أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة














المزيد.....

تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 6673 - 2020 / 9 / 10 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة .


لايمكن ان ننسى تهديد جيمس بيكر وزير الخارجية الأميركية في عام 1991 قبل شن الحرب على العراق عندما قال كلاما ‏يعبر عن المشروع الامريكي الجديد في العراق (سنعيدكم الى عصر ما قبل الصناعة)  وبيكر كان يعي جيدا المخطط الامريكي في تدمير البنية التحتية للعراق . 
ان ماجرى ويجري الى يومنا الحاضر من تخريب الصناعة والزراعة والخدمات العامة ، لم يكن عن جهل او سوء ادارة فقط . ولا كان احتلال العراق خطأ استراتيجيا كما كان يدعي توني بلير وغيره . انما كان ذلك على وفق مخطط قد اعد سلفا لاعادة العراق الى عصر ماقبل الصناعة . وبدأ ذلك فعلا منذ فرض الحصار على البلاد عام 1991 . ثم استكملوه بعد الاحتلال العسكري عام 2003 ، وجلب احزاب وكتل طائفية متخلفة لادارة الحكم . ليعيثوا فسادا وتخريبا في هذا البلد العريق .
ولعل اهم عمل تخريبي قاموا به هو ايقاف كل تطور صناعي او حضاري ، عن طريق تعطيل قطاع الكهرباء ، وبذلوا جهودا كبيرة في عرقلة اعادة هذا القطاع الى الوضع الطبيعي ، بعد ان تم تدميره نهائيا من قبل قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ، كل ذلك بهدف القضاء على البنية التحتية للعراق التي تعتمد اساسا على الطاقة الكهربائية ، التي تمثل عصب الحياة . وهو تدمير متعمد وغير مبرر .
ان الانقطاع الدائم للطاقة الكهربائية يصيب الشلل في كل مرافق الحياة . فهو اساس الصناعة والزراعة ، والخدمات العامة والاتصالات والكومبيوتر وغيرها من القطاعات . وبالتالي كان سببا مباشرا لبطالة ملايين الشباب ،
وتشير الإحصاءات، إلى أن نسبة الفقر في العراق وصلت إلى 41.2%  في المناطق المحررة ، و30% في المناطق الجنوبية (1) . . كما انه يعطل الطاقات البشرية في موسم الصيف حيث لايمكن استمرار حياة الناس الطبيعية تحت اجواء حرارة تصل الى مافوق الخمسين في مناطق عديدة من العراق . 
وقد تزامن ذلك مع فتح الحدود للاستيراد من دول الجوار وخصوصا ايران مما ادى الى توقف ماتبقى من مصانع القطاع العام ومشاريع القطاع الخاص .

ونتيجة لعطل منظومة الطاقة الكهربائية المتكرر ، اعتمد المواطن العراقي على مشغلي المولدات المحلية لتجهيزهم بالكهرباء ، رغم التأثير البيئي الضار لهذه المولدات التي تعمل بالديزل ، اضافة الى مشاكل القطع المستمر لهذه الطاقة البديلة والرديئة . 
ذكر تقرير لوكالة الطاقة الدولية أن العراقيين دفعوا 4 مليارات دولار في عام 2018 لهؤلاء المشغلين الصغار ، وهذا المبلغ يعادل ميزانية كاملة لوزارة الكهرباء .

ان تعطيل جهود اعادة الكهرباء جاء بوسائل وطرق خبيثة عديدة منها الفساد المستشري في هذا القطاع   ، والتغاضي عن السرقة والتخريب، والعقود المشبوهة . والتعاقد مع شركات وهمية . ناهيك عن سوء الإدارة الذي تركته في حالة فوضى عارمة . 

ومن جانب اخر فان ايران عملت بعد الحرب الامريكية على العراق الى الانتقام منه أرضا وشعبا .
فهي احدى الدول التي ساعدت أمريكا في حربها على العراق . ومازالت ايران تمارس شتى عمليات الانتقام من هذا البلد العريق وشعبه . وهي بذلك تسعى للثأر من الحرب العراقية الايرانية . وهي مستمرة الى يومنا الحاضر في تعطيل كل تقدم او تطور في العراق وعلى مدى سبعة عشر عاما .
لقد ساهمت ايران وعملائها في تعطيل الصناعة والزراعة ليصبح العراق حديقة خلفية لها . ومستورد لكل الحاجات البشرية على اختلاف انواعها . وبجودة اقل كثيرا من الحدود المتعارف عليها . كما شاركت في تعطيل الجهود لتحسين الطاقة الكهرباء خشية اكتفاء العراق من بعض المنتجات المحلية الصناعية والزراعية ، ليبقى العراق تحت مظلة ايران في المجالات كافة .
وفي مجال الطاقة يستورد العراق من ايران 31٪ من الغاز المستخدم في توليد الطاقة الكهربائية .
وتمسكت طهران باستمرار عقود الغاز ، اضافة الى تصدير الطاقة الكهربائية الى العراق .

كما تعمل ايران باستمرار على تعطيل مشاريع امدادات الطاقة من المملكة العربية السعودية والكويت والأردن . 
وتوفر الكهرباء الخليجية مبالغ تقل ب 15٪ عن اسعار إيران . 
ومازالت طهران تصر على استمرار عقود الغاز والكهرباء مع العراق كشريان حياة اقتصادي ، بعد تقلص صادراتها النفطية إلى حد كبير بسبب العقوبات الأمريكية .
واضافة لذلك فان هناك مساعي عديدة لتعطيل استخدام الطاقة المتجددة وخصوصا الشمس كبديل سليم للطاقة الاحفورية .

ان العراق يواجه خطة للتخريب بكل معنى الكلمة فقد تكالب الاعداء عليه ، بهدف تدمير وسائل الحياة الانسانية للعراقيين . وعلى الاخص الكهرباء الذي يمثل عصب الحياة واساس تقدم المجتمع .

وفي وسط أزمة صحية واقتصادية غير مسبوقة في تاريخ العراق الحديث ، نجد دول كبرى واقليمية وبعض العملاء في الداخل ، يدركون جيدا اهمية الكهرباء للشعب العراقي وللاقتصاد الوطني ، لكونها المفتاح الرئيس للتطور والتقدم من خلال النهوض بالقطاع الصناعي والزراعي والقضاء على البطالة ، وتقليص الاستيراد مما يوفر العملة الصعبة ويقلل الاعتماد على النفط وتحرير الاقتصاد العراقي من الاقتصاد الريعي النفطي .

ان ذلك يوجب على كل المثقفين والقوى الخيرة والنخب العراقية المخلصة تعرية وكشف مخططات الاحزاب الفاسدة ، ومساهمتها في تخريب الدولة والمجتمع . وان جهودا يجب ان تبذل من اجل اعادة اللحمة الوطنية للمجتمع العراقي . حيث ان وحدة العراقيين هي الضمانة الاكيدة لعملية البناء واستقرار العراق ، واعادته الى وضعه الطبيعي كدولة فاعلة في المجتمع الدولي بعيدا عن المخططات الخبيثة للنيل من هذا الشعب الابي .
___________________________
(1)المتحدث الرسمي لوزارة التخطيط عبد الزهرة محمد الهنداوي .



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما الذي يجعل الزواج طويل الامد
- سياسة التطبيع مع اسرائيل
- اغتيال النشطاء لن يوقف الانتفاضة التشرينية
- اسمائنا . . الدلالات ومدى تاثيرها
- اشكالية الانتخابات المبكرة في العراق
- ادارة الازمات . . والسياسة العراقية
- التغلغل الايراني التركي في المنطقة
- الملابس والهوية
- اغتيال الفكر الوطني
- مشروع ضم اراضي فلسطينية
- شيوع الايمان بالمؤامرة
- نكسة حزيران بداية نكوص العرب
- نشأة العقائد اليهودية
- الخيارات المتاحة امام الكاظمي
- زراعة الشرائح الالكترونية والاخ الاكبر
- سمات المجتمع العراقي . . وعودة الوعي
- سياسيو السلطة بين الأقوال والافعال
- اسباب انتشار covid19 في مناطق دون اخرى
- مصطفى الكاظمي وكابينته الوزارية
- الحب اساس الأمن الانساني


المزيد.....




- عراقجي يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى عدم الخضوع للض ...
- -أونروا-: مخازن الأغذية في غزة أصبحت فارغة والقطاع على شفا م ...
- قوة الردع الخاصة في طرابلس تعلن إنجاز أكثر من 800 قضية خلال ...
- الاستخبارات الخارجية الروسية: الفاشية الأوروبية هي العدو الم ...
- اكتشاف طريقة معالجة الدماغ البشري للمشاكل الجديدة
- علماء صينيون يطورون روبوتات مجنزرة على شكل حلزون
- نظام غذائي يحمينا من الالتهابات المعوية الخطيرة
- تجربة واعدة تحدد -الوقت المثالي- لاستخدام بخاخ الربو الوقائي ...
- -كوفيد الطويل الأمد- والخرف المبكر.. تحذيرات من علاقة محتملة ...
- فان دام يعرب عن محبته لبوتين ورغبته في القدوم إلى روسيا ليصب ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ادهم ابراهيم - تعطيل المنظومة الكهربائية . . العودة الى ماقبل الصناعة