جميل النجار
كاتب وباحث وشاعر
(Gamil Alnaggar)
الحوار المتمدن-العدد: 6673 - 2020 / 9 / 10 - 04:33
المحور:
الادب والفن
ذلك الضخم البدين؛ راحَ يُراقِصُها، تلك الحسناءُ الناعمة؛ وعندما تعَرَّقَ؛ بعد شوطٍ من الرقص المتواصل؛ نفِرَتْ منه ودفعته بعيداً عنها ووبختهُ برعونةٍ وعُنف ونعتتهُ بأقذع النعوت وسط ذهولِ الحضور؛ ولَمَّا عَنْفَها الحضور على فظاظتِها وفجاجتِها؛ صرخت فيهم: اسمعوا جميعاً، أنا لست ممن يضعن المساحيق على الحقائق المُجردة؛ فنظر إليها – من كان يُراقِصُها منذ لحظات- ببراءة الأطفال ودموعه تنهمر على خديه السمراوين كحبات اللؤلؤ الحزين، وتعففَ بألا يرد عليها سوى بكلمة واحدة، قائلاً: آسِف، والتفتَ إلى الحضور معتذراً على كل ما حصل قائلاً: سامحوني، أنا كنتُ أنوي أن أخسِرَ بعض وزني ثم أتقدَّمَ إليها طالباً يدها؛ فاتسعت حدقتا عيناها وشهقت ووقعت مغشياً عليها وهو في طريقه إلى الباب؛ فهرعَ الجميع للاطمئنان عليها؛ فتأكدوا من اصابتها بغيبوبة؛ فاخترق الصفوف وحملها على ذراعيه مهرولا باتجاه سيارة الإسعاف، وفي المشفى فتحت عيناها، بعد أن استفاقت؛ لتجده واقفاً عند قدميها يحمل في يده اليسرى باقة ورد أعطاها إياها؛ فجذبته نحوها بحميميةٍ، لم تحُلْ رائحة عرقه المُقرِف دونها؛ وردت بقبلةٍ.
#جميل_النجار (هاشتاغ)
Gamil_Alnaggar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟