(نص مفتوح)
.... ...... ......
تبلَّلَ وجهُ الضحى بالياسمين
فتوافدَت أسرابُ الحجل
من أعالي الجبال
قاصدةً ندى الصباح
فارشةً أجنحتها
على تموُّجات الفرح
تراقَصَتِ الفراشات
على إيقاعِ حفيفِ الأشجار
مشكِّلةً تدرُّجات
ألوان قوس قزح ..
خصوبةُ الأرضِ تنضحُ بهجةً
تناولَتِ الحجلُ عسلاً برّياً
وانزلقَتْ فراخها
بأقراصِ العسل!
مَنْ يستَطِعْ أن يبدِّدَ ضجري؟
مَنْ يستَطِعْ أنْ يقهرَ ألمي؟
مَنْ يستَطِعْ أنْ يفْهَمَ
حُبِّي المذهل للحياة؟
نحتاجُ قروناً
كي نفهمَكِ ياحياة؟
يحبو الإنسان نحو الارتخاء
نحوَ التلاشي
هل يستوعبُ الشعراء وجعَ الإنطفاء
أمْ أنَّهمْ لا يبالون من عتمِ الليلِ
ولا من حشرجات الانطفاء؟
إيماناً منهم أنَّ قاماتهم شامخة
عبر كلمات كتبوها
على صدرِ الحياة
كلمات مشبَّعة برحيقِ العمرِ
متوهِّجة في أركان الكون
متصالبة معَ خيوطِ الشمس
كلمات ستبقى
شامخة بعدَ زمهرير العمرِ
غير قابلة للانطفاء!
ذرفَتْ أمٌّ عجوز دمعتين ليلة العيد
لم يكُنْ لدى الأطفال الصغار دمىً
لا حلوى ولا عناقيد!
حُزانى بين الأصدقاء
لباسٌ رثٌ
مسحةٌ من الحزنِ
انبثقَتْ من شغافِ القلب
وجعٌ غير مرئي
تطاير
من فروةِ الرأس
إحدى علامات بؤس الحضارة
طفولةٌ في قمّةِ الأفراح
وطفولةٌ أخرى في قمّةِ الأوجاع!
لماذا لا نعقدُ قمّة مشتركة بينهما
ونمنحُ قلوبَ الحزانى
فرحاً وابتهالاً؟
مفارقاتٌ
تدمي تشعُّبات حُلُمي
في صباحِ العيد
..... ...... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم : كانون الأول 2002
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]