أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - عن أيِّ ضميرٍ مِهَنيٍّ تَتَحَدَّثونْ؟















المزيد.....

عن أيِّ ضميرٍ مِهَنيٍّ تَتَحَدَّثونْ؟


محمد كشكار

الحوار المتمدن-العدد: 6659 - 2020 / 8 / 27 - 11:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


فيلسوف حمام الشط يغنّي في المقهى، وجناحُه، مواطن العالَم، يردّ عليه!
قال الفيلسوف: كل الأجَراء يدخلون مؤسسات العمل الرأسمالية فقراءَ محتاجينَ، وكلهم يتقاعدون فقراءَ محتاجينَ، أما أربابُ العمل فيُنشئون مؤسساتهم وهم أغنياءٌ، ويتقاعدون منها وهم أغنَى من الأوّل مليونَ مرةٍ، وذلك بفضل تكديس الربح المتأتّي من القيمة التي أضافها العمال للسلعِ المنتَجَةِ بِعرقِ جِباهِهم.
Définition de la plus-value dans le vocabulaire marxiste: Différence entre la valeur des biens produits et le prix des salaires, dont bénéficient les capitalistes
المؤسسة الرأسمالية للعمل (مصنع، شركة، متجر كبير، إلخ.) هي إذن مؤسسةُ استغلالِ بامتيازٍ، فكيف تطلبُ من العامل أن يعمل فيها بضميرٍ مِهَنيٍّ؟ العملُ فيها هو نوعٌ من التعذيبِ والسُّخْرَةِ، فكيف تطلبُ من العامل أن يُمارسه بضميرٍ مِهَنيٍّ؟ إذا عَمِلَ العامل بضميرٍ مِهَنيٍّ، رَبِحَ الرأسماليُّ أكثر، فكيف تطلبُ من العامل أن يساعدَ بضميرٍ مِهَنيٍّ مَن يسرق عرقَه؟
L origine du mot travail vient du latin tripalium, qui était un instrument de torture à trois pieux. .. Le verbe travailler vient du latin populaire tripaliãre, qui signifie torturer avec le tripalium. Au XIIe siècle, le sens de travailleur devient plus moderne, signifiant celui qui tourmente. Au XXe siècle, le travail devient une sorte de corvée
لذلك تسعى كل النقابات في العالم للتخفيضِ من ساعات التعذيب، عذرًا أقصد العمل. مِن 12 ساعة في اليوم هبطت إلى ثمانية في العالَم أجمع، ومِن 40 ساعة في الأسبوع هبطت إلى 35 في فرنسا، ومِن ستة أيام في الأسبوع (يوم واحد راحة، الأحد) هبطت إلى خمسة في فرنسا أيضًا (يومان راحة، السبت والأحد). لو كان العملُ في مؤسسة رأسمالية واجبًا أخلاقيًّا لَطالبت النقابات بالزيادة في ساعات الواجِبِ.
الرأسماليُّ ليس غِرًّا فهو يعي جيدًا أنه يأكل حق العامل دون وجه حق، ويعي أيضًا أن العاملَ يكرهه كرهًا أعمَى، ولا يهمّه إذا كان للعاملِ ضميرٌ حيٌّ أو ميّتٌ لذلك نراه يحدّد مسبقًا للعامل "ياطاش" (Le travail à la tâche).
الخلاصة: عكس ما يعتقد الكثيرون، فكلما استيقظ ضميرُ العامل أكثر، قلَّ عملُه وإنتاجُه أكثر، وانخفض ربحُ الرأسمالي أكثر، بمعنى أوضح تقلّص هامشُ نَهبِه أكثر.
وسوسة الشيطان: في هذه الحالة يا كشكارْ، جميع الأنظمة الرأسمالية في العالَم ستنهارْ؟ "مَتِنهارْ أو تِخُشْ النارْ، وانا مالِي ، هي مِن بَئيّة عِيلْتِي ولّ مِن بَئيّة عِيلْتِي؟".

قال مواطن العالَم: أبصُم بالعشرة على كلام الفيلسوف لكن في مجال القطاع الرأسمالي الخاص فقط، وأضيف: ضميرُ الرأسمالي ضميرٌ أخلاقيًّا ميت. الرأسمالي يأكل عرق العامل ويدّعي أنه ولي نعمته والعكس هو الصحيح فالعامل هو ولي نعمة الرأسمالي، ولا وجود لرأسماليين دون عمال ولكن في المقابل نجد عمالاَ دون رأسماليين أعني بهم عمال وموظفي القطاع العام. فأي ضمير أولَى بأن ويُلامَ ويُستنهَض؟ ضمير صانع القيمة المضافة أي صانع الثروة (la plus-value)، أم ضمير سارق القيمة المضافة أي سارق عرق العامل؟
أما في مجال القطاع العمومي فلي رأيٌ آخرَ: لو فرضنا جدلاً -جدلاً يعني- أن الدولة المالكة لهذا اقطاع دولةٌ عادلةٌ اجتماعيًّا، فيُفترَضُ إذن أن العاملَ يعمل في ملكه، وتَعَبُه سوف يَرجعُ عليه بالفائدة غير المباشرة (مدارس راقية، مستشفيات عصريّة، طرقات سيارة مجانية، إلخ.)، في هذه الدولة الفاضلة أصرُخُ وأطالبُ بدسترةِ مَنْعِ الإضراب في مؤسساتها (التعليم، الصحة، ستاڤ، سوناد، تونيسار، الفسفاط، الڤمرڤ، إلخ.)، لكن والحال غير ذلك فأهلُ مكة، العمال، أدرى بِشعابها.
في الدول الشيوعية التي أمّمت القطاع الخاص بأكمله، فالمفروض إذن أن لا يُضرِبَ فيها أحدٌ، أما وقد خانت الطبقة العاملة (Le prolétariat ) وتحوّلت من رأسمالية الخاص إلى رأسمالية الدولة حيث تميّزت فيها طبقةٌ طفيليةٌ انتهازيةٌ ثريةٌ مُستهتِرةٌ (La nomenklatura )، فيحق فيها، ليس الإضرابُ فقط، بل التمرّدُ والعصيانُ والثورةُ والمحاسبةُ العادلةُ الصارمةُ غير العنيفةِ بدنيًّا، لكن دون تسامح الجبناء مع جلاديهم، عكس ما وقع عندنا في تونس داخل هيئة العدالة الانتقالية وخارجها.

البديلُ -في هذه الحالة- جاهزٌ: جاء من يسار ما قبل ماركس وانبثق عفويًّا مِن الذكاءِ الجَمْعيِّ الجِمنيِّ، بديلٌ يتمثّل في إنشاء تعاونيات الاقتصاد الاجتماعي-التضامني.
Les mutuelles comme la CNRPS et l`expérience de Jemna en Tunisie. En France, 12% de son économie est une économe sociale et solidaire
في التعاونيات وفيها فقط، يحق لنا أن نستنهضَ ضميرَ العاملِ، لأن ثمرةَ جهدِه ترجعُ إليه كاملةً غير مَنقوصةٍ، وكأنه يعمل في مِلكِه الخاص. أما تعاونية واحة ستيل بجمنة فقد فاق فيها التضامن كل الآفاق: جمعيةُ حماية واحات جمنة التي تُشرف وتسيّر التجربة، جمعيةٌ تضم عشرة أعضاء متطوعين عملوا مجانًا طيلة ثمان سنوات. واحة ستيل بجمنة تُشغّل 130 عاملاً مقابل الأجر الأدنى، عمالٌ من طينةٍ خاصةٍ لا يشبهون عمالَ التعاونيات الكلاسيكية في قطاع الاقتصاد الاجتماعي-التضامني (القطاع الثالث بعد الخاص والعمومي، قطاعٌ يخضع للتسيير الذاتي).
عمالُنا في واحة ستيل بجمنة (جمنة هي مسقط رأسي والتجربة تجربتي، أمنحُها مهجتي، أدافع عنها بأسناني، وأفديها بروحي)، عمالُنا لا يتقاسمون أرباحَ الواحة (قرابة المليار من المليمات في السنة بعد طرحِ المصاريف)، بل يتخلون طواعيةً عن حقوقهم فيها لفائدة المصلحة العامة لجمنة (أنجزت الجمعية سوقًا مغطى للتمور وقاعة رياضة مغطاة بالمعهد وقاعات بالمدرستَين الابتدائيتَين وسيارة إسعاف شبه مجانية، إلخ.).

خاتمة: عندما تُعمّم تجربة جمنة النوعية في الاقتصاد الاجتماعي-التضامني على كامل أملاك الدولة التونسية (500 ألف هكتار أراضي فلاحية خصبة + جميع مؤسسات القطاع العام المنتِج من الڤمرڤ إلى تونيسار)، عندها فقط حدّثوني يا جماعة عن الضمير المهني! والآن تصبحون على خير واتركوني الله يرحم والدِيكم ، تارة أبحِرُ دون زورق في عالَمي الافتراضي، وتارة أخرى أجنّح فيه دون جناحَين.

إمضائي (فكرة فيلسوف حمام الشط (ماركسي الهوى تعلّمتُ منه أعمقَ نقدٍ للماركسية)، تأثيث مواطن العالَم (مؤمنٌ بيسار ما قبل ماركس، يسار تعاونيات الاقتصاد الاجتماعي-التضامني))
أجتهدُ فإذا أصبتُ فلي الأجرُ الموعودُ، وإذا أخطأتُ فلي بعضُه!
و"إذا كانت كلماتي لا تبلغُ فهمَك فدعْها إلى فجرٍ آخَرَ" جبران



#محمد_كشكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طَرحٌ ضد التيّار!
- سؤال -امْحَيِّرْنِي-: لماذا كلما قلتُ لزميلٍ غير مختصٍّ في ا ...
- دردشة مقاهي بين فيلسوف حمام الشط (ماركسي) ومواطن العالَم (يس ...
- هو نارْ تِﭬْدِي... وأنا رْمادْ مْهَبِّي !
- الكَوْنِي يتجاوز الثقافي لكنه لا ينفيه
- -العنف الشرعي- الوحيد هو العنف ضد الوَسْواسِ الخَنّاسِ
- في انتظار الإصلاح التربوي الموعود، هل نستطيع بالموجود بلوغ ب ...
- الدين ليس مسألةً شخصيةً كما يعتقدُ اليساريون التونسيون، الدي ...
- الحزب الشيوعي والبوكت والوطد، أحزابٌ ستالينيةٌ، هي وحدها تقر ...
- الحرية والعدالة الاجتماعية قِيمتانِ نبيلتانِ، لكن للأسف لم ي ...
- في مقهى البلميرا، سُئِلَ فيلسوفُ حمام الشط: ما الفضيلةُ يا س ...
- المسلم الداعشي هو الإنسان الوحيد الذي يتمتع ب-حريته الطبيعية ...
- الأخلاقُ ليست معرفةً حتى ندرّسَها، بل هي فِعلٌ نمارسُه في ال ...
- هذه هي هيبة الدولة بالحق (أمريكا، 1957)!
- الفنّانون في المجتمع: هل يَصْلُحُونَ لِشيء؟
- إشكالية مطروحة منذ بداية التاريخ: هل نجحت الأخلاق الفلسفية أ ...
- اللغة العربية، التغيير والديمقراطية: أي علاقة؟
- الحداثة الغربية المعلّبة المعولمة غولٌ يغزونا بسهولةٍ وسيولة ...
- توضيح حول مقولة ماركس الشهيرة -الدين أفيون الشعوب- التي وظفه ...
- وددتُ لو تعددت العواصمُ في كل دولة؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد كشكار - عن أيِّ ضميرٍ مِهَنيٍّ تَتَحَدَّثونْ؟