أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - عبر الخابور














المزيد.....

عبر الخابور


مظفر النواب

الحوار المتمدن-العدد: 6661 - 2020 / 8 / 29 - 22:12
المحور: الادب والفن
    


في ليلةٍ مِن عام ثلاثة وسبعين ، وفي العَتمةِ التي يُلقيها سِنجارُ على الخابور تَسَللتُ لِعبارةٍ مَفتوحةٍ بالليلِ إلى الوطن ، عانَقتُ بتسامِحٍ أخرس ، وبكى اللقاءُ أشياءُ كثيرة ، وفي ليلةٍ أخرى اضطرتني أصفادُ الآخرين للغربةِ ثانيةً ، وبَكى هنالكَ ماشاءَ الله ومازال ، لكنَني هذهِ المرةُ حَملتُ معي الكثيرَ مِن الأزهار ، مِن زهورِ اللوزِ والأمل ، وبقيَ صاحِبي هنالكَ مَشدودَ الضِّلعِ إلى الجبل ، واختَفَت آثارهُ وغَنّى للرياح .







أُفَتِشُ عن نَجمٍ عَبرَ الخابور
شَجَّ المَوجَ وشَجَّ اللُّجَ
وأتى على زورقِ ليلٍ
مُرتَبِكِ الألوانِ
وسافر في المهجور..
لم يَصل المَشجَبُ والأمرُ اليوميُّ
وصَلياتُ رصاصٍ تخترقِ القلبَ
وغابَ النَّجمُ ثوانٍ مُربِكةً
تحتَ مُهِمَّةِ عبّارَتِنا
وانشقَ الماءُ وراءَ العبّارةِ
أكداسَاً..أكداسَاً مِن ذهبٍ
كان النّجمُ هناكَ يَدور..
ومَسَحنا العبارةَ بالليلِ
وسِنجارُ يُحَلِّقُ في الجوِّ
وكُردستانُ بلادي تَمتدُ
إلى الحُلمِ بعيداً جداً جِداً
حيثُ تُزَقزِقُ أمطارُ الصُبحِ
وزيتوناتِ النّسَقِ الفِضيِّ
تَزورُ اللهَ بعِشقٍ
واللغةُ التُركيةُ يَقطرُ مِنها اللؤم
في السهلِ سُيولُ ضحايا
تجتاحُ سُيولَ ضحايا
وأمانٍ زرقاءَ كما عُلَبِ الجُبنةِ
أفرَغَها القادَةُ
أقدامُ الأطفالِ المُرتَبِكينَ
تُهروِلُ فوقَ الثلجِ بيأسٍ
وارتجفت شفتانِ
مِن القُرمزِ والبَرد
أبي:
ثَمةَ عُصفورٌ
فوقَ الثلجِ يُنازِعُ
عيناهُ تُحدقُ في كُردستانَ
بعيداً جِداً جِداً
دَثِّرهُ بقلبِكَ ياولدي
حينَ نُدثِّرُ حُلماً بالقلبِ
يعاوِدُهُ الطيرانَ إلى كُردستانَ
بعيداً جِداً جِداً
دَثِّرهُ بقلبكَ
دِفءُ القلبِ مُهمٌّ
واحتَضَنَ الطفلُ العُصفورَ..
وناما في الثلجِ الأزرقَ
كانا في النومِ يسيران
إلى كُردستانَ بعيداً جداً
كانا في النومِ يسيرانِ
إلى كُردستانَ كذلكَ
واختَلَجَت أشجارُ اللوزِ
المحروقةُ أزهاراً
وستُزهِرُ حتى لو حُرِقت
الآفَ المرات
لأنَّ الشعبَ الكُرديَّ زهور
قالَ الجَدُّ:
رأينا النجمةَ ترقى سِنجارَ
مساءَ الأمس
ولما بلغَ القِمةَ أبقى فوقَ السفحِ
شعاعَ كَعَينيهِ وأشعلَ
بالفَرحِ الخابور..
ورَجِعنا نبحثُ لم نَجدِ النّجمَ
رجَعنا للعبارةِ قد كسَرَتنا الأيام
ونَحملُ ذاكرةَ الأهوارِ
وخَذلَ بنادِقَنا
لم نُسقِط في الغربةِ راياتِ القلبِ
عَبَرنا بلدانَ الحزنِ
كما تَعبُرُ كلَّ طيورِ الصبحِ
بِلا أوراقٍ
وسألنا الزورقَ والشاطئَ والليلَ
وقالوا أمسِ تسلقَ سِنجارَ
رأينا عَينيهِ كقنديلينِ
يضيئانِ القِمّةَ
عُدنا نَجترُّ الغربةَ ثانيةً
والنجمُ فقد ظلَّ هنالكَ
يرنو على كُردستانَ
بعيداً جداً
يَغمرُ ما بين النهرينِ
بنظرةِ عشقٍ
يَسكُبُ في تاريخِ اللهِ ثُقوب ..
أين هنالكَ مِن وطنٍ بين النهرينِ
يُضيئُ سوى وطني؟.
أولُ ما سَكَبَ الكونُ عليهِ
وآخرُ ما الكونُ عليهِ يذوب ..



#مظفر_النواب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا ترحلوا ..
- قل هي البندقية أنت .. عن الشهيد خالد أكر .
- البقاع ..البقاع ..
- مرثية لأنهار من الحزن الجميل ..في ذكرى اغتيال ناجي العلي .
- قصيدة عن ناجي العلي
- اخلع النعل أنت بقانا
- الحزن جميل جدا
- بنفسجة العتم
- إذا جئتم حانتي ..
- مملكة الأمس
- أشياء للتداول هذه الأيام
- إلى صديق ..
- وماهم ..ولكنه العشق
- زنزانته .. وماهم ولكنه العشق
- جنين ..
- سنان انطوان يحاور مظفر النواب .. الجزء الثاني والأخير
- سنان انطوان يحاور مظفر النواب .. الجزء الأول
- اسماعيل زاير في حوار مع مظفر النواب
- حوار مع مظفر النواب لعلاء المفرجي
- كيف نبني السفينة في غياب المصابيح والقمر


المزيد.....




- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مظفر النواب - عبر الخابور