أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علوان - حول تطبيع الإمارات مع إسرائيل















المزيد.....


حول تطبيع الإمارات مع إسرائيل


فلاح علوان

الحوار المتمدن-العدد: 6674 - 2020 / 9 / 11 - 23:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إنضمت الإمارات العربية المتحدة الدولة الخليجية، الى قائمة الدول التي "تطبّع" العلاقات مع إسرائيل وتقيم علاقات مباشرة علنية معها الى جانب مصر والأردن.
إن تعبير " تطبيع" هو تعبير منحوت بعناية لإخفاء المعنى الحقيقي للعلاقة مع إسرائيل، فالتطبيع هو جعل العلاقة طبيعية، وهذا يتطلب وجود وضع غير طبيعي بين طرفين، سرعان ما يتطبع بعدها ويتوازن ما بينهما. غير أن المعنى الحقيقي "للتطبيع" هو الدخول تحت جناح الدور الأمريكي الإسرائيلي، بكل ما يتضمن من هيمنة وتغيير ثقافات الشعوب أو قولبتها وفق النموذج الأمريكي الإسرائيلي كشعوب من الدرجة الأدنى.
إن الإدعاء بكون التطبيع سيضمن حقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولته هو كذب، وقد كشفت أكثر من 40 عاماً من مسيرة التطبيع بين مصر وإسرائيل تصاعد الأطماع الإسرائيلية وتوسعها والغائها للوجود الفلسطيني، بل ضم أجزاء من الأراضي السورية المحتلة في الجولان واعتبارها إسرائيلية، والتلويح بكون سيناء تابعة لإسرائيل.... وهكذا.
إن الوقائع تشير الى أن إسرائيل لا تعترف بحدود، كما إن شعار من الفرات الى النيل، وهو شعار توسعي إمبريالي، يحاط بصبغة تلمودية عقائدية ويجري تكريسه كحق فوقي، الهي. وحيث أن النظام الحاكم في إسرائيل يقر بكونها دولة يهودية، فإن كل ما هو تلمودي هو سياسي، وبالتالي يجب تحقيقه مهما كان الثمن.
والأخطر من هذا إن الدولة الكهنوتية لإسرائيل تعتبر اليهود شعب الله المختار، وهذا أحد أعمدة السياسة والنظام السياسي وهو يتضمن معنى إن كل ما هو غير يهودي هو أدنى، ويجري التعبير عن هذه السياسة بأشكال "ديمقراطية ناعمة".
إن المشكلة اليهودية التي نقلتها الرأسمالية من أوربا الى الشرق الأوسط تسببت في وضع أكثر من معقد، وغير قابل للحل، وهو يصيب بالصميم ذات الانسان.
لم تقم بريطانيا، خلال مرحلة وعد بلفور بطرح موضوع حق تقرير المصير للشعب العبراني المتواجد في فلسطين، بغض النظر عن حجمه قبل الهجرات والتهجير القسري أو المقصود للعبرانيين اليهود من باقي مناطق العالم وتجميعهم قبل إعلان الدولة الإسرائيلية. وهي، أي بريطانيا التي تدعي الليبرالية والتطور الحر للتاريخ. وفي الحقيقة أن تدعو للتطور الحر هو أن تدعو لأن تأخذ القوة الأكبرمجراها في السيطرة بيسر وتوفر لها فلسفة عامة، وهذا ما كان عليه وضع بريطانيا العالمي يومئذٍ.
لقد قررت بريطانيا إنشاء دولة يهودية وقامت بتهجير شعوب بكاملها واقتلاعها من تاريخها كما حصل في العراق بمعونة ممثليها. ورغم قوة الحركة المناهضة للصهيونية في العراق بين اليهود أنفسهم، وبخاصة الاشتراكيين، وأبرز ملامح تلك الحركة كان نضال شاؤول طويق وهو شيوعي عراقي كان يقود التظاهرات المعادية للصهيونية في بغداد عام 1946، وقد تم قتله على يد الحكومة العراقية. وساهمت بريطانيا باقتلاع الشعب الفلسطيني وشردته في أصقاع الأرض وخلقت عداءاً مستعصياً.
فبعد أكثر من 70 عاماً على إنشاء إسرائيل، أصبح هناك أحفاد لمن ولد في إسرائيل من المهاجرين، وهذا الجيل الذي يشكل اليوم شعباً ولد كـ "إسرائيلي" وعاش كـ"إسرائيلي" ويهودي، وهذا يعني إنه اعتبر ضمن الايديولوجية الاسرائيلية والصهيونية، إنه يهودي تلمودي حتى لو كان علمانياً أو ملحداً.وهنا أصبح الانسان نتاج الأيديولوجية والمصالح الرأسمالية وليس نتاج تاريخه وحضارته، ويصبح حتى في وجوده كفرد، هدفاً للمخالفين للسياسة الأمريكية والإسرائيلية من المتطرفين وخاصة القوميين والاسلاميين، وعدواً مهما بلغت درجة معارضته للنظام السياسي في إسرائيل.
تم ربط مصير الانسان العبراني أو اليهودي بالدين اليهودي وبأرض اسرائيل، فاصبح رهينة تاريخية بعنوان التفوق العرقي والديني وبكلمة أصبح وجود كيان قائم على أساس الرس والدين واقعاً سياسياً بحيث يصبح ولاّدة للعرقية والتعصب القومي والديني في المنطقة والعالم. وأصبحت الميكانزم المعقد الذي ربط مصير الإنسان بكيان أوجدته متطلبات الإمبريالية، وسيلة لتوليد وتفاقم العنصرية.
ذات في إجتماع مع النقابيين الاشتراكيين المناهضين للحرب واحتلال العراق في أميركا، تحثت إشتراكية أمريكية من اصول يهودية قائلة: "إن الصهيونية فصلتنا عن العالم، وأنا رغم اني اشتراكية ومناهضة للصهيونية وللرأسمالية الا أني محسوبة كيهودية وأعاني من التمييز بسبب تلك السياسة".
وحيث أن أغلبية شعوب العالم عارضت قيام كيان على أساس عرقي ديني عنصري إستيطاني، فقد وقفت الدول العظمى مجتمعة بما فيها الإتحاد السوفيتي السابق مع قيامه وترسيخه، ليصبح علامة على لي ذراع البشرية من قبل الرأسمال.
قبل الفلسطينيون بحل التقسيم ثم بحل الدولتين ووقعوا إتفاق اوسلو منذ أكثر من ربع قرن، ولكن أياً من مطالبهم لم تتحقق، وتواصل الاستيطان وتواصل تجريف البساتين والتهجير والقتل، لحد إن أراضي الفلسطينيين تآكلت ولم يعد لهم أرض بالمعنى الجغرافي للوطن أو البلد المستقل.
من جانب آخرشكل وجود إسرائيل منبعاَ لتنامي الطغاة القوميين المنادين بإسم فلسطين وهم جلادو الشعوب، ومنبعاً لأشد الحركات عداءاً للإنسانية وهي حركات الإسلاميين الذين ينشرون العداء الديني والعرقي ومعاداة الغرب وقيم الحداثة ويذبحون الناس باسم نشر القيم الإسلامية. وتحولوا الى قوى سياسية حالت دون التطور الاجتماعي والسياسي وعمقت مآسي الشعوب المبتلاة بهم.
ليس ثمة ما يدل على إن إسرائيل وأمريكا ستقيم دولة فلسطينية مستقلة وليس ثمة ما يدل على إن التوسع الإسرائيلي على الأرض وفي السياسة سيتوقف عند حد. بل الأخطر، هو إن الطغم العليا القائدة للرأسمال العالمي تدير الرأسمالية بنكهة تتماهى مع النكهة الكهنوتية، وأخطر ما فيها هو ترسيخ قيم تفوق عرق بعينه والنظر الى البشرية كجموع من الدرجة الثانية وتوجيه الحكومات والرأسماليين الذين يتحكمون بالشعب الى تبني وتكريس هذه النظرة مع ضمان إبقائهم في السلطة.
التطبيع هو الخضوع غير المشروط للسياسة التي يجري تنفيذها خطوة فخطوة.
إن قضية فلسطين وإسرائيل ليست مجرد صراع بين العرب والعبرانيين أو بين مسلمين ويهود. إن قضية فلسطين والقضية اليهودية ومصير الإنسان فيها هو لب علاقة النظام الرأسمالي بالإنسان، وهي عصارة صراع التاريخ عبر القوى الممثلة لمراحله وخلاصة الدور التاريخي للدين كمبرر وكغطاء لمصالح القوى المتحكمة بالانسان، وعلاقة الإنسان بجغرافيته.
لا يقتصر وجود إسرائيل وعدوانيتها على محاربة الفلسطينيين، بل إن كل الدول في المحيطة قد تعرضت للعداء مثل لبنان، سوريا مصر والعراق الذي لا يجاورها، واليوم يجري الصراع مع إيران وتأليب حرب المياه بين إثيوبيا والسودان ومصر. ومع تقوية الترسانة النووية والأسلحة الفتاكة تتعززقدرات إسرائيل وإمكانياتها على مهاجمة من لا يمتثل لسياساتها أو يقف في سبيل توسعها ونهجها.
إن الحديث عن إمكانية قيام نظام إشتراكي أو علماني في إسرائيل بحاجة الى إعادة نظر، فقيام إشتراكية في إسرائيل يعني إلغاء الطابع الديني والعنصري لها، وهذا يتنافى مع أركان قيام كيانها. وعلى الانسان الذي يقطن إسرائيل، سواء من السكان الاصليين أو من المستوطنين، تعريف فلسفة وجوده، لا على أساس ايديولوجية الطغمة الحاكمة والحاخامات، بل على أساس الاندماج بالمجتمع البشري عبر انسانيته وانجازاته لا عبر القوة الإسرائيلية والابتزاز والتسلط. وهذه المهمة بإمكان الإشتراكيين طرحها وطرح فلسفة حل معضلة العرق وربط مصير الانسان بالكيان السياسي والنظام السياسي المتسلط. إن الشعب العبراني بمعنى ما هو رهينة أكثر ما هو متفوق وحر.
6-9-2020



#فلاح_علوان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد الحوار الدائر حول الريع والقيمة -2-
- بصدد الحوار الدائر حول الريع والقيمة
- -4- مسارات الإنتفاضة الحالية
- -3- مسارات الإنتفاضة الحالية
- مسارات الإنتفاضة الحالية -2-
- مسارات الانتفاضة الحالية
- -2- بناء تكتيك وتيار داخل الحركة، أم رسم أهداف عامة ؟
- من يوميات الانتفاضة. الجمعة الدامية 04-10-2019
- بناء تكتيك وتيار داخل الحركة، أم رسم أهداف عامة ؟
- ساحة التحرير الدامية اليوم .. إنها نذر الثورة في العراق
- حول دور البروليتاريا المنحدرة من الريف في ثقافة المدن. -3- ا ...
- حول دور البروليتاريا المنحدرة من الريف في ثقافة المدن. -2 - ...
- حول دور البروليتاريا المنحدرة من الريف في ثقافة المدن. -1- ا ...
- حول دور البروليتاريا المنحدرة من الريف في ثقافة المدن. -المق ...
- الى الدكتور طلال الربيعي مع التحية
- في رثاء معن ..... برحيل معن تنطوي صفحة الشيوعي العمالي
- بصدد السترات الصفر
- رد على مداخلة الدكتور مظهر محمد صالح بخصوص الموازنة
- رد الى السيد عبد الحسين سلمان
- ملاحظات انتقادية حول بحث المجالس العمالية للرفيقة نادية محمو ...


المزيد.....




- تسرب وقود طائرات للجيش الأمريكي ببحر الشمال.. تعرف على سبب ا ...
- بيسكوف: ننتظر الحصول على تفاصيل مفاوضات جدة خلال محادثاتنا ا ...
- النيابة في البوسنة والهرسك توعز باحتجاز زعيم صرب البوسنة
- آلاف الإسرائيليين يتوجهون إلى مصر رغم تحذيرات تل أبيب
- وزيرة مصرية تتدخل بعد تعرض فتاة لجريمة وحشية وضح النهار في ر ...
- -حماس-: ننتظر خطوات جديدة من مفاوضات الدوحة للمضي نحو تطبيق ...
- صحيفة ألمانية: الجانب الأمريكي تجاهل مطالب كييف حول الضمانات ...
- الخارجية الصينية تؤكد دعم بكين للحوار السلمي حول أوكرانيا
- الخارجية الفرنسية: الاتحاد الأوروبي مستعد للرد على الرسوم ال ...
- عراقجي: دولة عربية ستسلم إيران رسالة من ترامب قريبا


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علوان - حول تطبيع الإمارات مع إسرائيل