أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الثورة والظهور (يزيد والحسين وصاحب الزمان) قصيدة للشاعر العراقي حسين مردان














المزيد.....

الثورة والظهور (يزيد والحسين وصاحب الزمان) قصيدة للشاعر العراقي حسين مردان


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 6653 - 2020 / 8 / 21 - 12:05
المحور: الادب والفن
    


الثورة والظهور
( يزيد والحسين وصاحب الزمان )
قصيدة للشاعر العراقي حسين مردان (1927- 1972)
مقداد مسعود
هذه القصيدة، مغروسة في ذاكرتي، منذ قراءتي لها وأنا في الثالث المتوسط في ديوان(طراز خاص) للشاعر حسين مردان، وعلى ذمة ذاكرتي المثقبّة الآن كان الديوان الأنيق الحجم والغلاف من منشورات دار صادر في بيروت، وتسبق القصائد مقدمة نسيتُ للأسف اسم كاتبها. لكن ثمة نصف سطر يتوهج للآن في ذاكرتي وبحق هو مفخرة لنا وللشاعر الكبير حسين مردان – طيّب الله ثراه – القائل هو الفيلسوف الفرنسي الوجودي : ( الشاعر حسين مردان هو بودلير العراق).. لكن السؤال لماذا مازالت هذه القصيدة تتوهج في ذاكرتي وارددها كلما تشوّقتها؟ هناك قصيدتان في الديوان نفسه تتناول فاجعة كربلاء من منظور آخر: (نبوءة عن الشمر) مكتوبة في 1962(هوسة للعباس) .. في 1966
لا جواب َ لديّ على سؤالي لحد هذه اللحظة .
(*)

منذ ألف عام،
أو يزيد
كان هنا يزيد
يجلد وجه سيدي (الحسين) بالسياط
ويقطع النياط
في كل قلب أبيض.. لينزل الستار
على القذى في مقلة النهار
لكنه العياط
جرثومة تنقلها النساء للصغار
فلم نزل ندعوا الى الجهاد
ولم نزل نريد
اضاءة البيوت للجميع
ولم يزل يزيد
يولد كل عام
يحمل فوق كفه الجذام
ليفتح القماط
عن كل جرح أسود الصديد
ولم يزل سيدنا شهيد
يقتل كالأمس ... لكي نحيد
عن دربه..
ليلمع الثأر على السنان
لا.. لم نعد نحتمل المزيد
والأعور الدجال في البلاط
يوزع النقود
ويشتري سواعد الجنود
لتحرق الخيام
وتغرس المسمار في العظام
فلينهض النيام
ولتبصق الأفعى على الطعام
فالأرض منذ عاد
لم تنبت الافراح للعبيد
وليصمد الطغام
فأنني ابصر من بعيد
في أفق (سامراء) طيف صاحب الزمان
يخرج من سردابه القديم
(*)

حسب قناعتي مازالت القصيدة متوهجة. وماتزال تخاطبنا جميعا القارىء العادي والقارىء القياسي..وإذا سمعهاا الإنسان الأمي فيسكون مشدودا للقصيدة أيضا ويطالبنا بتكرار قراءتها وهذا الامر حدث معي كثيراً ..
(*)
للقصيدة نسيج حكائي تاريخي عراقي تتمحور على تلك الثورة المغدورة التي دشنت على يد الحسين بن علي – عليها السلام – الجسارة الثورية الأولى في تاريخ الإسلام ..
(منذ ألف عام
أو يزيد
كان هنا يزيد )
الشاعرحسين مردان في تناوله للتراجيديا الحسينية، يختلف عن المؤرخ وعن مجالس العزاء وما يجري هو اختلاف وليس خلافا .فالشاعر له أدواته الشعرية، يتناول فيها (الفتنة الثانية)* ..ولا يكتف ِ بذلك فالتاريخ يعيد انتاج مفاسده في حيواتنا
(ولم يزل يزيد
يولد كل عام)
وكل طاغية لا يكتمل من غير ضحاياه وهذا الاكتمال هو أكتمال المنقصة الأخلاقية
(ولم يزل سيدنا شهيد
يقتل كالأمس .. لكي نحيد
عن دربه
ليلمع الثأر على السنان)
هنا نلاحظ أن سيرة التاريخ الإسلامي سيرورة هيغيلية . نسبة للفيلسوف هيغل الذي يقول
أن التاريخ يعيد نفسه دائما...
(*)
القصيدة قصيرة بتكثيف وليس بإيجاز، فالثاني يتسبب الأغماض وليس الغموض الشعري الشفيف
(*)
على قصرها : القصيدة مزدانه بعلاماتيات ثرة توصل شحنتها للكافة قبل الخاصة من الناس :
*الأعور الدجال
*الأفعى
*حرق الخيام
*سامراء
* صاحب الزمان
*سردابه القديم
هذه العلاماتيات : غدت من الثقافة الشفاهية العراقية والضوء الذي في آخر النفق هو
حين يتحول صوت الشاعر حسين مردان إلى صوت الكورس المسرحي مرة ً يصف مفسدة وأخرى يبشرنا بالانقضاض على المفسدة ..
*توصيف المفسدة
(والأعور الدجال في البلاط
يوزع النقود
ويشتري سواعد الجنود
لتحرق الخيام
وتغرس المسمار في العظام )
*توصيف التحريض
(فلينهض النيام
ولتبصق الأفعى على الطعام
فالأرض منذ عاد
لم تنبت الأفراح للعبيد
وليصمد الطغام )
هنا الخطاب من الفرد إلى المتعدد : أفراح / عبيد/ طغام..
ومن هذا الخطاب تتصنع المنصة / البشارة حين يتحول حسين مردان من شاعرٍ إلى الشاعر الرائي
(فأنني أبصر من بعيد
في أفق (سامراء) طيف صاحب الزمان
يخرج من سردابه القديم)..
وهكذا اكتملت سيرورة القصيدة ولم يكتمل الحدث . كان التاريخ مهزوما وثمة لحظة انتصار تقترب ..
*د, عادل كتاب نصيف العزواي : (حسين مردان : الأعمال الشعرية) دار الشؤون الثقافية العامة/ بغداد / 2009
*بثينة بن حسين / الفتنة الثانية في عهد الخليفة يزيد بن معاوية / منشورات الجمل/ بغداد – بيروت/ 2012



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسمك ورسمك
- وقفات 16 / 8/ 2020
- فيوضات فائض المعنى آمنة بلعلى (تحليل الخطاب الصوفي في ضوء ال ...
- أري دي لوكا : يسرد الميموزا ويتكلم عن الماضي بصيغة الحاضر... ...
- (ثلاثة جياد ) بين : أري دي لوكا والقاص محمود عبد الوهاب والش ...
- قراءة في (برق الأضحى) للشاعر والناقد مقداد مسعود / بقلم الدك ...
- برق ُ الأضحى
- بافيزة : هل وقّعت أتفاقية سلام مع المالك ..؟
- الملح وصخرة الساحل : نجوى شتوان في روايتها (زرايب العبيد )
- تسيدات ضمير المتكلم في (بابنوس) رواية سميحة خريس
- الشاعر عبد الأمير العبادي : يسأل يتذكر يحكي في (تراتيل الكاه ...
- بين الدولة والحكومة : الماضي يعتقل المستقبل / قراءة مجاورة ( ...
- آلتوسير بين جاسم حلاوي وحمودي عبد الجبار
- زعيمنا عبد الكريم قاسم
- رسالة من المثقف البصري الأستاذ جاسم حلاوي إلى مقداد مسعود
- دار الكلمة وتوفيق الحكيم
- أقرأ لتعرف..
- أقرأ لتعرف
- كاوتسكي
- 3 رسائل من الشاعرة الكبيرة زهور دكسن ..إلى مقداد مسعود


المزيد.....




- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...
- -من أمن العقوبة أساء الأدب-.. حمد بن جاسم يتحدث عن مخاطر تجا ...
- إعلان أول مترجم.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 166 مترجمة على قص ...
- رحال عماني في موسكو
- الجزائر: مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي يستقبل ضيوفه من ج ...
- أحلام تتفاعل مع تأثر ماجد المهندس بالغناء لعبدالله الرويشد
- شاهد/رسالة الفنان اللبناني معين شريف من فوق أنقاض منزله بعدم ...
- عندما يلتقي الإبداع بالذكاء الاصطناعي: لوحات فنية تبهر الأنظ ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الثورة والظهور (يزيد والحسين وصاحب الزمان) قصيدة للشاعر العراقي حسين مردان