أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - قاسم حسين صالح - كامل شياع..استذكار عاشق الثقافة والوطن














المزيد.....

كامل شياع..استذكار عاشق الثقافة والوطن


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 6657 - 2020 / 8 / 25 - 21:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


كامل شياع ..
استذكار لعاشق الثقافة والوطن
الواقعة:
في الساعة الثالثة من بعد ظهر (23 آب 2008) وعلى طريق محمد القاسم وسط العاصمة بغداد،أغتيل المستشار بوزارة الثقافة الشهيد كامل شياع برصاص مسلحين من مسدسات كاتمة للصوت..وسجّل الحادث ضد مجهول.
*
في العام 2004،كنت عضوا في هيأة الرأي بوزارة الثقافة التي كان يرأسها الصديق مفيد الجزائري،اذكر منهم الدكتور خزعل الماجدي والأستاذ محمد عبد الجبار الشبوط. تقدم نحوي شاب بشوش الوجه وسلم عليّ كأنه يعرفني من سنين.
دخلنا غرفته في الوزارة..كانت لا تتعدى مساحتها 3 في 4 مترا ،اقتطعت من ممر بحواجز خشبية..لتكون مكتب مستشار وزارة الثقافة!,, الأديب كامل شياع عبد الله السوداني.
توثقت الصداقة بيننا يوم عملنا معا في التحضير لأول مؤتمر ثقافي تقيمه وزارة الثقافة بعد التغيير،حضره مثقفون وفنانون ومقكرون من محافظات العراق كافة، ( وحدث في قاعة المؤتمر أن اصيب الراحل الفنان الكبير جعفر السعدي بوعكة صحية)..وخرج بتوصيات لو أنها اعتمدت لاستعادت الثقافة العراقية دورها الريادي عربيا وعالميا.
كان كامل..كامل الأخلاق..ودودا هادءا بقلب مفعم بالمحبة وعقل مزدهر بالفكر.فبعد ان عمل في الجزائر مدرّسا للّغة الأنجليزية،توجه في 1983 نحو مدينة لوفان الأيطالية ليحصل منها على شهادة ماجستير فلسفة في موضوع (اليوتوبيا ..معيار نقدي)، ويؤلف قاموسا (انجليزي – ايطالي – عربي) للسائحين ورجال الأعمال..ولتتنوع لديه مجالات المعرفة، من الفلسفة أم العلوم الى السينما والمسرح والفن التشكيلي..اوصلته الى ان يحقق مكانة مرموقة بين الجاليات العراقية في بلدان المنافي واوربيين من جنسيات متنوعة،ومكنته ان يكون محاضرا مطلوبا في الندوات والمؤتمرات الثقافية وصاحب برامج في راديو(أف،آر،تي الدولي في بروكسل) وقسم التلفزيون الدولي لوكالة اسوشيدتد برس ،وكاتبا لصحيفة (الحياة) اللندنية ومجلات:الوسط ،ومواقف، والثقافة الجديدة التي يصدرها الحزب الشيوعي العراقي والتي عمل فيها كامل من يوم كان عضوا في الحزب في سبعينيات القرن الماضي الى ان صار عضوا في مكتبه السياسي.
وكان من بين أهم مؤلفاته (تأملات في الشأن العراقي) و(قراءات في الفكر العربي والأسلامي) و(الفلسفة ومفترق ما بعد الحداثة)،وأخرى يعمل اخوه فيصل على توحيدها وتقديمها للطباعة..واخرى تعطيك اليقين بان كامل شياع كان مثقفا من طراز رفيع..واستنتاجا مأسويا، ان كل مثقف منفتح يعمل على استعادة دور الثقافة العراقية في بناء الانسان والمجتمع واشاعة ثقافة الحب والجمال والحياة،يكون هدفا للتصفية من سلطة احزاب اسلامية اعتبرت العراق غنيمة لها وتقاسمت مؤسساته بين عوائل قادتها! ،بدأتها مبكرا بالمفكر قاسم عبد الأمير عجام في بابل (2004)، مرورا بعلاء مشذوب في كربلاء 2009، وصولا الى الدكتورة رهام يعقوب في البصرة (2020).. الى الأسماء التي ستكتب على لافتات المتظاهرين (انا الشهيد التالي!)
ومع ان كل مثقف تقدمي هو مشروع شهيد في ظل قادة احزاب وكتل سياسية مصابة بحول عقلي، ومنغلقة على معتقدات ماضوية وخرافية، ومأزومة بعقدة الضحية التي تبرر لها الاستفراد بالسلطة والثروة، الا ان خوفي عليه دفعني الى ان انصحه بمغادرة العراق في الوقت الحاضر، فكان جوابه لي انه عاد برسالة عليه ان ينجزها وان كلفته حياته..وكانت رسالته: ايمانه بأن الثقافة هي التي تمنح الانسان الوعي في صنع حاضر ومستقبل العراق،وتجعل الآخرين مثله ..يعشقون الحياة والحب والجمال.
وكان اوجع لقاء به يوم فارقنا الأديب الكبير والأكاديمي المرموق الصديق الراحل الدكتور عناد غزوان.افجعني خبر موته،فاسرعت لأصل بيته مبكرا في مدينة الشعب..كان مسجى في تابوته تعلو وجهه ابتسامة لا تفارقه استحضرت لحظتها نكاته يوم كنا معا استاذين زائرين بجامعة صنعاء باليمن.وكنا بداخل الغرفة ستة..نرفع التابوت مكبرين ونعيده مهللين مغردين بدموع احبة مفجوعين.
وحين حانت لحظة التشييع واكتمل المشيعون،اتصلت بكامل لأبلغه بضرورة الحضور ممثلا لوزارة الثقافة،وكان يومها الأمن مفقودا وخطر جدا على شخصية مستدهفة مثله. بعد اقل من ساعة وصل كامل ليشارك في موكب التشييع..رغم انه ما كانت له صلة معرفة شخصية بالعالم الكبير عناد غزوان.
وافترقنا على أمل ان نلتقي ليفجعني خبر استشهاده..والأوجع ان الحكومات المسؤولة عن حياة مواطنيها لم تصل طوال عشر سنوات الى قتلة كامل..لتسجل كلها ضد مجهول، من كامل شياع وعلاء مشذوب الى رهام يعقوب..والتالي الذي قد يكون أنت أو أنا!
*
كامل ..في بيتي



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون مناهضة العنف الأسري - تقويم وتحليل سيكولوجي(2)
- هيبة الدولة..من أضاعها؟
- و..أنت ماذا صنعت؟
- قانون مناهضة العنف الأسري العراقي- تقويم وتحليل سيكولوجي
- الأنتخابات المبكرة..من سيربح الفوز؟ قراءة سيكولوجية
- نعيمة البزاز..آخر الأديبات المنتحرات!. دراسة في انتحار الأدب ...
- العنف في الشخصية العراقية..وراثة أم سلطة؟
- حكايتي مع المدى..لمناسبة دخولها السنة الثامنة عشرة
- دورات تثقيفية لأفراد الأجهزة الأمنية
- الأديان والألحاد..وصنعة الموت
- قراءة في كتاب (الفساد في العراق)- د فجر جودة النعيمي
- الحاكم والذمّة وساسة الشيعة - مكاشفة صريحة (2)
- الحاكم والذمّة وساسة الشيعة-مكاشفة صريحة(1)
- العراقيون و..حسبنا الله ونعم الوكيل
- مصطلح (الجائحة) ليس صحيحا.قضية للمداولة
- لهذا السبب..يكرهون عبد الكريم قاسم
- ع علي الوردي..تعريف لشباب وثبة تشرين و..آخرين
- الطغاة زائلون والعلماء خالدون- علي الوردي انموذجا
- كتب مظهر عارف
- أحزاب الأسلام السياسي و ..الفاشية


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - قاسم حسين صالح - كامل شياع..استذكار عاشق الثقافة والوطن