(نص مفتوح)
....... ....... ..... ....
أريدُ أنْ أفترشَ فوقَ جناحيكِ
ينابيعَ حناني!
وحدها أكوام الطين المتلألئة
في أعماق الذاكرة
تمنحني صبراً نقيّاً نقاءَ الحياة!
أنْ تبكي بكاءً منافساً
طعمَ الحنظل
لعلَّكَ تعيد توازن الروح
جموحٌ غير طبيعي
نحو النقاء!
تفرشُ عجلات القطار ضجيجها
على شواطئِ الذاكرة كلَّ صباح!
تنامُ النوارجُ برفقٍ
على منحدرات أفراح الطفولة
لماذا كلّ هذا الشوق
إلى دهاليز الذاكرة البعيدة؟
مطحونٌ أنا في دنيا من صقيع
غربةٌ متغلغلة في باكورة الحلم
غربةٌ حارقة كوهجِ الجمرِ
أينَ المفرُّ من صقيعِ قطبِ الشمال
هل غضبَتِ الآلهة عليّ
فرمتني بين تلالِ الجليدِ؟
ثمَّةَ أَلَمٌ أكثرَ مرارةً من الحنظلِ
يجتاحُ برزخ الروح
ثمَّةَ شوقٌ إلى ذاتي المنشطرة
إلى ذواتٍ لا تخطر على بال!
لَمْ يَعُدْ مساحةً لحزني ..
حزني أخطبوطٌ يناطح شموخ الجبال
انِّي أبحثُ عن وردةٍ مكثَّفةٍ بعبقِ الحياة
غداً سأرقصُ
على إيقاعات طبُول الغجرِ
رقصةَ الرحيل!
آثرَتِ العصافيرُ أنْ تبقى
فوقَ أغصانِ الخميلةِ
لا تريدُ أنْ تدهسها أقدامُ الفِيَلة
طُرُقاتٌ ملأى بدماءٍ مخثَّرة
تطايَرَتْ ريشُ البلابل
آخذةً مساحةً غير مهدِّئة للأعصابِ
كُنْ يَقِظَاً من جموحِ الأمواجِ!
قاعاتٌ متماوجة احتراباً
حواراتٌ ساخنة
ملوكٌ ورؤساءْ ..
مؤتمراتٌ لا تُحصى
تفرِّخُ فقاعاتْ ..
مناهجٌ يولدُ بين أحشائها
مجاعاتْ
تهلهلَتِ القاعاتْ
دخانٌ كثيفُ الضبابِ ..
مفارقاتٌ مذهلة
وصلَ التصفيق
إلى أقاصي المجرَّاتْ
تزلزلَتِ الدنيا
عجباً أرى
ما يزالُ رهانهم
قائمٌ على ضخامةِ الفقاعاتْ!
فقاعات
فقاعات
فقاعات! ..
..... ..... ..... يُتبَع
لا يجوز ترجمة هذا النص إلى لغاتٍ أخرى إلا باتفاق خطي مع الكاتب.
ستوكهولم : آذار 2003
صبري يوسف
كاتب وشاعر سوري مقيم في ستوكهولم
[email protected]