علي وتوت
الحوار المتمدن-العدد: 1599 - 2006 / 7 / 2 - 02:37
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
أما المرجعية الفاعلة الثالثة في مجتمع العراق فهي:
3) الطائفة :
في معاجم السوسيولوجيا (علم الاجتماع) تعد الطائفة جماعة دينية طوعية تطلب التزاماً كاملاً من أتباعها. وتتميز الطائفة عادةً بإدعاءها صفة الأفضلية، فغالباً ما يدعي أفرادها بأنهم يتمتعون بالصفات العلمية والأخلاقية العالية، وبنفس الوقت يطمحون للوصول إلى الكمال الذاتي. وغالباً ما تكون الطائفة وفقاً لهذه الصفات معادية للمجتمع ورافضةً له، وإذا لم تكن معادية له فإنها لا تربطها به أية روابط اجتماعية متماسكة [راجع : دينكن ميتشيل: معجم علم الاجتماع، مصدر سابق، ص (264-265)، وأيضاً معن خليل عمر: معجم علم الاجتماع المعاصر، مصدر سابق، ص (372-373)].
إن الإسلام في العراق كان قوة فصل أكثر منه قوة دمج، إذ أن السكان المسلمون في العراق ينقسمون إلى طائفتين متمايزتين، فهناك انشقاق حاد بين الشيعة والسنة. ونادراً ما اختلط هؤلاء وأولئك اجتماعياً، على الأقل في بدايات القرن السابق وقبيل تأسيس الدولة الحديثة وما بعدها. لكن متغيراً آخر سيجعلهم يسكنون ثلاث مناطق متمايزة (طائفياً/إثنياً). ولتفصيل أكثر نشير إلى أن الطوائف في العراق هي:
آ ) الشيعة: وهؤلاء يكونون أغلبية تشكل ما نسبته (54.1 %) من سكان العراق، وذلك وفقاً لإحصاء عام 1947. وهم يسكنون أحد أكثر المناطق ازدحاماً بالسكان، إذ تغطي هذه المنطقة بالامتداد أجزاء واسعة من مدينة بغداد، وجميع ألوية جنوب بغداد (أي المحافظات التسع التالية: الكوت والحلة وكربلاء ونجف والديوانية والناصرية والسماوة والعمارة والبصرة)، وهي في تكوينها الإثني (العرقي) عربية، إذ يشكل الشيعة العرب ما نسبته (51.4 %) من مجموع سكان العراق، بحسب إحصاء عام 1947. وكما سيتضح في الجدول رقم (1).
ولكن هناك تمركزات للشيعة الإيرانيين في البصرة ومدينتي نجف وكربلاء المقدستين. إذ يشكل الشيعة الفرس ما نسبته (1.2 %) من مجموع سكان العراق، بحسب إحصاء عام 1947. وكما هو واضح في الجدول رقم (1).
غير أن شيعية هذه المنطقة ليست صافية تماماً، إذ تتناثر هنا وهناك فيها بعض المناطق السنية، وإن كانت صغيرة في حجمها، باستثناء تلك الموجودة في البصرة والناصرية، حيث توجد أقليات سنية قوية، وفي بلدة الزبير إلى الجنوب الغربي من البصرة، وهي بلدة سُنيّة بكاملها. وكما سيتضح في الجدول رقم (1).
#علي_وتوت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟