ينتمي لوسائل مقاومة مجربة وفشلت فشلا ذريعا في مواجهة مخططات الهيمنة على المنطقة باسرها لا على فلسطين وحدها، وامام هذا فانه ان لم نتجاوز ردود الفعل الغاضبة لخلق آليات فعل جديدة فان الكارثة القادمة ستكون اكثر ايلاما.
ولان كافة هذه المحاولات على خطورتها تبقى بلا افق حقيقي مالم تنل رضا وموافقة اصحاب الحق والشأن، فانه صار ملحا ان يعاد الاعتبار لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما بات من ضروري ان تلتزم كافة الفصائل الفلسطينية بكونها الجهة الوحيدة الممثلة للشعب الفلسطيني، وان اعادة بناء وتهيئة مؤسساتها على اساس رؤية شاملة لانجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية هي مهمة مقدسة لا تقبل التأجيل.
من المؤكد ان الحصار على الشعب الفلسطيني قد يشتد في المراحل القادمة ولكنه سيكون اشد ان لم تقع المراجعة الشاملة للسياسات الحالية وفلسفة التحالفات على الصعيدين الاقليمي والدولي.
هاني الروسان/ استاذ الاعلام والاتصال



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو تمهيد فلسطيني للخروج من المقاربة الاخلاقية؟
- هل ينهار مشروع الامارات لتسييد اسرائيل
- التطبيع الاماراتي: تحالف ضرورات البقاء
- لكي لا تواصل اسرائيل تجاهل الممكن والبحث عن المستحيل
- بناء شراكة استراتيجية فلسطينية اردنية لمواجة الضم
- التطبيع الاماراتي مع اسرائيل مقدمة للاطاحة بالحق الفلسطيني
- للمحافظة على زخم معركة إسقاط صفقة القرن
- أيُعدّ ظهور العتيبة على صفحات يديعوت احرونوت دحلان لدور قادم ...
- لافشال قرار الضم الاسرائيلي
- أبو مازن” الذي رافق عملية السلام إلى حدود الهاوية يلقي اليوم ...
- مسلسل النهاية الذي عرى مفهوم السلام المشوه
- ملاحظات على هامش ادارة ازمة كورون.......هل تتغير آليات تفكير ...
- التطبيع مساحة الخلاف التي يحبذها البعض
- تدهور المكانة التفاعلية للنظام العربي طريق اسرائيل للاطاحة ب ...
- هل ستكون سوريا ضحية ايران الجديدة ؟؟
- تدويل الازمة السورية واحتمالات الحرب
- في الذكرى الاولى للثورة المصرية الصراع على تصحيح العلاقة بين ...
- الإستراتيجية الأميركية الجديدة: إعادة تكييف قوة الهيمنة على ...
- برهان غليون يستعجل الغزو الاجنبي لسوريا !!!.
- البوابة العراقية: لتفعيل الفوضى الخلاقة واسقاط سوريا والنمطق ...


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - العرب يفكون ارتباطهم بفلسطين