رزان الحسيني
كاتبة ادبية وشعرية، ومترجمة.
الحوار المتمدن-العدد: 6660 - 2020 / 8 / 28 - 15:49
المحور:
الادب والفن
هكذا، يولدُ طفلٌ ما
مُصَفَّداً بحبلٍ آخر، غير حبلهِ السريّْ
ولا يمتدُ من سِرَّتهِ، بل من رأسه
سرياً أكثر وغير مرئي، يُرى فقط
حين يطوف الطفلُ فوق سريرهِ، نائماً
فيقطعُ فوراً حبل الحياة،
ويظلُّ، حبل الموت الخفيّْ
يكبرُ معه ويتمدد، يأكلُ حين يأكل
يشرب حين يشرب، يعيش معه وبه
إلا إنّه لا يضحك أو ينام حين يفعل
يربضُ مراقباً له، حينها فقط.. يجدُ متعته الوحيدة
هكذا، يقولُ من لم يولد مع ذلك الحبل
إن الموت حالكٌ، مُخيفٌ، بشع
يمتص الروح من الجوف
ويقبعُ القائلُ خلف مكتبه، يكتبُ أبدا بحبرٍ فاخر
عن ذلك المخلوق المريع، دون أن يراه مرة
علَّهُ يُضيف معنىً على قصائدهِ
لم يجربُ يوما أن ينزل من علياء مكتبهِ
ويفترش الأرض، يكتبُ بقلمٍ حبرهُ من أوردته
على ما يرى من أنحاء جسده
لأن الأوراق الصفراء، لم تعد كافية
أن يُجلس حبلهُ الخفي أمامه، يتأملهُ
يحاول أن يتمعن وجهه ويدونُّ ما يرى
فتفرُّ الحروف هاربةً من بين أصابعهْ
بينما يجلس الموت مكانه، يبتسم بوداعة
ويساعده في إمساك الحروف الهاربة
#رزان_الحسيني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟