كم نحن اغبياء !

سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 6668 - 2020 / 9 / 5 - 01:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

كنت اتحدث اليوم مع صديق زارنى و ذهبنا نسير فى الغابة التى بدات تتلون بالاحمر و الاصفر بل و بعض من اورقها يتساقط. و هذا الصديق مغرم بالفلسفه و الفكر و لنا فى الاعوام العشرين الماضية سجالات و سجالات.
و طبعا اتفقنا ان غياب تعليم الفلسفه و الفكر فى بلادنا ساعد فكر التطرف و فكر ديكتاتورية الحقيقة على راى المرحوم المفكر محمد الجابرى .و بهذا المعنى يصبح من الضرور ى تنمية فكر النقد و فكر الابداع و فكر المغامرة العقلية .
و اجابة سقراط لزوجته التى لم ينسجم معها يوما كانت اجابة فلسفيه من الدرجة الاولى .لانها قالت له من الظلم ان يموت و كان رده هل كان من العدل ان يموت .و هى طبعا تنطلق من فرضية الظلم الذى تعرض له فى المحاكمة الشهيرة التى تقرر فيها الحكم عليه بالموت بتهمة افساد عقول الشباب .و هو انطلق من فرضيه فلسفيه هل كان امرا رائعا ان يموت لو كان الحكم عادلا مثلا !
و الفلسفه فى نهاية المطاف تجيب على السؤال باسالة بل تفتح افاقا معرفيه .و على عكس الظن القائل بتغقيد الفلسفه فهى تنطلق من امور معرفيه بسيطه يعرفها كل انسان .لكن يتطلب الامر بعض المغامرة العقلية لكى يجتاز المرء حاجز الفكر التقليدى .
و افضل تشيبه قراته عن ذلك الرجل الذى كان قد قيل لهم ان لا يغادروا القرية التى يوجد فيها كل شى يحتاجونه .و ذات مرة قرر المغامرة و غادر القرية ليكتشف ان هناك عالما اخر مختلف عن عالم القرية !
كنا فى الزمن الماضى قد كوننا فريقا كرة قدم كنا نلعب فى منطقة الملاعب فى اوسلو .و كان ذلك فى بدايات زمن استعمال الموبايل .اضاع احدهم الموبايل و اتشرنا على امتداد الملعب المغطى بالعشب الاخضر نبحث بلا نتيجة .عندها صاح احد من اللاعبيين قائلا اتصلوا برقم الهاتف فنسمع رنينه .و كان ان فعلنا ووجدناه على الفور بعد رحلة بحث .
قلت لاحدهم يا الهى كم نحن اغبياء كيف لنا ان لا نفكر بهذا الامر و نحن جميعا نعرفه .

#سليم_نزال (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات