ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 6655 - 2020 / 8 / 23 - 14:40
المحور:
الادب والفن
أمشي فوق الماء
وأغيبُ برائحةِ الطينْ
في محض اللَّوْن
كنت أتأمل في الأفق :
كيف انبثق الأخضر في التلوينْ ؟
في رفة ذِّكْرَى قُرْبَ الغيم
إنِّي أسمعُ ھمسَ الآثاريين
أسمع أنات التاريخ المذبوح
حزّ التدليس المطعون بالتزوير والتهجينْ .
ما أعظم تاريخ الأرض
تاريخ الأثر ، الضوء
اقتادتني روحي نحو الرقُم الأولى
صحتُ :
نحن شجر الأرض ،
نفح الألواح ألطينيةْ
أوقدنا نبض الماء
ومنحنا للريح هويةْ
ونسخنا صورتها
في صوت النايات سبيَّةْ
ورزقنا النَّھْر خريراً
يرسم معنى الحريةْ
.....
لكن الشاطئ ينأى..
والزمن الآتي من غير رتاجْ
ما أسهل أن يتغير مجرى النهر
وينتحب النجمُ الوهّاجْ
ما أشقى النهر حين يغير مجراه ..
مَلحَ الماء ، جثثٌ تطفو ، لضباعٍ و نمورٍ ، ونعاجْ
وطفا رغو الأسماك النافقة
ما بين قوارب لا تعرف أين تسير
أين جهات الريح
في صخب الأمواجْ ؟
ماذا تصنع جمهرة الصيادين ؟
ماذا يفعل مَنْ لا يحسنُ فن العَومْ؟
قد ينجح في الحب ..
ويموتُ بحسرته مثل الشعراء
.....
دعني أغفو فوق الماء
يا حلم الألق المكنوزْ
ما أحزنني الآن ..
كان الليل من أجمل أصباح الدنيا
حين يمشّطُ شعر الشمس المَلْزوزْ
في ينبوع الطوفان
أو في بهجة عشتار وتموزْ
وئد النهر فبأي مياهٍ تغتسلُ الروحُ
وبأي الأنهارِ أروي عطشي
من بئرٍ أو حتى من كوزْ
مَنْ يسمع نزفي في هذا العصف ؟
انطفأ النور ، واجتثّوا الأشجار ،
لم يبقوا نخلاً كي
أنشر فوق السعفات الثكلى مِحَني
أو نافذةً تحضن قلبي ، فأشاهدُ منها وطني
......
٢٢آب ٢٠٢٠
" عبدالمنعم حمندي "
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟