(أغاني افريقيا)

اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 15:26
المحور: الادب والفن
    

صرخة الجذور الحزينة:

يا كنه الجمال الطافح على وجنتي قديسة الوحل
و يا عطر الأفول المنبعث من شقوق الأرض الولود
أنتي وشم الليل المتوهج على شقوق محيى الطين
يا تعويذة الفجر الذي ينهر صلافة القيود الزائفة
يا صرخة الجذور المذوية في أرجاء الظلال والسكون
و يا مهد الحنين المتوجس من همسات النسيان و الوجع
أنتي رمال القبور التي ينفضها الريح عن جماجم الفقراء
يا زهرة البراري المتوحشة اليانعة في جنة المعذبين
يا دموع الفرح التي تسقي ظمأ السراب المشيع في الينبوع
يا غصن الآسى الراقص في حضرة الغياب والألم و الصمت

تغريبة الأغلال البائدة:

ما أشهى عيونك التي تدحض الآسى من الأغنيات
في رقصة النار الهائمة على أفئدة الصخر المرهفة
ثمة همسات الريح تنعش نبض الماء في وريد النهر
مرحك المجنون يحترق في رقصة الزمن الإستوائي
يرقص على وقع الغبار في مقلتي الأقنعة الحزينة
سمرتك تلهم العشق في حلم يتهجى أبجدية الأديم
لونك المؤله يروي عجائب أسطورة ربيع الزنوجة الأبدي
أيها الوشم الطري لما ترصع صدر الكينونة بأحجية المرح
في عيون الليل الذي عانق نخيل القرية أسفل التل المقدس
ترقص أرواح الأسلاف الطيبون في جذوة المشاعل الخافتة

من وحي الادغال:

حبر الغروب الخافت يدون وحي الأدغال في الأفق الساحرة
صدى الأشياء المحنطة تبدد في صمت الليل القاتم المريب
السكون يشيع أشلاء الحداد المتناثرة في المروج الحزينة
تحت ضوء القمر المثمل الذي يعشق مناجات الظلال الهائمة
حيف الجراح المثخنة الدامية ينحر أعناق الشجر المذبوح
و بطش الهمجية الفضيعة العرناء يعكر صفاء سريرة الينابيع
ملامح الطين تستنكر مساحيق البربرية الزائفة الهوجاء
إبتسامة الشروق آخر زفرات الظلام المشيع في نعش الأبدية
في الجلمود الأصم تنمو جدائل العنفوان من الجذور الراسخة
حتى لا يسعف القدر الغزاة في القدوم ثانية عبر الجسر البائد

أغاني أفريقيا:

يا زهرة الحنين النامية في جذور الروح الضاربة في قلب الليالي الظلماء
قبلتك على جبين الشمس تصبغ محيى النهر بالضياء في غفوة الصباح المنتشي
هاته الرياح الهائمة تداعب الندى الخجول في أهداب الضباب المخملية
في أحضانك المفعمة بالدفىء أستنشق عبق الأسلاف الذي يضمخ الحلم
تنتشر رائحة الموتى على سحنة الأقنعة المسحورة بعطر الأبدية المقدس
ثمة كوكب يحتضر متوهجا في سكينة الخيال ينحدر نحو سرير البحر
بين كفيك الناعمتين أحتسي خمرتك القاتمة التي تنعش روحي بالنشوة المباركة
يا ربة الأديم المتوهج في عراء السماء أعشقك بأنفاس الليل و رائحة الطين
ها آنذا أنشد إليك من أشواقي الزمردية إكليلا من الأغنيات أرصع به صدرك الدامي.

سعيد
بدايات يوليو 2019

إهداء إلى روح مانديلا

#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات