أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيهم نور الصباح حسن - نحو فهم السوري المدافع عن الحليف باستماتة














المزيد.....

نحو فهم السوري المدافع عن الحليف باستماتة


أيهم نور الصباح حسن
باحث و كاتب

(Ayham Noursabah Hasan)


الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 12 - 14:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" الاضطراب السوروسي "

كلما أصابت سوريو الداخل مصيبة جديدة ( حكومية - اقتصادية – سياسية – كارثة طبيعية – ضربة إسرائيلية جديدة - .... ) تتطاول أعناق البعض نحو الحليف الروسي متسائلين عن سبب صمته و قعوده عن المساعدة , فيهُبُ عُشاق الروسي للتصدي لهذه التساؤلات و لَيِّ أعناق أصحابها و قد يصل بهم الأمر أحياناً إلى التشكيك بوطنية هؤلاء المتسائلين و حتى تخوينهم .

ينقسم هذا البعض المتسائل عن أسباب قعود الروسي و انكفائه عن المساعدة إلى فريقين :
فريق يعتبر الحليف الروسي هو الجدة الحنون التي تعين أمه المريضة ( سورية - أو الجهة السلطوية السورية التي ينتمي إليها ) , و تساؤلاته لا تعدو عن أن تكون مجرد عتب و لوم طفولي , و تحت هذا الاعتبار ينتمي هذا الفريق في حقيقة الأمر لعُشاق الروسي لكن تساوره بعض الشكوك و التساؤلات الخجولة حول تقصير الروسي من منظوره , و عند أول هجوم دفاعي لعشاق الروسي ضد المتسائلين يخجل من نفسه و ينكمش ثم يتراجع معيداً اصطفافه مع أصحابه العُشاق .
الفريق الثاني واعي و حذر , يحاول من خلال تساؤلاته التي يطرحها حول موقف الروسي تجاه أمر ما إعادة المفاهيم السياسية بهذا الخصوص إلى موقعها الحقيقي و التنبيه دوماً إلى أن علاقات الدول تبنى على المصالح لا على العواطف محفزاً الجميع على وعي ضرورة التعامل بحذر مع الصديق قبل العدو فالكل طامع و بشراهة في الذبيحة السورية .

أما عشاق الروسي المُصابين بالاضطراب السوروسي ( السوري الروسي ) فهؤلاء يعانون مما يسمى في علم النفس " التعلق العاطفي المرضي " لكن على مستوى الجماعة لا على مستوى الفرد , حيث يرى هؤلاء أن الجهة التي ينتمون إليها غير قادرة على تأمين حمايتهم و وجودهم دون دعم و مساندة الروسي و لهذا فإن الروسي بالنسبة لهم هو حامي وجودهم و ضامن بقاءهم و استمرارهم و هو الحصن المانع من اجتثاثهم و إفنائهم , و هذا ما يبرر لنا انفعالهم الشديد عند أي تعرض أو مساءلة لموقف روسي ما .
يُرافق التعلق العاطفي المرضي عادةً خوف هستيري من انفصال الكائن الداعم عن الجهة المدعومة و هلع شديد من فقدانه , لهذا فإن ثورة عُشاق الروسي عند كل نائبة و مساءلة هي خشية من تأثير هذه المساءلات على موقف الروسي تجاههم و التي ربما قد تتطور – برأيهم - إلى قرار روسي بالانسحاب و التوقف عن المساندة و الدعم .

و يتوضح الخلاف في الرؤية بين الجميع و عُشاق الروسي في أن ما يَهُم هؤلاء هو بقاء الروسي كحامي لوجودهم و بقائهم لا مواقفه كحليف سياسي أو اقتصادي أو ...إلخ وفق المعاهدات و الاتفاقات الدولية , فكل القضايا الأخرى – في قرارة أنفسهم - تسقط أمام قضية الحياة و الوجود .
كما و يتميز عُشاق الروسي ( أو الإيراني أو التركي أو الأمريكي و حتى الإسرائيلي الذي بات له عشاق مؤخراً ) بالتابعية العمياء للداعِم المُسانِد , فقراراته و رؤياه و توجيهاته ذات صوابية مطلقة حتى و إن كانت لاتصُب في صالح وطن هؤلاء العشاق أو حتى إن كانت تتعارض مع مصالحهم الشخصية مباشرةً , كما أنه ليس لديهم أية مشكلة في تقديم التنازلات و الانبطاح لإثبات حالة التبعية و الخضوع خوفاً من تخلي الداعم عنهم أو فقدانه , و يتميزون أيضاً بالحساسية المفرطة تجاه النقد الذي يهدد طمأنينتهم المستمدة من استمرار بقاء الداعم , و عدم قدرتهم على تكوين أو تشكيل أي موقف أو رأي مستقل مخافة أي يكون هذا الموقف أو الرأي يؤثر بشكل ما على العلاقة مع الداعم المساند .

لهذا يا عزيزي السوري و كي لا يتحول حوارك مع أخيك السوري إلى جدال بيزنطي لا طائل منه , اعرف بدايةً لأيّ عُشاقٍ ينتمي محاورك , ثم حاول أن تطمئن خوفه حول وجوده و حياته , بعدها أوقظ بداخله سوريته النقية الصافية الحُرة , فبغير هذا لن نستطيع إنهاء هذا الاضطراب التعلُقي العاطفي المَرضِي و لن نتمكن من فصله عن عشيقه , و سنبقى كلٌ يدور في فلك عشيقٍ ما .. و مِنَ العِشقِ ما قتل ...



#أيهم_نور_الصباح_حسن (هاشتاغ)       Ayham_Noursabah_Hasan#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السوريون و ضبابية الهوية
- أوغل خازوقك فينا
- الخنوع و الانبطاحية باسم التنوير و العقلانية - مقال الشيخ ال ...
- العقل العربي و نظرية المؤامرة
- الشعوب العربية بين مطرقة الاستبداد و سندان الإسلاميين


المزيد.....




- القيادة المركزية الأمريكية تنشر فيديوهات توثق عملية تجهيز ال ...
- -صنع في الصين-.. فستان متحدثة البيت الأبيض يهز مواقع التواصل ...
- -أكسيوس-: التهديدات الأمريكية بالانسحاب من المفاوضات حول أوك ...
- جولة جديدة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية يوم السبت في روم ...
- تدريبات جوية مشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في ...
- ما دلالات بدء الانسحاب الأميركي من سوريا؟
- ماكرون يستقطب العلماء الأجانب بعد تقليص ترامب تمويل الأبحاث ...
- الولايات المتحدة تضع خطة لمراقبة وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- الأمين العام لحزب الله: الفرصة التي نمنحها للحل الدبلوماسي غ ...
- الرئيس الفلسطيني في أول زيارة إلى دمشق منذ 16 عامًا... ما هي ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أيهم نور الصباح حسن - نحو فهم السوري المدافع عن الحليف باستماتة