نور العذاري
الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:38
المحور:
الادب والفن
جنوب الوطن المحترق..
..............................
..
صديقتي القديمة..
أمام حائط مبكانا..
وهياكل الجياع التي اختطفتها يد المنون. كلص محترف..
لتصنع منها دمىً للموتى القادمين الينا من أرض المجاهيل..
أكفانهم متسخةٌ غيلةً وغدراً..
أظافرهم طويلة كسل النخيل...
والسم يقطر من شفاههم...
دخلوا علينا في ليلة ظلماء..
أفل قمرها وغاب...
دخلوا علينا جائعين لسرقة هذه المدينة التي حباها الله من الجمال الشيء الكثير..
صديقتي الأجمل..
من بين الأزقة التي لم نعد نشم رائحتها الزكية.. من بعد ما جرف ساكنيها الطوفان..
وأحاطتها من كل جانب.. قطع من قماش.. أسود.. أبيض.. أزرق.. أحمر.. وأصفر..
ألوان لم نعد نميز فيها إلا لون الدم...
غبار ورائحة منبعثة من لحىً كثة وأفواه مفتوحة كمقاعد المراحيض..
من بين هذه الأزقة التي تلوح في نهاياتها قباب ذهبية..
ومآذن ممتدة الى السماء كأيد تطلب النجاة قبل أن تغرق...
أخرج اليك صديقتي العزيزة...
مهرولاً.. متعباً..
أحمل أحلامي عن الأطفال الذين يلعبون على شواطئ البحيرات الجميلة..
وعيناي.. مفتوحتان كصفحتي كتاب ملؤه العشق والحنين..
إيهٍ صديقتي..
سنين مرّت..
وأنا أفتش عن المجهول في حياتي..
كمن يفتش عن إبرةٍ في كومة قش..
أحلامي كبيرة جداً بحجم هذا الكون الرحب...
وأفكاري مبعثرة كخصائل شعرك الغجري التي تلاعبها الريح..
أيتها الصديقة التي ظهرت لي من عالم الوحدة والجنون..
سنين تمر.. وتمر..
وأنا أركض نحو الشمس...
أبحث عن جزيرة خضراء..
لا يغتال ساكنوها الحب.. ولا تقتل فيها زهيرات الدرّاق..
ولا تهاجر عصافيرها نحو السماء.. كدموعي!!...
هناك سأنتظرك.. صديقتي الأوحد...
لتخرجي الي كحورية البحر البيضاء.. من أعالي البحار السحيقة الموغلة في القدم..
حينها سأحملك بين ذراعي كأمير روماني من عصر الحرية
سأراقصك.. سأقبلك..سأنتزع وردة الخجل النابتة في جبينك العالي..
كقرص الشمس..
سأمارس معك الحب بطريقة عصرية لم يألفها ساكنوا مدينتنا المنطوين على أنفسهم.. كما الثعبان..
وسأنادي بأعلى صوتي.. أحبك.
أحبك......... أ.....ح..... ب..... ك.............
#نور_العذاري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟