أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - ومن الشعراء قادة رأي














المزيد.....

ومن الشعراء قادة رأي


علاء الدين حسو
كاتب وإعلامي

(Alaaddin Husso)


الحوار المتمدن-العدد: 6676 - 2020 / 9 / 14 - 19:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يقتصر دور الشاعر في بث روح البسالة والحماس أو التحريض و الإغراء، ولا في المدح والذم ، بل للشاعر دور كبير في توجيه الرأي العام، وقادته بل و قيادته أحيانًا. فكيف يلعب الشاعر دور الريادة؟

حين يكون شعره إنسانيًا، متبنيًّا قضايا الإنسان حاملًا على كاهله بلده و أهله مساندًا للمظلوم مهما كان ضد الظالم. وهنا سأقف عند نموذجين من منطقتنا من شعراء القرن العشرين. وهما ناظم حكمت ونجيب فاضل، فقد كان ولا زال،لهذين الشاعرين دورًا كبيرًا وتأثيرًا عميقا عند الناس، رغم محاولة الايدلوجيات استغلالهما لجذب الناس إلى مشاريعها لما لهما من شعبية و حب في قلوب الجماهير ، يبقى هذان الشاعران وأمثالهما في العالم أكبر من حبسهما ضمن حوجلة الأدلجة.

الشاعران من تركيا، الأول ابن أسرة عريقة ، ومترفة ومحافظة، وله تأثير على الشعراء العرب، آمن بالتجربة التركية الكمالية ولكنه عارضها حين وجدها لا تتوافق مع رؤيته، وفر إلى روسيا وهناك أيضا حوصر لأنه رفض أن يتأطر وفق السياسية الشمولية الاقصائية لستالين المعارضة للرؤية الماركسية التي كان يؤمن بها ناظم حكمت الذي يصفه الشاعر والروائي التركي زولفي ليفان الي بقوله :" مثلما خرج الروائيون من معطف غوغول، فإن شعراء تركيا تخرجوا من مدرسة ناظم".
أما نجيب فاضل فهو ابن أسرة غنية وعريقة أيضا، ولها دور في المناصب القانونية في عصرها، وكان مدللًا، درس في المدارس الفرنسية ثم المعهد الأمريكي و تعرف على التصوف في مدرسة الفنون البحرية، فتبلور فكره، وتجلت رؤيته، وباتت أشعاره وأقواله وحكمه تدرّس في المدارس التركية الرسمية وغير الرسمية دون استثناء.
ما الذي ميز هذين الشاعرين عن غيرهما ممن انتهجوا المنحى ذاته؟ وقد اختار الأول الشيوعية وحلم ونادى بها كما هي في الكتب لا في التطبيق، واختار الثاني الإسلام والفكر الإسلامي والتصوف مذهبا.

الذي ميز ناظم عن غيره من الشعراء إنسانيته، لقد تعرف على الإنسان التركي البسيط وعبّر عن همومه وهواجسه، كان صوتهم، وصف شعورهم، طموحهم. وقد اشتُهر بقوله الذي يعتبر حكمة يتداولها الناس: " إن لم اشتعل أنا ولم تشتعل أنت فكيف سينبثق النور" هذه الكلمات تختصر لنا رؤيته.
أما الذي ميز نجيب فاضل فهو إنسانيته أيضا ، كان قد وجد في الصوفية ملاذا له بعد فترة عاشها في مجون ولهو، فالصوفية منحته التميز عن أقرانه، وخاطب الوجدان وضمير الإنسان ، ولعل جملته الشهيرة تشرح رؤيته: " تخلى عن الطريق ولا تتخلى عن الرفيق، لانك ان تخليت عن الطريق ستخسر الطريق والرفيق".

وإذا عدنا إلى بداية انتشار الإسلام كحركة فكرية إنسانية جديدة ونصرة المستضعف ضد الطاغي، نشاهد أمثلة عديدة لدور الشاعر. لقد كان الشاعر في ذلك العهد، الإعلامي الوحيد . فشطر بيت يمكنه أن يحطم شخصًا أو قبيلة. وكان سياسيًا بلغة عصرنا. نكتفي بذكر شاعرين من خارج مكة، كان لهما دورًا حين كانت الدعوة الإسلامية تمر بأشد مراحلها صعوبة في مكة.

الأول كان سويد بن الصامت، الذي اشتهر بالكامل، لشرفه وشعره، كان الكامل من المدينة المنورة، عرض عليه الرسول الكريم الإسلام، حين زار مكة للحج سنة 11 للدعوة ، وعرض هو على الرسول حكمة لقمان، ولأنه شاعر ولبيب وصاحب عقل، وجد في دعوة الرسول كل جميل فآمن به.

أما الثاني فهو طفيل بن عمرو الدوسي، كان زعيم قبيلته دوس في ناحية اليمن، حذره أهل مكة من النبي الأمي، فسد أذنيه كي لا يسمع شيئًا من فم الرسول ، و لكن هذا لم يمنع الشاعر سيد قومه من التقاط بعضًا مما ينطق به الصادق الأمين، فتبع الرسول إلى بيته وقبل الإسلام حين عرضه عليه البشير النذير وأسمعه بعضًا من كلام الله.

لقد كان الأول سببًا في إسلام أبي ذر الغفاري حين بلغه إسلامه. اما الثاني فقد أسلمت زوجته وأبوه، وحين هاجر إلى المدينة كان معه ثمانون بيتًا من قومه.

لم يتراجع دور الشاعر في قيادة الرأي كثيرا اليوم مع كثرة وسائل الإعلام ، صحيح بأن تعدد الوسائل والمنابر لم تتركه منفردًا في الميدان، ولكن على الدوام هناك أمثلة في كل عصر على ما يمكن أن يقدمه الشاعر السياسي، ولا شك بأن هذا يرتبط بمدى تعلقه بالقضية التي يناضل من أجلها. كانت هذه القضية. وطنية أو فردية. والمعيار الوحيد هو انسانيتها. حين تخاطب الإنسان وتحثه على القيم و تخلق منه شعاعًا عابرًا للحدود.



#علاء_الدين_حسو (هاشتاغ)       Alaaddin_Husso#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتبع حزب الله سياسة الإنكار ؟
- الرجل رقم 2
- العقلية الشمولية في المؤسسات المدنية
- إعلان عن تأسيس حزب سوري جديد
- جدلية الريف والمدينة سياسيا
- سوريا في قرن، ما بين العهد القطني و المأساوي
- مفهوم الرئاسة وطبيعة الحكم عند المضطربين
- الذي حدث في الخامس من حزيران
- هل تم اتخاذ القرار السياسي لحل مشاكل المثلث السوري العراقي ا ...
- أما أن تكون صحفيًا محترمًا أو باباراتزي لاهثًًًا خلف الفضائح
- باب الشمس، بوابة عبور لشباب حالم بالضوء
- حزب أم دين
- الاستمرارية شريان حياة
- التنظيم ذلك السلاح المرعب
- تنتهي الثورة لحظة اقامة السلطة
- الوطن شجرة المعرفة والخطئية والاستمراية
- المجتمع المدني وفن السينما
- المجتمع المدني السوري وشجرة غودو
- وصية كمال جنبلاط والمجتمع المدني في سوريا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء الدين حسو - ومن الشعراء قادة رأي