سليم نزال
الحوار المتمدن-العدد: 6643 - 2020 / 8 / 11 - 04:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما قرات رواية جوزيف كونراد ( قلب الظلام) منذ اكثر من عشرين عاما فكرت فى عذابات هذا الجزء من العالم الذى تعرض لابشع انواع القسوة.و فيما بعد عرفت ان اطروحة الدكتوراه للمرحوم ادوارد سعيد كانت حول هذه الرواية.بل يمكن القول بدون ان نكون بعيدين عن الحقيقة ان هذه الرواية كانت احد الالهام الاولى الى كتابه المهم (الاستشراق
الذى قدم فيه افكارا جديدة على صعيد فهم ظاهرة الاستعمار و نظرة الغرب الى الشرق.
الرواية تتركز حول شخصية كيرتز التى لا نتعرف عليها فعليا الا من خلال احاديث مارلو عنه.نعرف مثلا ان كيرتز الشخصية الغامضة مضى بعيدا فى مجاهل الكونغو و هناك بات ملكا على قبائلها ( البدائية!!).
اهمية الرواية من وجهة نظرى انها قدمت رؤى اوروبية تعكس فكر المرحلة .ففى تلك الفترة سادت العقلية الاثنو المركزية الاوروبية التى قسمت البشر لمجموعات متحضرة و مجموعات بدائية الى اخره . Europian ethno centrism
السوال الاساسى الذى يثيره كونراد او الذى يمكن استنتاجه هو اين يكمن الظلام الحقيقى هل هو فى قلب الاوروبى الابيض ام فى غابات الكونغو او فى قلب الافريقى الاسود.
و انا ما زلت اعتقد بجواز صلاحية هذا السؤال حتى هذه اللحظه. و افغانستان مثال على القتل المتناسب مع ثقافة امتلاك الحقيقة و العنصرية و الاستعلاء الحضارى عندما تصل لمستويات مقززة و مقلقه!
جويف كونراد كان كاتبا انكليزيا من اصل بولندى يهودى. و هو نفسه لم ينجو من تهمه كونه كان عنصريا .
و بالعودة الى الوقت الراهن ما تزال الكونغو الغنية بمواردها الطبيعية تتخبط بصراعاتها و تدخلات الاخرين التى اعتاد العالم عليها. فالعالم عادة يظهر رد فعل خاصة لدى حصول مجازر واسعه كما كان الامر فى الكونغو عام 1996 لكنه لا يلبث ان يعتاد على الامر بحيث تصبح مشاهد القتل لا تحتل سوى القليل من الاهتمام.
#سليم_نزال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟