أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن زكري - الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/1















المزيد.....

الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/1


محمد بن زكري

الحوار المتمدن-العدد: 6644 - 2020 / 8 / 12 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* كمقدمة : فراغ ، فساد ، و أطماع أجنبية
بسقوط نظام الحكم السابق ، و على مدى التسع سنوات الفائتة (منذ فترة حكم " المجلس الوطني الانتقالي " و مجلسه التنفيذيّ) ، لا زالت ليبيا تعيش تحت عصف صراعات عبثية دامية ، بين أطراف محلية شتى - تدعمها مصلحيّاً أطراف إقليمية و دولية - لتقاسم مواقع السلطة ، سعيا محموما وراء غنائم الثروة (بالسطو المنظم - و بالقانون - على المال العام ، اطمئنانا للإفلات من العقاب) ؛ و البلاد غارقة في حالة من الفوضى المنفلتة متعددة الأوجه ، سياسيا و اقتصاديا و أمنيا و اجتماعيا . حيث أتاح فراغ السلطة المفاجئ ، وصول أطياف من نهازي الفرص و المغامرين النكرات القادمين من المجهول و الطافحين من قاع المجتمع ، إلى أعلى قمة هرم السلطة التنفيذية و التشريعية ، ممن لا تاريخ وطنيّاً لهم ، و لا يتوفرون ذاتيا على الحد الأدنى من شروط و إمكانات إدارة شؤون الدولة ، وارثين عن نظام الحكم السابق أسوأ ما فيه ، من ضروب الفساد المالي و الإداري و الفساد السياسي و الفوضى الاقتصادية . فانتهت ليبيا على أيديهم الملوثة ، إلى دولة فاشلة ممزقة منهوبة و منتهكة ؛ ما شرع الأبواب على مصاريعها ، أمام التدخلات الأجنبية - من شتى الدول ، صغيرها و كبيرها - بما تحمله تلك التدخلات من أطماع ، و ما تجره من تداعيات كارثية ، تتجاوز النيل من السيادة الوطنية إلى نهب ثروات البلاد و الاستحواذ على مقدراتها (بالتواطؤ مع أطراف الصراع الداخلي على السلطة و غنائم المال العام) ؛ بدءً من مشيخات الخليج الفارسي العربية ، مرورا بدول كبرى أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي ، و ليس انتهاء إلى الجارة الشرقية (اللدود) مصر . على أن الخطر الأكبر ، هو ذلك الذي يتربص بليبيا من وراء حدودها الشرقية ؛ حيث إنه لا يستهدف ثروة البترول الليبية - الناضبة - فحسب ، بل إنه - فوق ذلك - يستهدف مخزونها من المياه الجوفية (الأكثر أهمية ستراتيجية من النفط) ، بل و يستهدف ليبيا في ترابها الوطني و وحدة إقليمها الجيوسياسي و نسيجها الاجتماعي و تركيبتها السكانية . و ذلك ، كما أوضحنا في مقال سابق عن « نهر الكفرة العملاق !» ، و كما سنأتي لاحقا على بيان بعض أوجهه ، بأوفر قَدْر - ممكن - من الموضوعية و الشواهد الموثقة ..

* الإعلام المصريّ يهيّئ لغزو ليبيا
من اللافت للانتباه بشدة ، أنه مع تولي الماريشال عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية ، شرع الإعلام المصري - متضافرا - بشن حملات مكثفة من التعبئة الجماهيرية و التوجيه السياسيّ ، باتجاه تجييش العواطف الشعبوية و تهيئة الرأي العام على مستوى الشارع المصري ، لتبنّي فكرة وهدف ضم الشرق الليبي - جزئيا أو كليا - إلى مصر ، حتى و إنْ تطلب الأمر التدخل العسكري المباشر ، لاحتلال مناطق تَركُّز حقول البترول و أحواض المياه الجوفية (حوض الكفرة) بقوة السلاح و فرض الأمر الواقع . و ليس أيسر من اختلاق الذرائع و افتعال الضرورات ؛ سواء بادعاء (الحق التاريخي !) في التراب و الثروات الليبية ، أم برفع شعار الدفاع عن الأمن القومي المصري .
و من ثَمّ ، فقد انطلقت حملات التضليل الإعلامي و التعبئة الجماهيرية الواسعة ، تهيّئ المسرح الشعوريّ لتقبّل و تبنّي " الفكرة الشريرة " التي ألمح إليها عبد الفتاح السيسي .. كما سنأتي إليه لاحقا ؛ فتصاعد ضجيج الآلة الإعلامية المصرية الرهيبة ، بأصوات مئات المجندين إعلاميا ، و في طليعتهم القتالية نخبة من : الخبراء .. من أمثال إيمان غنيم (صاحبة دعوة وضع اليد المصرية على « نهر الكفرة ») ، و هايدي فاروق (صاحبة دعوة " استعادة " واحة الجغبوب) . و جنرالات الجيش المتقاعدين .. من أمثال اللواء محمود خلف (قائد الحرس الجمهوري سابقا) ، و اللواء حمدي بخيت (عضو بمجلس النواب المصري) ، الذي هدد صراحة بالتوغل عسكريا في العمق الليبي ، دفاعا عن الأمن القومي المصري ، ضد ما أسماه الجماعات الإرهابية الموجودة في ليبيا ، و " الجيش المصري الحر " ، الذي تأسس فوق الأرض الليبية ، بهدف زعزعة نظام الحكم في مصر !
و في حملة الإعلام المصري ، التي تصاعد ضجيجها بوصول عبد الفتاح السيسي إلى موقع اتخاذ قرار الحرب ، لشيطنة ليبيا و تعبئة الرأي العام المصري باتجاه تأييد مغامرة عسكرية لغزو الشرق الليبي ؛ لم يكن اللواء المتقاعد حمدي بخيث ، منفردا - كخبير عسكري - بالترويج إعلاميا لفرضية وجود " الجيش المصري الحر " المتربص بمصر من وراء حدودها الغربية مع ليبيا . بل إن محمد حسنين هيكل ، كان قد روج لنفس الفرضية ، من على فضائية سي بي سي ، في إحدى حواراته المطولة مع الإعلامية لميس الحديدي .
و في تقرير للمرصد المصري للحقوق و الحريات ، بعنوان : « هل يكرر السيسي خطأ صدّام ، و يهاجم شرق ليبيا طمعا في بترولها ؟ » ، تناول بالعرض و التحليل ، مجمل الأوضاع الليبية المضربة ، غداة فورة 17 فبراير الشعبوية ، و علاقة ليبيا بجارتها الشرقية اللدود ؛ نقرأ ما يلي : " ... الجيش المصر الحر هو الآخر مصطلح بدأ إعلام مقرب من الانقلاب في مصر تداوله خصوصا في صحيفة “ الوطن ” التي قالت إن مصادر سيادية مصرية كشفت لها عن رصد محاولات لتأسيس الجيش الحر المصري فى ليبيا .. بمشاركة تنظيمي “الإخوان” ، و”القاعدة” .. وأن هناك مخططات لاستهداف منشآت حيوية في مصر ، منها مطار القاهرة الدولي ، واقتحام السجون لتهريب قيادات الإخوان ، ونشر الفوضى بهدف إبطال مشهد الانتخابات الرئاسية - بحسب الصحيفة - وقالت الصحيفة على لسان مصدرها المصادر ، إنه تم رصد المجموعات الإخوانية التي تشارك في تأسيس “الجيش الحر” ، وتضم طلاب مصريين تمكنوا من الهرب إلى ليبيا ، عبر الحدود .. ويتم مدهم بالسلاح والذخيرة من خلال شاحنات إيرانية تُهرب إلى ليبيا عبر الحدود ، أو عبر طائرات إيرانية تهبط بالأراضي الليبية سراً " (!) .
و يضيف المرصد المصري للحقوق و الحريات في إحدى فقرات تقريره ، أن كل هذا : " ربما فسره مقال ديفيد هيرست مراسل صحيفة “الجارديان” البريطانية للشئون الخارجية ، الذي قال إن مصر ومموليها - دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية - لديهم من الأسباب ما يكفي للسعي لإقامة نظام موال في ليبيا ذات الثروة النفطية المعتبرة " .
(أنظر الرابطين)
https://old.egyptwindow.net/ar_-print-.aspx?-print-_ID=45631
https://www.youtube.com/watch?v=lNIYXLT1sKk

* أحمد المسلماني : تنظير و دعوة للهيمنة
و فضلا عن أكوام من " المهرجين " ، الزاعقين على منصات الإعلام المصري ، الذين يترفع المرء عن مجرد ذكر أسمائهم ؛ فلقد شارك في الحملة الإعلامية المكرسة لشيطنة ليبيا ، باحثون و مفكرون سياسيون معتَبَرون ، من أمثال : محمد حسنين هيكل ، و أحمد المسلماني .
و لهذا الأخير - خصوصا و بالذات - حضور مميز في المشهد الإعلامي و السياسي ، منذ وصول السيسي إلى قمة هرم السلطة في مصر ، فأحمد المسلماني هو الآن ألمع النجوم في الفضاء الإعلامي المصري ، جامعا بين صفات الإعلامي و السياسي و الأكاديمي ؛ يُعد البرامج التلفزيونية ، و يلقي المحاضرات في الجامعات و في الأكاديميات العسكرية ، و ينظّم و يدير الندوات ..
و في نشاطه الإعلامي و البحثي ، أولى المسلماني عناية خاصة لقضايا ذات طبيعة ستراتيجية بالغة الحساسية في العلاقة المصرية - الليبية .
ففي محاضرة (متلفزة) ألقاها أحمد المسلماني بقاعة إحدى الجامعات الحكومية المصرية ، دعا صراحة - و بلا مواربة - إلى احتلال الشرق الليبي ، و اغتنام ثروات البترول و الغاز الليبية ، بُغية النهوض بالاقتصاد المصري المعرض للانهيار التام ؛ حيث قال المسلماني ، حرفيا و بالنص : " في عهد معمر القذافي تم حرمان مصر من هذا (الامتداد العظيم في ليبيا) ، ثروة طائلة كانت على أطراف أيادينا من جهة الغرب ، و لكن معمر القذافي ، بدعمٍ غربيّ كامل (!) حرم مصر من هذه الثروة الطائلة أن تدخل في الاقتصاديات المصرية ، و اليوم بعد سقوط معمر القذافي ، ما هو مصير هذه الثروة . لدينا أغنى دولة تقريبا في المنطقة ... و لن نسمح أن تضيع منا هذه الثروة مرة أخرى و نُحرم منها " ! . و شدد المسلماني في محاضرته ، على أنّ ليبيا التي تمثل أكبر مورد للثروة النفطية في المنطقة ، أصبحت الآن مصدرا لدخول السلاح إلى الجهة الغربية من مصر ، ما يهدد الأمن الداخلي بالبلاد ؛ مكررا القول : إنّ مصر لن تفوّت الثروة الليبية المتاحة ، بعد أن فاتتها لعدة عقود ! . (أنظر الرابط) .
https://www.youtube.com/watch?v=_2CRraSnlws
و لابد هنا من وقفة - قبل المواصلة - للنظر مليّاً في هذا الطرح « الاستعماري » الصادم و العاري من الأقنعة ، الذي اتسمت به محاضرة المسلماني ، داخل قاعة جامعة حكومية مصرية ، مشددا فيها على وجوب عدم السماح بضياع ثروة البترول الليبية من مصر مرة أخرى ، و محرضا بلاده على احتلال حقول النفط بالأراضي الليبية ؛ إذا علمنا بأنّ المسلماني كان - وقتئذٍ - يشغل منصبا حكوميا رفيعا في النظام ، كمستشار إعلامي للرئيس المصري المؤقت (عدلي منصور) ، الذي عينه الجنرال عبد الفتاح السيسي (وزير الدفاع و رئيس المجلس العسكري الأعلى) ، رئيسا مؤقتا للجمهورية ، لفترة انتقالية أدار خلالها شؤون الدولة (من 4 يوليو 2013 إلى 3 يونيو 2014) ، جامعا لكل السلطات ، عقب الإطاحة بالرئيس (المنتخب ديموقراطيا) محمد مرسي ، في حركة 3 يوليو 2013 الانقلابية .
و عودةً إلى سياق الموضوع ؛ فإنه خلال حديث متلفز ، تناول فيه أحمد المسلماني كيفية استفادة مصر من الثروة الليبية الضخمة ، التي تُقدّر - حسب قوله - بمبلغ 4 تريليون دولار ، أعاد المسلماني طرح فكرة قديمة ، كان الكاتب الكبير - المتميز بمواقفه المستقلة - أحمد بهاء الدين (ترأس عدة مؤسسات صحفية مصرية) ، قد سبقه إلى طرحها أواخر العام 1969 (بعد انقلاب سبتمبر في ليبيا) ، حول مشروع استثماري مشترك ، تقوم فيه الشراكة على ثلاثة عناصر : الأرض الزراعية السودانية ، و الثروة الدولارية الليبية ، و الأيدي العاملة المصرية العاطلة عن العمل .
فالمسلماني لم يأت بجديد (عدا حشر فزاعة الإرهاب) ، في حديثه عن الاستفادة المصرية من ثروة البترول الليبية ، عندما قال ضمن حديثه : " النقطة الأهم في ليبيا أن فيه موارد مالية عملاقة ، يريد الاستعمار بأشكال مختلفة أن يأخذ هذه الموارد ، ببساطة احتياطي النفط الليبي 40 مليار برميل ... يعني 4 ترليون دولار .. 4 ترليون دولار رقم أسطوري .. البعض يريد أن يذهب ذلك إلى الإرهاب .. أن يذهب ذلك لدول لا نعرفها .. إما المال الليبي 4 ترليون دولار و الأرض و المياه في السودان و البشر في مصر ، يعني مشروع شركة واضحة المعالم ... " . (أنظر الرابط)
https://www.youtube.com/watch?v=ABxAdeV-U8o
و لنا أن نتساءل : ماذا لو علم المسلماني أن الاحتياطي الليبي المؤكد من النفط و الغاز هو في الواقع أضعاف الأرقام التي ذكرها ؟!
و في تقديمه لإحدى حلقات برنامج « الطبعة الأولى » ، الذي يُبث على أثير فضائية « دريم » ، و يحظى بنسبة مشاهدة عالية ؛ ركز في حديثه بشدة على ثروة المياه الجوفية بحوض الكفرة (جنوب شرق ليبيا) ، الذي أسمته إيمان غنيم « نهر الكفرة العملاق » ، قائلا بأن مياه هذا النهر " تفتح بابا واسعا للتنمية بمصر و تكفي حاجاتها لمدة 150 عاما قادمة ، و لافتا الانتباه إلى أن الأخطر أهمية هو وجود حقول نفط محتملة على أطراف هذا النهر " . (أنظر الرابط) https://www.youtube.com/watch?v=hCaT8wtlFUc

و للتوضيح فقط : تقع مساحة ثلاثة أرباع حوض الكفرة المائي ، داخل حدود إقليم الدولة الليبية الجيوسياسي . و تستغله مصر في مشروع زراعة 1,5 مليون فدان ، بصحراء مصر الغربية شرق العوينات ، بنسبة سحب سنوي تفوق كثيرا حصتها من مياهه الجوفية (و تلك مسألة أخرى ، ليس هنا مجال التفصيل فيها) ، لكن شهية الافتراس و نظرة الاستعلاء في النزعة القومية المصرية ، لا تقفان عند حد .
و عودةً إلى الموضوع مدار التناول ، لابد من التأكيد على جدية الخطر الداهم الذي يتهدد الثروة الوطنية الليبية و الأمن القومي الليبي ، قادما من مصر . و من ثم يتحتم على الشعب الليبي المستهدف في ثرواته الوطنية ، ألّا يستهين بهذا الطرح " الاستعماري " ، الذي أوكِلَت مهمة الترويج له و التصريح به علانية إلى الإعلامي - ساداتي الهوى - أحمد المسلماني ؛ ذلك أن هذا الرجل ليس شخصا عاديا من عامة المثقفين المصريين ، بل هو شخص وثيق الصلة بنظام دكتاتور مصر عبد الفتاح السيسي . و لا يغيب عن البال أن الاختيار كان قد وقع عليه - بالذات - ليكون مستشارا إعلاميا للرئيس المؤقت عدلي منصور - كما سلفت الإشارة - و أنه يشغل الآن منصب " رئيس مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية " ، بما يعنيه ذلك من الأهمية في مجال رسم السياسات و صناعة القرار .

* شبح الانهيار الاقتصادي أم شبح الميليشيات ؟
الدوافع الاقتصادية وحدها هي التي تصوغ المواقف المصرية من ليبيا ، و تبلورها في أنماط من العلاقة السياسية و المواقف ذات الطبيعة الجيوستراتيجية (العملانية) في التعامل مع الجانب الليبي : سواء منها المواقف الرسمية في أعلى هرم السلطة (موقف السادات عام 1977 ، و كل مواقف عبد الفتاح السيسي) ، أم المواقف التي تعبر عنها تصريحات و طروحات الخبراء (إيمان غنيم و هايدي فاروق / نموذجا) ، أم تلك التي تنطق بها المخابرات المصرية على ألسنة و بأقلام الإعلاميين - جيش الهتّيفة الجرّار - عبر الفضائيات و الصحف و المواقع الالكترونية المصرية . و سواء تمظهرت الأطماع المصرية ، في هيئة مطالبات بتعديل الحدود ، و طروحات (سياسويّة) تزيح الحدود الغربية لمصر إلى مسافات طويلة تمتد حتى جالو و المرج ، لتلتهم أجزاءً واسعة من الشرق الليبي ، و تضمها إلى مصر ، أم تسترت وراء شعارات مكافحة الإرهاب ، و التصدي لخطر الميليشيات (الطرابلسية) التي تهدد الأمن القومي المصري (!) ، و الهدف الحقيقي - دائما - هو وضع اليد على الثروات الليبية ، لحل مشاكل الاقتصاد المصري المهدد بالانهيار التام .
فقد كشفت تقارير البنك المركزي المصري ، أن الديْن الخارجي سجل نحو 109,3 مليار دولار بنهاية سبتمبر 2019 . و بنهاية ديسمبر من نفس العام (2019) ، ارتفع حجم الدين الخارجي المصري ، إلى 112,6 مليار دولار . و بإضافة قرض من صندوق النقد الدولي بقيمة 7,7 مليار دولار ، زائدا قرضا آخر من صندوق النقد الدولي بقيمة 2,8 مليار دولار ؛ فإن حجم الديون الخارجية المستحقة على مصر ، يتجاوز 120,4 مليار دولار . و تتوقع وزارة المالية المصرية ، أن يصل إجمالي الدين العام ، في السنة المالية 2020 – 2021 ، إلى نحو 5,7 ترليون جنيه ، يتوزع بين 4,8 تريليون جنيه دين محلي و 873 تريليون جنيه دين خارجي . و قد رفعت الحكومة المصرية تقديراتها المبدئية لخدمة الدين الخارجي طويل و متوسط الأمد ، واجبة السداد خلال العام 2020 ، إلى ما يتجاوز 18,6 مليار دولار . و سجل نصيب الفرد من الدين العام الخارجي الإجمالي المستحق على مصر نحو 1009,8 دولار بنهاية سبتمبر 2019 . و الأرقام مرعبة كما هو واضح .
و لذلك فلنا أن نقول دون تردد : إن شبح الانهيار الاقتصادي التام ، و ليس شبح الميليشيات المسلحة (الإرهابية) الطرابلسية ؛ هو الذي يدفع بدكتاتور مصر عبد الفتاح السيسي ، إلى حشد جيوشه على الحدود الشرقية للدولة الليبية ، متوعدا بغزو ليبيا ، لتثبيت خطه الأحمر - من سرت إلى الجفرة - ضمانا لسيطرة ميليشيات حفتر المسلحة (السلفية المدخلية التكفيرية ، و القبلية ، و الفيدرالية ، و الموتورين أيتام النظام السابق ، و مرتزقة فاغنر / العربية - الليبية) ؛ على حقول إنتاج النفط (جنوب و غرب و شرق منطقة الجفرة) ، و على موانئ التصدير في منطقة الهلال النفطي (شرق سرت) ، كورقة للمساومة على نصيب النظام المصري - و مِن ورائه بقية تحالف المصالح و الأطماع الأجنبية - مما تدره البقرة النفطية الليبية الحلوب .



#محمد_بن_زكري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (نهر الكفرة) يفجر الأطماع المصرية بليبيا 2/2
- (نهر الكفرة) يفجر الأطماع المصرية بليبيا 1/2
- لن تدخلوها (قراءة في الحرب على طرابلس)
- أبو الأنبياء .. ....!
- فصلٌ من الكوميديا الليبية السوداء (3/3)
- فصلٌ من الكوميديا الليبية السوداء (2/3)
- فصلٌ من الكوميديا الليبية السوداء (1/3)
- جرة قلم !
- المرأة و إعادة إنتاج الهيمنة الذكورية
- كشف التزوير في ثورة التكبير
- رسكلة أو إعادة إنتاج النظم التسلطية (ليبيا / نموذجا)
- متوفر حسب الطلب
- أكذوبة الجيش (الوطني) الليبي في دولة الميليشيات
- مشكلة الإنسان المجوف فاقد الأبعاد
- دكتاتورية سلطة الكومبرادور
- ( لا ) مرفوعةً إلى الأسّ العشريّ
- هل هي إصلاحات اقتصادية ؟ (2/2)
- هل هي - إصلاحات - اقتصادية ؟ (1 / 2)
- لا .. لمشروع الدستور الجديد / 4
- لا .. لمشروع الدستور الجديد / 3


المزيد.....




- لِمَ انتظر هذا الرجل سن التقاعد حتى يمارس شغفه بتحويل الخردة ...
- -إن مت أريد موتا صاخبا-.. مقتل المصورة الصحفية فاطمة حسونة ب ...
- نعيم قاسم: لن نسمح لأحد بنزع سلاح حزب الله وسنواجه من يسعى ل ...
- قصة عروس في غزة فقدت عريسها قبل الزفاف بيوم
- الصحافة في عصر التزييف العميق: رؤى وتحديات من منتدى الإعلام ...
- اليمن: غارات أميركية على صنعاء والحديدة والجوف تخلف أكثر من ...
- محاكمة -التآمر-..أحكام بالسجن بين 13 و66 عاماً على قادة المع ...
- -نوفوستي-: المحتالون الذين يهاجمون الروس عبر الهاتف يعملون ت ...
- رابطة صينية تتهم واشنطن بانتهاك قواعد التجارة الدولية بشكل ص ...
- أورتاغوس -تتثاءب- ردا على أمين عام حزب الله


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بن زكري - الخطر الأكبر الآتي من الشرق 3/1