كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 6648 - 2020 / 8 / 16 - 10:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أصدر مشايخ " مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي " بيانا باركوا وأشادوا فيه باعتراف الإمارات بالدولة الصهيونية والتطبيع معها، وأثنوا على حكمة ولي أمرهم محمد بن زايد، معتبرين خيانته لفلسطين والأمة العربية خطوة سديدة وسبيلا للسلام والاستقرار والازدهار في المنطقة، وكذبوا بقولهم" إن كل ما تقوم به الدولة لمصلحة البلاد والعباد، باعتبار أن المصلحة هي المعيار الشرعي لتصرفات ولي الأمر والذي هو وحده المقدّر للمصلحة والمحقّق للمناط فيما يتعلق بالحرب والسلم والعلاقات بين الأمم" ، وأمعن رئيس المجلس " الشيخ " عبد الله بن أبيه في الكذب والنفاق معتبرا أن المبادرة والتفريط بفلسطين من " صلاحيات ولي الأمر بشكل حصري شرعا ونظاما."
ونسي "مشايخ" الإمارات ان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولتهم كان من أبرز المؤيدين للقضية الفلسطينية، وتجنبوا الإشارة إلى أن إسرائيل فشلت منذ إنشائها في توقيع أكثر من معاهدتي سلام مع مصر والأردن؛ لكن المفارقة هي ان الدولتين المذكورتين كانتا في حالة حرب معها ودارت بين الطرفين حروب عدة، فضلا عن وجود حدود جغرافية بينهما وبينها، وتجاهل المشايخ حقيقة أن اتفاقية السلام الإسرائيلية الإماراتية ذات طبيعة وأبعاد مختلفة لكون الإمارات الدولة الخليجية الأولى التي تقدم على ذلك، والتي لم تخض أبدا أي صراع عسكري مع إسرائيل، وإن استسلام محمد بن زايد لإرادتها والتطبيع معها يبعث رسالة سياسية قوية تكسر النظرة التي ترفض التطبيع، وتشجع دولا عربية أخرى كالبحرين وعمان والسعودية والمغرب والسودان، التي تغازل إسرائيل سرا وعلانية، على السير في طريق الاستسلام والاعتراف بإسرائيل بلا مقابل!
تأييد " مشايخ السلاطين " في الإمارات ومعظم الدول العربية ... لخيانات ... الحكام العرب ليس جديدا؛ فقد أيدوا اتفاقيات السلام المصرية الأردنية، ودعموا بالفتاوى الدينية وبخطبهم من منابر مقدسات المسلمين في مكة الكرمة، والمدينة المنورة، والمساجد في الدول العربية فساد أسيادهم وظلمهم لشعوبهم، ومشاركتهم في إفقار وإذلال وتدمير الوطن العربي، وسكتوا عن ضم القدس واحتلال وتدنيس المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية الأخرى، وأصدروا الفتاوى المسيّسة التي تعتبر كل من يحمل السلاح ضد إسرائيل .. إرهابيا ..!
وعلى النقيض من رأي الحكام العرب ومن لف لفيفهم من رجال الدين المؤيدين للاستسلام الإماراتي، فقد أظهر العديد من الإماراتيين الذين يعارضون خيانة بلادهم وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته؛ الشعب العربي من المحيط إلى الخليج كان وما زال وسيظل يعتبر قضية فلسطين قضيته الأولى، ويرفض التطبيع والاستسلام، ويدرك أن " السلاطين العرب ومشايخهم " وجهان لعملة فساد ونفاق وانهزام واحدة، وتربطهم مصالح ومنافع مشتركة، وباعوا ضمائرهم وتخلوا عن القيم الدينية والأخلاقية، ومزقوا الوطن العربي واوصلوه إلى هذا الوضع المأساوي!
يا مشايخ السلاطين! الإسلام الذي تلبسون عباءته زورا وبهتانا يزدري ويحتقر المنافقين من أمثالكم، ويرفض الطاعة العمياء للخونة " أولياء أموركم "، ويحث على التمرد عليهم وخلعهم ومحاكمتهم على الجرائم التي ارتكبوها بحق شعوبهم ودينهم وأوطانهم! فهل تشكّون في ذلك؟
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟