|
قرآن عبدالله بن مسعود - 1
كامل علي
الحوار المتمدن-العدد: 6656 - 2020 / 8 / 24 - 17:43
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
مقدمة: ذكرت بعض مصادر ألتراث ألإسلامي بأنَّ الخليفة عثمان بن عفان، أمر أثناء جمع ألقرآن بإتلاف جميع نسخ ألقرآن التي تختلف عن ألنسخة التي كانت محفوظة عند حفصة بنت عمر، (زوجة ألرسول محمد ) وألتي أعتمدها كأساس لجمع ألقرآن، ومن جملة هذه ألنسخ قرآن أبن مسعود وأُبَي بن كعب وأبي موسى عبدالله ألاشعري وغيرهم. ذكرت دائرة المعارف الإسلامية التفاصيل حول الاختلافات الموجودة بين المصاحف ألتي كانت في الساحة أثناء الجمع، فقد جاء في (ج26 ص 8177): معظم ما تردده المصادر متعلق بالاختلافات بين: 1- مصحف ابن مسعود الذي كان شائعاً في الكوفة. 2- ومصحف أُبَيِّ بن كعب الذي كان شائعاً في الشام. 3- ومصحف أبي موسى عبدالله ألأشعري الذي كان شائعا في البصرة. وذُكرِت في الموسوعة بأن هذه القراءات أو المصاحف كانت موجودة في زمن النبي: 1ـ بالنسبة لعبد الله بن مسعود (توفى سنة 33 هـ /653م) الذي كان رفيقاً للرسول في حله وترحاله والذي كان من أوائل من فسروا القرآن، قيل عنه، أنَّه سمع سبعين سورة مباشرة من النبي، وكان من أوائل من دخلوا في الإسلام، ومن العشرة المبشرين بالجنة، وكان من كتّاب الوحي، وكان إماماً في الفقه والحديث وقد رفض عبد الله ين مسعود تنفيذ أوامر عثمان بن عفان بإتلاف مصحفه. 2ـ أما أبيُّ بن كعب (المتوفي 18 هـ / 639م أو 29 هـ / 649م) فقد بايع الرسول، وشهد بدراً والغزوات كلها وأصبح من كتاب الوحي، وكان أحد فقهاء الصحابة وكان يفتي في عهد الرسول واشترك في جمع القرآن على عهد الرسول وكان مصحف أُبيَّ في بعض الأحيان يُذكَر بدلاً من مصحف حفصة. 3ـ أما أبو موسى عبد الله الأشعري (توفى سنة 42 هـ / 662م) فكان يمنياُ وكان مصحفه مقبولاً في البصرة، وطلب من أتباعه عند وصول مندوب عثمان بن عفان حاملاً معه النسخة المعتمدة من القرآن، ألا يحذفوا من مصحفه شيئاً (أي من مصحف أبي موسى) حتى لو لم يجدوه في مصحف عثمان، أما ما يجدوه في مصحف عثمان ولم يجدوه في مصحفه (مصحف أبي موسى) فليضيفوه. لذا كان مصحف أبي موسى الأشعري ضخماً وكان يحتوي على السورتين الزائدتين في مصحف أبيِّ بن كعب بالإضافة لآيات أخرى غير موجودة في المصاحف الأخرى. عندما توفي النبي محمد كان القرآن محفوظا في الصدور، ومكتوبا في الرقاع واللحاف والعسب وأكتاف ألعظام، لكنه كان مفرقا ولم يكن مرتبا في مصحف واحد على عهد النبي محمد، ونتيجة لوفاة كثير من ألصحابة ألذين كانوا يحفظون ألقرآن في صدورهم في حروب ألردة ونتيجة لتوسع ألدولة ألإسلامية بعد فتح ألأمصار كالشام والعراق ومصر بدأت الخلافات تظهر حول نصوص ألقرآن لذلك قرر ألخليفة عثمان بن عفان جمع وتوحيد نصوص ألقرآن في مصحف درءا للتفرقة بين المسلمين، ثم أرسل عثمان النسخ إلى مكة والشام والبصرة والكوفة واليمن والبحرين، وأبقى عنده في المدينة مصحفًا واحدًا. ألصياغات والقراءات ألغير ألعثمانية: ألنص العثماني لم يكن موحدا تماما. وبحكم أنًّ غالبية النسخ كانت متكافئة فقد كان هذا النص يحتوي على صياغات وعلى تأرجحات في ألهجاء، تكاثرت عند النَسخ من هذا النص ألأصلي، ففي كتاب "فضائل ألقرآن" لأبي عبيد (ت 223 أو 224هجرية)- مخطوط برلين 451 حيث يحتوي هذا المخطوط على أكثر من مئة صياغة أو قراءة مختلفة عن النص العثماني بالسواكن التي تروى، بحسب التقليد، عن الصحابة وفي جزء منها عن النبي. ويتكرر ذكر نسخ قرآن أبن مسعود وأبي بن كعب. أدرج ألطبري قسما كبيرا من مادة الموضوع في شرحه للقرآن، ومن التفاسير المتأخرة يتميز شرح الزمخشري بثرائه الفائق بالبيانات المطلوبة في موضوع ألصياغات والقراءات ألغير ألعثمانية. نص عبدالله بن مسعود: من بين الأعداد الكثيرة للكتابات والقراءات غير العثمانية تستحق مجموعتان منهما معالجة منفصلة، وهاتان المجموعتان هما تلك المنسوبتان لأبن مسعود وأبي بن كعب. يعود هذا التخصيص إلى ما روي عن الرجلين بأنَّه كان بحوزة كل منهما نسخة من المصحف. ويحق هنا التساؤل عما إذا كانت الكتابات والقراءات المنسوبة لهما جاءت من نصوص مصاحفهما. لكي نقترب من الإجابة على هذا السؤال يتعين علينا أولا تجميع الكتابات والقراءات المروية، كلما كانت تختلف عن السواكن في النص العثماني ثم نوضحها بإيجاز. سنبدأ في هذه المقالة بنص عبدالله بن مسعود. ملاحظة: الكلمة أو ألجملة ألأولى في أدناه هي المذكورة في مصحف عثمان، أما التالية فهي المذكورة في مصحف أبن مسعود والكلمات أو ألجمل ألتي تحتها خط تشير إلى موضع ألإختلاف. - سورة الفاتحة: - 1: 6. "أهدنا الصراط المستقيم". "أرشدنا الصراط المستقيم". - 1: 7 "ألذين أنعمت عليهم". "من أنعمت عليهم". بالنسبة للروايات التي تذكر عدم وجود سورة الفاتحة في قرآن أبن مسعود فقد قال جلال الدين السيوطي: "وأمّا إسقاطه الفاتحة فقد أخرجه أبو عبيد بسند صحيح وكان قد ذكر الرواية قبل ذلك". إنَّ سبب عدم وجود سورة الفاتحة في قرآن أبن مسعود هو إدعاءه بأنّها دعاء كان يدعو بها النبي، ونظرا لكون المتكلم في ألنص هو الإنسان وليس ألله فحجة أبن مسعود تبدو منطقية، لهذا ذكر جلال ألدين المحلي في تفسيره " الجلالين ألميسر": ويُقدّر في أولها (قولوا) ليكون ما قبل "إيّاك نعبدُ" مناسبا له بكونه من مقول ألعباد. - سور البقرة: - 2: 20 " يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ". " يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْتطَفُ أَبْصَارَهُمْ". - 2: 222. "فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ". "فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حتى يتطهرن". - 2: 61. "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ". "وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَثومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا "، (أي ألشكل الفصيح للكلمة بدلا من شكلها في اللهجات أو الشكل الفردي). - 2: 100. "وَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ ". "وَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نقضه فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ "، (مرادف أكثر شهرة). - 2: 106. "ما ننسخ من آية أو نٌنسها نأت بخير منه أو مثلها". "ما نُنسٍك من آية أوننسخها نجيء بمثلها"، (نص أيسر وأسهل على الفهم لموضع مختلف عليه). - 2: 198. بعد "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ". يُضاف "ومن تاجر فلا إثم لمن أتقى ألله"، (إضافة إيضاحية). للبحث صلة..... المصادر: - تاريخ ألقرآن................... تيودور نولدكه. - دائرة المعارف الإسلامية (ج26 ص 8177).
#كامل_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألغموض في ألقرآن -2
-
ألغموض في ألقرآن -1
-
أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -3
-
أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -2
-
أسطورة بناء الكعبة والحجر ألأسود -1
-
ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-5- - مدعي المهدوية في الإسلام
-
ألعقائد ألمسيانية أوألمهدية-4- الإسلام
-
ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-3- المسيحية
-
ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-2- اليهودية
-
ألعقائد ألمسيانية وألمهدية-1
-
ألشيخية - ألبابية والبهائية -8– ألبهائية
-
ألشيخية - ألبابية والبهائية -7– ألبهائية
-
ألشيخية - ألبابية والبهائية -6– ألبهائية
-
ألشيخية - ألبابية والبهائية - 5- قرة ألعين
-
ألشيخية - ألبابية والبهائية - 4- قرة ألعين
-
ألشيخية - ألبابية والبهائية - 3- ألبابية - قرة ألعين
-
ألشيخية - ألبابية والبهائية -2- ألبابية
-
ألشيخية - ألبابية والبهائية -1
-
ألحكمة ألتاوية ووحدة ألوجود -2
-
ألحكمة ألتاوية ووحدة ألوجود -1
المزيد.....
-
آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد
...
-
الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي
...
-
فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
-
آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
-
حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن
...
-
مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
-
رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار
...
-
وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع
...
-
-أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال
...
-
رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|