أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - آفاق التعايش العربي - الكردي في سورية















المزيد.....


آفاق التعايش العربي - الكردي في سورية


معقل زهور عدي

الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يحتاج الأمر لشيء من الخروج من أسر حوار الطرشان الدائر حاليا بين بعض النخب الكردية والعربية ، والتأمل في مستقبل التعايش العربي – الكردي في سورية ، فالأكراد لن يهاجروا من سورية وكذلك العرب بالطبع ، وهم محكومون بالتعايش الذي استمر مئات السنين دون ان نسمع في التاريخ عن اضطهاد العرب للكرد أو الكرد للعرب ، ما نعرفه هو تاريخ مشترك لعب فيه الأكراد دورا هاما وايجابيا في الحضارة العربية الاسلامية ، وشاركوا فيها في الغنم والغرم ، في الدفاع عن الأرض والقتال ضد الغزاة كما فعل نور الدين الشهيد وصلاح الدين الأيوبي وصولا الى ابراهيم هنانو ، وفي تبوء الحكم وانشاء الممالك والدول ومنها مملكة حماة الأيوبية التي يعتبر أحد ملوكها الكردي ( أبو الفداء ) رمزا للعدل ومحبة الحضارة والعلم والأدب العربي حيث لم يكن في ذلك الوقت لحسن الحظ مكان للمتعصبين الأكراد الذين ظهروا ( لسوء الحظ ) في عصرنا أمثال الذين يحاولون في كردستان العراق اليوم محو كل ماهو عربي بدءا من الأبجدية وليس انتهاء بغسل التاريخ من كل ما هو مشترك وثمين بين العرب والأكراد ، وفبركة تاريخ آخر يشطب أكثر من ألف عام ليعود لفضاء الألف الثاني قبل الميلاد في رحلة اسطورية على خطى بعض المارونيين المتعصبين الذين قفزوا فوق أصولهم القبلية العربية ( عشائر عربية سكنت أواسط سورية قبل هجرتها الى لبنان ) ليحاولوا فبركة تاريخ خاص يتماهى مع الحضارة الفينيقية ، وينقطع بعدها لعدة آلاف من السنين حيث لاشيء سوى عروبة بدوية صحراوية تنتظر مخلصا حضاريا مثل فرنسا .
باستثناء مسألة تجنيس الأكراد غير المجنسين ( وقد كان عدم تجنيسهم بالطبع خطأ غير مبرر ) ، والسماح للأكراد بالتمتع بلغتهم وثقافتهم ، لاتوجد في سورية مشكلة كردية حقيقية سوى ما تريد بعض النخب النفخ فيه متشجعة بالحالة الكردية في العراق دون ادراك للفرق الكبير بين وضع الأكراد في العراق ووضعهم في سورية ، ومتشجعة – ولنكن صريحين – بالحملة الأمريكية على العراق والمنطقة ، معتبرة ان الفرصة قد لاحت للاستقواء بالأمريكان وحلفائهم لانتزاع حقوق غير حقيقية والانقلاب على التعايش العربي – الكردي .
تمثل مثل تلك النزعة اتجاها انتهازيا مكشوفا ، ومحاولة لصعود نخب كردية نحو الثروة والسلطة كما حدث في كردستان العراق ، بالتحالف مع الأمريكان وانتهاج سياسة فرض الأمر الواقع حيث لاحاجة للوقوف عند المبررات التاريخية ، أو الحقائق الديمغرافية ، ولا لضرورات التعايش المستقبلي بين الأكراد والعرب .
لايمكن تأسيس التعايش سوى على الوضوح ، والعقلانية ، والتسامح ، ولللأسف فان ذلك لم يتوفر حتى الآن ، كل ما أمكن انجازه هو اقامة بعض جسور الحوار وهو انجاز هام بحد ذاته ، لكن البقاء عنده لن يقدم الشيء الكثير في النهاية .
من وجهة النظر العربية لايمكن القبول بفكرة كردستان الغربية بأية طريقة ، دع عنك مسألة التاريخ ( وقد قرأت كثيرا مما كتب عن الحوريين والميتانيين كأصول محتملة ( غير ثابتة علميا ) للأكراد فضلا عن أن وجودهم ( الحوريين والميتانيين )قد تلاشى تماما بما يزيد عن ألف سنة قبل الميلاد حين بدأت القبائل الآرامية السامية تكتسح منطقة الجزيرة وبلاد الشام لتهيمن فيها هيمنة ديمغرافية وحضارية تامة حتى قضت على ممالكها الحملات الآشورية المتعاقبة دون ان تستطيع القضاء على الوجود الاجتماعي والحضاري للآراميين والذي استمر طاغيا حتى الفتح الاسلامي لنصيبين التي كانت حاضرة الجزيرة ثم أصبحت مركزا هاما لترجمة الكتب من السريانية الآرامية الأصل الى العربية .
فاي منطق يمكن أن يتسا هل بشطب تاريخ مستمر يمتد من 1200 سنة قبل الميلاد على الأقل لصالح فترة محدودة قبله تلاشى وجودها الحضاري بصورة تامة ، هذا ان كان في نظرية الحوريين والميتانيين كأصول للأكراد شيء من الحقيقة وهو أمر غير مؤكد علميا حتى الآن .
أعود للقول بغض النظر عن المسألة التاريخية هناك وقائع ديمغرافية قاسية بالنسبة لأصحاب فكرة كردستان الغربية ، فنسبة الأكراد في الجزيرة لاتكاد تصل الى 50 بالمئة عدا مدينة القامشلي ، فلو اننا افترضنا كيانا كرديا هناك لكان لديه قومية أخرى تصل نسبتها الى مايزيد عن 50 بالمئة ، واذا أصرت تلك القومية على حقوقها في تقرير المصير فلن يبقى من كردستان الغربية شيء ، فهل يخطط المتعصبون الأكراد للتخلص من القومية الأخرى بواسطة التطهير العرقي ؟
واقعيا لايوجد بلد في العالم يتمتع بنقاء عرقي ، واذا أردنا اعادة تقسيم الدول حيثما ثمة أقلية عرقية لما بقيت دولة واحدة على وجه الأرض ، ويغدو الأمر أكثر عبثية حين تكون الأقلية بحدود ال10 بالمئة وموزعة على مناطق واسعة ضمن الدولة كحال أكراد سورية .
اذن أقول بصراحة ان التمسك بفكرة كردستان الغربية ، وبناء خطاب سياسي مزدوج يلمح تارة الى مفهوم الوحدة الوطنية وتارة الى الحق في الانفصال في كردستان الغربية لايصلح أساسا لبناء الثقة واستمرار الحوار.
الأمر الآخر الهام أننا نريد تعايشا كما تعايش الشعبان مئات السنين ، تعايش الارتباط بالأرض والدفاع المشترك عنها بوجه الغزاة والطامعين ، تعايش وحدة المصير الذي لايمكن تأسيسه حين يرسم طرف سياسته المعلنة أحيانا وغير المعلنة أحيانا أخرى على أساس الاستقواء بقوى الهيمنة الأمريكية ووجودها العسكري الاحتلالي في العراق.
مثل تلك السياسة قصيرة النظر سوف تنهار مع انهيار احتلال العراق الذي بدأت تظهر بوادره مع العجز الأمريكي على السيطرة واستمرار المقاومة وتجذرها .

باختصار الشراكة في الوطن الواحد بعيدا عن أية أفكار انفصالية وبوضوح ، والانخراط في نهج مقاومة مشروع الهيمنة الأمريكي للمنطقة وأدواته ومنها احتلال العراق هما معا أساس بناء الثقة والتعايش بين الشعبين الشقيقين العربي والكردي ولئن كان ذلك لايناسب بعض النخب الكردية الطامحة للصعود للثروة والسلطةعلى أكتاف الجماهير الكردية الفقيرة عن طريق شحنها بالتعصب القومي فهو بالتأكيد يناسب تلك الجماهير ومصالحها البعيدة المدى ، كما يناسب الجماهير العربية التي تحب انتماءها وتتمسك به بقدر ما تمقت التعصب القومي أيا كان مصدره.





#معقل_زهور_عدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور -2/3
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور 3/3
- الطبقة الوسطى في سورية - الواقع والدور 1/3
- استفتاء نحو الهاوية
- الصراع الاجتماعي والانقسام الطائفي
- من يسعى لشق المعارضة في سورية
- استدعاء التدخل
- لماذا تئن النواعير
- أكرم الحوراني - استعادة رجل واستعادة مرحلة
- في ضرورة الاختلاف
- تحولات العقل العربي
- لماذا الحديث عن تأسيس تيار وطني ديمقراطي اجتماعي في سورية
- حول المسؤولية في التطاول على النبي الكريم
- درس في الديمقراطية من القدس
- نقد الفكر المعارض في سورية
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- هوامش على كتاب سمير امين وفرانسوا اوتار ( مناهضة العولمة – ح ...
- السباحة عكس التيار
- خيارات اعلان دمشق


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معقل زهور عدي - آفاق التعايش العربي - الكردي في سورية