محمد خدام عبد الكريم
كاتب
(Mohamed Khadam Abdalkareim)
الحوار المتمدن-العدد: 6665 - 2020 / 9 / 2 - 09:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اتفاقية اديس أبابا1972
في أواخر عام 1971م تم عقد أول اجتماع علني بين الحكومة السودانية وممثلين من حركة (الأنانيا)، عقب سلسلة من اللقاءات والمشاورات السرية التي تمت في العاصمة البريطانية لندن. بالإضافة إلى لقاء آخر عُقد برعاية (هيلا سلاسي) الامبراطور الاثيوبي، وتلت هذه اللقاءات خطوات عملية تمثلت في تعيين مولانا (أبيل ألير) نائبا للرئيس نميري وثلاثة آخرين حكاما لولايات جنوب السودان الثلاث، كما تم تعيين أعضاء في مجلس الوزراء.
وفي مارس من عام 1972 تم توقيع اتفاقية اديس أبابا بين حكومة الخرطوم وزعيم حركة الأنانيا جوزيف لاقو الذي أصبح نائبا لرئيس الجمهورية جعفر نميري بموجب هذه الاتفاقية.
وقد اتفق الجانبان على ثلاثة نقاط هي:
- احترام جميع الأديان بما فيها الأديان الأفريقية التقليدية، وعدم اضفاء أي صبغة دينية على الدولة،
- الاعتراف بالخصائص الثقافية لأهل الجنوب بما في ذلك حقهم في تطوير ثقافتهم وفنونهم المحلية.
- الاعتراف بحق الجنوب في حكم نفسه حكما ذاتيا دون هيمنة من المركز.
وبموجب الاتفاقية أيضا تم دمج قوات (الأنانيا) في صفوف الجيش السوداني، وكعادة السلام في بلادنا فقد انهارت اتفاقية اديس أبابا عام 1983 بسبب عمل مسلح قامت به فرقة من الجيش السوداني عُرفت لاحقا باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة (جون قرنق).
لم تدم الاتفاقية اكثر من (10) سنوات ثم سقطت ومعها سقطت فرصة ثانية للسلام بعد مؤتمر المائدة المستديرة، ويرجع السبب في ذلك إلى بعد هذه الاتفاقيات عن تطلعات الجماهير، كما أنها لم تحدث أي تغيير جذري في كافة القضايا الرئيسية مثل قضايا الدين والسياسة، وإدارة الدولة وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية المتوازنة وغيرها. لكن عدم وجود السند الشعبي الداعم للاتفاقية عجل بسقوطها وسيكون هذا مصير أي سلام يُقصي الشعب السوداني ويبعده عن صنع السلام الذي يتطلع إليه.
#محمد_خدام_عبد_الكريم (هاشتاغ)
Mohamed_Khadam_Abdalkareim#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟