سعاد درير
كاتبة وشاعرة وناقدة
الحوار المتمدن-العدد: 6660 - 2020 / 8 / 28 - 23:40
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
وجَعٌ يَجلدكَ، وآخَر يُداويك، وغيرهما معا يقف بك بين حَدَّيْ الموت والحياة، لكنك في كل مرة تَحلف ألاَّ تسمح لنفسك بأن تَنجو منك بعيدا عن سَوط عقابك..
مع كل قفزة على سُلَّم الحياة أراكَ تقف وقفة السُّور أنت المستعد لالتقاط درس آخَر، إنه الدرس الذي يرسم قبالتك شيئا من رمال صحراء المصير الذي ما عُدْتَ تشكّ في أنك مُلاقيه..
تتمرَّد أنتَ تمرُّدَ دودة زاحفة في اتجاه فَمك الذي تفغره كثعلب في طور القيلولة، وتَفرّ أنتَ أنتَ فِرارَ فأرٍ جَبان نسيَ أن يَموت بشرفٍ في حضن مصيدة أقسمَتْ ألا تتمدد تمدُّدَ أنثى هاربة إلى ذاكرة سرير الأحلام إلا والناس نِيام..
بين طلقة أغنية تحجّ إلى أقاصي الريف النفسي، وصفعة كمان بَلَّلَه الحنين إلى زمن التوبة من دقات ساعة العاطفة، ستَراني أتصبَّبُ إيمانا بكوكبك الهارب عن كرتي المعلَّقة، وسأشتاق، كم سأشتاق إلى أن أثبت للعالم الآخَر أنني أعرف كيف أنصهر تحت شلال الأمل الحالف أن يَرحل، وكيف أتقلَّصُ تقلُّصَ بيضة تَرقص رقصة الألم على ظهر مقلاة..
أقسمتُ الليلة أن أسمح لقلم الأيام بأن يَحلق شَعرَه الزائد مستسلما لحفاوة ترحيب منجرة القَدَر، ولن أتردد دقيقة واحدة في أن أُعلن ثورتي على كتاب حياة ما كنتُ لأشك لوهلة أنه ما كان لي..
«أُفّ»! يا لها مِن نكتة سخيفة!
مرة أخرى أراني أجتهد في تلطيف جَوّ مناخي النفسي خشيةَ أن تسقط دمعة ناقمة على الماضي الذي انتشَلَنِي من تحت طاولة الزمن وألقى بي في قلب مسرح الحياة لأدرّبَ فرقة العميان تحت أضواء السقوط المدَوِّي لكعب حذاء اليقظة الخائنة..
جربْتُ أن أكفر بكل ما في يَدِي، وندمتُ بعد أن اشتعلَتْ أوراقي تحت كثبان الشوق إلى شيء مِن حَطب القلوب الصالح للتدفئة في ليل الغربة.. جربتُ أن أبلغَ سقفَ الغرق، لكنني ما جرَّبْتُ المواء بحرارة رعشة قِطَّة مُفْلِسَة ضربَت لها ذكور القبيلة موعدا في صحن ليل التجربة الموحشة.. إنه يا صديقي ما بين ألِف وياء الموت..
عِدْنِي يا قطارَ الوقت بأن تَحترمَ رغبتي في سَفَرِ آَخَر إلى حيث لا عته ولا جنون، وهذه حقيبة ألوان قوس الحرية خُذها ولْنُغادِرْ قبل أن تخرج عن سيطرتنا نجومُ الحظ المتأهِّبة للوشاية بِنا في بَلاط القمر النائم..
#سعاد_درير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟