أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - تعقيم مركز المدينة














المزيد.....

تعقيم مركز المدينة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 6644 - 2020 / 8 / 12 - 19:58
المحور: كتابات ساخرة
    


في الرابعة عصراً توجهتُ الى بيت حمكو مشياً ، وكان بإنتظاري جاهزاً ... أخذنا تكسي وقُلتُ لهُ مقدَماً بأن الأجرة عليهِ في الذهاب وعليّ في العودة . قٌلتُ للسائق : إلى السوق رجاءاً . قال : أعتقد ان السوق في مركز المدينة مُغلَق عن آخرهِ . قلتُ مُصطنعاً الدهشة : خيراً ، هل هنالك منع تجّوُل ؟ قال مبتسماً : كلا .. ان الحكومة قامتْ بِرَش منطقة السوق كلها بالمعقمات من أجل الوقاية من كورونا وطلبتْ من أصحاب الدكاكين غلق محلاتهم مُسبَقاً ! . قالَ حمكو مخاطِباً السائق وكنا قد وصلنا الى منتصف الطريق : هل تعتقد ان هذا هو السبب الحقيقي ؟ أجابَ ضاحِكاً : طبعاً لا … السبب هو منع التجمُع والتظاهُر وإفشال المظاهرة المزمَع أنطلاقها بعد قليل .
وصلنا الى الجسر المقابل لفندق سولاف ، وكان الطريق المؤدي الى شارع المحافظة وبارك نوروز ، مُغلَقاً تماماً بسيارتَين للشرطة ، فإستدار السائق وتوجهنا الى الشارع الشمالي المتجه نحو جسر نوهدرا ، فكان مسدوداً أيضاً بعدة سيارات للشرطة والأسايش .. فطلبتُ منه الوقوف ودفَعَ حمكو الأجرة ونزلنا .
توجهنا مشياً نحو شارع الأطباء ودولار سنتر ، حيث المحلات كلها مُغلَقة وأعداد كبيرة من الشرطة والمرور ومكافحة الشغب والأسايش منتشرة وفي حالة تأهُب .. إنحرفنا بإتجاه شارع الأطباء القديم ، فأوقَفَنا مدني وسألَنا بلهجةٍ جافة : إلى أين تذهبون : قُلت : الى الصيدلية هناك لشراء أدوية . قال : كل الصيدليات هنا مغلقة ، إرجَعوا . فإمتثلنا لأمره . توجهنا نحو جسر نوهدرا على أمل ان يقودنا نزولاً الى بارك نوروز حتى نرى عن كثب ، هل نجح البعض للوصول الى هناك فعلاً وماذا يجري بالضبط لاسيما وأن الساعة تشير الى الخامسة تقريباً … لكن الشارع كان مُغلَقاً بالكامل والقوات متوزعة ومتأهبة ! . عُدنا مشياً وتوجهنا الى شارع المستشفى القديم وأخذنا تكسي عائدين الى منازلنا بِخُفَي حنين مُحّمَلَين بالخيبة ! .
قالَ لي حمكو : ان منطقتنا فيها الكثير من البعوض … ما رأيك أن أنشر الليلة في الفيسبوك ، بأن مظاهرة سوف تنطلق غداً .. فتُسارع الحكومة إلى رَش المبيدات وتعقيم المنطقة وتطهيرها ؟! ولما لم أرُد عليهِ ، إستطرَدَ قائلاً : هل رأيتَ كَم قَوى الأمن والشرطة بمختلَف أنواعهم وصنوفهم ، متوزعين في جميع شوارع مركز المدينة ؟ وكأنهم يتوقعون عدواناً مُرتقَباً او هجوماً غاشماً ؟ عجيب غريب … مُجرد إعلان عن نية خروج مظاهرة مُطالِبة بحقوق ورواتب وإصلاحات حقيقية ، أدتْ إلى هذا النفير والإستعداد والتأهُب ؟! .
لم أرُد على حمكو .. حيثُ كُنتُ حزيناً ومُكتئِباً مما رأيتهُ في مركز المدينة .



#امين_يونس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستُشارِك في المُظاهَرة ؟
- هموم وشجون حمكو
- مناقَشة مع حمكو
- تَمّخَضَ البرلمانُ فَوّلَدَ إحباطاً
- ألله يِطّوِل عُمر المرحوم !
- حمكو .. الذي لا يعرفني
- تنبؤات رجُلٍ بغيض
- الطماطة ... عندما تَفسَد
- بغداد وأربيل .. إلى أين ؟
- سِعر البَيض ... وحاويات القِمامة
- الثِقَة
- سَحَبْنا الثِقة .. وليخسأ الخاسئون
- خَيار العاجزين .. أم خَيار الشُجعان ؟
- سَمْسَرة
- بسبب كورونا .. اللعبُ مُتوَقِف
- نحنُ محظوظون
- أحاديثهُم ... وأحاديثنا
- كورونيات
- - گيلما گاڤاني -
- بغدادنا وأربيلنا


المزيد.....




- عن -الأمالي-.. قراءة في المسار والخط!
- فلورنس بيو تُلح على السماح لها بقفزة جريئة في فيلم -Thunderb ...
- مصر.. تأييد لإلزام مطرب المهرجانات حسن شاكوش بدفع نفقة لطليق ...
- مصممة زي محمد رمضان المثير للجدل في مهرجان -كوتشيلا- ترد على ...
- مخرج فيلم عالمي شارك فيه ترامب منذ أكثر من 30 عاما يخشى ترح ...
- كرّم أحمد حلمي.. إعلان جوائز الدورة الرابعة من مهرجان -هوليو ...
- ابن حزم الأندلسي.. العالم والفقيه والشاعر الذي أُحرقت كتبه
- الكويت ولبنان يمنعان عرض فيلم لـ-ديزني- تشارك فيه ممثلة إسرا ...
- بوتين يتحدث باللغة الألمانية مع ألماني انتقل إلى روسيا بموجب ...
- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - امين يونس - تعقيم مركز المدينة