رمضان حمزة محمد
باحث
الحوار المتمدن-العدد: 6675 - 2020 / 9 / 13 - 21:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السدود ومشاريع الزراعة والري التي شُيدت والتي سيتم تشيدها وإنشاءها ستكون أماكن للذاكرة العراقية في سنوات الجفاف العجاف، في هذه الأماكن سيتم إيداع الفكر المبدع والتفاني من أجل الوطن والرقي والسمًو فيها.... وكيف تأسست هذه المشاريع؟ وكيف ربطت الإنسان بالأرض عبر التاريخ؟ ستكون هذه المشاريع ذات قيمة علمية مميزة ومضافة لأماكن الذاكرة العراقية لتضاف الى المدوّنات التاريخية الأخرى. ستساعد على تنشيط الذاكرة الجَمعِيَّة التي تتكون بدورها من الذاكرة الثقافية والذاكرة التواصلية عبر الزمن بٌغية حفط هُويّة المكان وبالتالي إمكانية معالجة مسألة التحول المكاني التي توجدها الهجرات القسرية.
مشاريع السدود والري العملاقة تعد المنعطف المكاني في تغيير الفضاء الجغرافي للمنطقةً للحفاظ على المكان الذي هو موقع التفاعل الإجتماعي، فيه تجتمع الذكريات الجميلة والمعاناة التي عاشها ويعيشها فيه الإنسان. ولهذا يعدٌ المكان موقع الحدث التاريخي وما فيه من شواخص كثيرة منها مشاريع الري والسدود إضافة النصب التذكارية والمباني العامة كالمساجد والكنائس والمدارس والمقامات الدينية .
مشاريع السدود والري نادراً ما تختفي من الخريطة في وقت قصير، لانها تحافظ على تضاريس المنطقة ، الصورة تبين اكتشاف عالم الاثار البريطاني السير "ليونارد وولي" و زوجته كاثرين انابيب من الفخار في مدينة "اور" الاثرية كانت تُستخدم كشبكة للصرف الصحي وتصريف مياه الامطار وهذا يُعد اول نظام تصريف للمياه في التاريخ الذي كان موجود قبل اكثر من 4800 عام !!ولا تزال الانابيب في حالة جيدة رغم مرور الاف السنوات على تأسيسه! ولنا ان تتخيل كيف ساعدت ذاكرة المكان على مدى ذكاء سكان بلاد الرافدين و تنظيمهم و نوعية الحياة المنظمة والمتطورة التي سبقت عصرها..
#رمضان_حمزة_محمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟