أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - القصف الاستراتيجي !














المزيد.....

القصف الاستراتيجي !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 6651 - 2020 / 8 / 19 - 02:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تناقلت و سائل الإعلام خبرا يفيد عن قيام الطائرات الأميركية بقصف نقطة عسكرية للجيش السوري ، في سورية طبعا . هذا يعني أن الإدارة الأميركية تشن حربا على سورية ، و تملي شروطها على الدولة السورية بواسطة قنابل و صواريخ طائراتها . من البديهي أن السوريين لا يستطيعون مواجهة العدوان الأميركي من خلال حوار الطائرات الحربية . ينبني عليه أن الولايات المتحدة الأميركية تريد استسلاما غير مشروط و بالتالي لا توجد خيارات كثيرة ، فأما الإذعان و إما إجبار المعتدي على الدخول في حوار من نوع مختلف !
من المعروف أن العقيدة العسكرية الأميركية ( و الإسرائيلية ) تبرر اللجوء إلى جميع الوسائل وصولا إلى الغاية المنشودة . فبينما كان الديبلوماسيون اليابان يستقصون عن شروط الاستسلام بعد أن أقرت حكومتهم بهزيمتها في الحرب العالمية الثانية ، أعلن الحلفاء بتعابير كأنها مقتطعة من أساطير الميثولوجيا ، انه ليس لديهم " نية في أن يسبوا الجنس الياباني عبيدا و يمحوا أمتهم "، ثم بادروا إلى بدء ما يسمى " بالقصف الاستراتيجي " ، و هي مرحلة تأتي كما يبدو بعد أن تتأكّد هزيمة العدو و يميل ميزان القوى كليا و نهائيا ضده. أما الغاية منها فليس الاستسلام دون شروط و حسب و انما الإعاقة الدائمة عن الوجود المستقل و عن الدفاع عن النفس أيضا . يحسن التذكير هنا لعل الذكرى تنفع بأن مدينة طوكيو تعرضت في ليل 9 أذار / مارس 1945 على سبيل المثال لا الحصر لضربات موجة من القاذفات أسفرت عن مقتل 100000 إنسان و تدمير جزء كبير منها . أعقب ذلك في 6 آب أوغسطس ثم في 9 منه ، إلقاء قنبلتين ذريتين على مدينتين ( هيروشيما و ناغازاكي ) حيث كانت الحصيلة 200 الفا من القتلى و 150000 ألف جريح . انتهت الحرب العالمية الثانية في آسيا باستخدام الولايات المتحدة الأميركية سلاح الدمار الشامل !
أعود إلى موضوع الحرب التي تعصف بسورية و لبنان ، لأتفكر بالوسائل التي يمكن بواسطتها أن تتوقف و متى يحين ذلك . أوصلتني مداورة هذه المسألة في الذهن إلى بعض المعطيات المفيدة من و جهة نظري في النقاش . فعلى الأرجح أنه لم تتوافر حتى الآن ،بالرغم من مضي عقد من الزمن و نيف على بدء الحرب ، الظروف الملائمة لكي توجه الولايات المتحدة ضربة حاسمة أو قاضية ، ضد الذين يتصدون لورشات تنفيذ مشاريعها . فالقوات المتعددة الجنسيات تدخل للمرة الثانية . في المرة الأولى تلازم ذلك مع الغزو الإسرائيلي ( 1982) بينما أنزلت في المرة الثانية في 4 آب أوغسطس ، تحت غطاء تفجير الميناء .
من البديهي أنه لم يتم التمهيد في الحالتين ، احتلال سنة 1982 و الثاني 2020 ، بواسطة "القصف الاستراتيجي " ، على عكس ما جرى في العراق مثلا في 2003 . الأمر الذي يعني أن ميزان القوى لا يميل " كليا و نهائيا " لصالح الولايات المتحدة و حلفائها ، كما لو كانت تواجه في لبنان و سورية جيشا نظاميا في سياق حرب تقليدية .
مجمل القول أن تفجير المرفأ ليس " قصفا استراتيجيا " أو ضربة بالسلاح النووي " على هدف تتوفر فيه الكثافة السكانية و الأهمية العسكرية ، لكي يتسبب ذلك بأكبر تأثير نفسي ممكن " كما جرى في اليابان . لا شك في أنه يعكس تفوقا أميركيا ساحقا ، و لكن لا بد من الاعتراف بأن فعالية هذا التفوق لم " تحسم الحرب " التي ربما تكون بمرور الوقت ، في طور التحول إلى حرب " فيتنامية " ، طالما أن أسبابها لم تقتلع .
استنادا إليه ليس مستبعدا أن يكون الهدف من التفليس و التفجير و الاحتلال ليس فرض الاستسلام و إنما فرض التسوية .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجير المرفأ المدينة
- عن الحصار بين بين قطاع غزة و جبل عاملة !
- جيوش اردوغان بين النيل و الفرات
- العرب بين العدوان و الدفاع عن النفس و المسالمة
- ترامب - الجولاني-
- عن المستعمرة الإسرائيلية - تل ترامب- في الجولان السوري
- فرضيات للنقاش (4)
- في مواجهة الإستعمار و العنصرية !
- هوامش و اقتباسات عن رواية - الرفيق -
- فرضيات للنقاش 3
- فرضيات للنقاش 2
- فرضيات للنقاش
- دولة الطوائف تحت رحمة المفسد و المتعاون و المستعمر
- عن الدوران في الدائرة (3 )
- عن الدوران في الدائرة (2)
- عن استمرار الدوران في الدائرة (1)
- في ذكرى النكبة ، تفكر في القضية الفلسطينية
- في ذكرى النكبة
- نكاية بالطهارة
- قوميات و أقليات


المزيد.....




- ماذا قالت هيلاري كلينتون عن تعرض ترامب لمحاولة اغتيال ثانية؟ ...
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- إسرائيل توسع أهداف الحرب بعد تلويح جديد بالخيار العسكري ضد ح ...
- هذه الأسلحة ستكون أشد فتكا من الأسلحة النووية والعالم يتسابق ...
- -لا أحد يحاول حتى اغتيال بايدن- هاريس-.. ماسك يحذف منشورا أث ...
- واشنطن: التحقيقات الأولية بشأن عائشة نور لا تبرئ إسرائيل
- نتانياهو يوسع أهداف حرب غزة
- -الاعتراف بحكومة صنعاء-.. مسؤول أميركي يصف تصريحا للحوثيين ب ...
- مثول المتهم بمحاولة اغتيال ترامب أمام محكمة فيدرالية
- بلينكن يزور مصر في أول زيارة إلى الشرق الأوسط لا تشمل إسرائي ...


المزيد.....

- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - القصف الاستراتيجي !