أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - بيروت والوطن الذى فى حضرة الموت














المزيد.....

بيروت والوطن الذى فى حضرة الموت


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 6641 - 2020 / 8 / 9 - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وطني يا أيّها النسر الذي يغمد منقاره اللهب
في عيوني، أين تاريخ العرب؟
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين و غضب
وأنا أوصيت أن يزرع قلبي شجرةْ
وجبيني منزلاً للقُبَّرهْ.
وطني، إنّا ولدنا و كبرنا بجراحك
و أكلنا شجر البلّوط..
كي نشهد ميلاد صباحك
أيّها النسر الذي يرسف في الأغلال من دون سبب
أيّها الموت الخرافي الذي ماكان يجب
لم يزل منقارك الأحمر في عينّي
سيفا من لهب.. و أنا لست جديرا بجناحك
كل ما أملكه في حضرة الموت:
جبين.. و غضب!
هكذا كتب محمود درويش فى ديوانه "أغنيات إلى الوطن"، وهكذا كنت أنا، لا أملك فى حضرة الموت والخراب الذى حاق ببيروت، إلا جبين وغضب. جبين يصر ألا يركع وغضب يشعل ناراً فى الصدور تتقد، فالأمر ليس خراب بيروت فحسب، إنها يد الشيطان تلعب بالوطن العربى كله، تحيله كما قطعة من الصلصال تحاول تشكيلها وتقسيمها، تقذفها فى الحائط مرة وتلقيها على الأرض مرة، تطمسها وتفقأ عينها مرات، ونحن فى ذهول لا نملك إلا الغضب.
يا الله، كل هذا الهوان، لكأننا استحلنا جميعاً من المحيط إلى الخليج، كما وطن فى حضرة الخراب والموت، فلسطين ضاعت، ولحقتها العراق، وسوريا داستها أقدام غليظة من كل حدب وصوب، واليمن يتم تدميره، وتونس يتلاعبون بها، والقلاقل تحيط بالجزائر، وليبيا تحت مطحنة الحرب والأطماع، ومصر يترصدوها فى شريان حياتها، النيل، و و. إنه وطن يخرج من التاريخ عارياً إلا من الأغلال والمؤامرات وغباء الأنظمة. إنها لعبة مدمرة تترصد بلادنا، وهى أكبر من الصهيونية العالمية وعدائها لنا، بل أكبر من سياسات ترامب وعنصريته. إنها ألاعيب الشيطان الذى تعبده قوى الماسونية العالمية التى كشرت عن أنيابها فى سفور وتجبر، وراحت تلعب على المكشوف، تحكم سيطرتها على العالم وتؤججه جحيماً بجائحة الكورونا المهندسة، وشروط وسياسات عصابات وكارتلات صندوق النقد والبنك الدولى والمجمع الصناعى التجارى العسكرى، ودخل على الخط آل روتشيلد وروكيفلر وآل مورجان وشركاتهم وبنوكهم وكل الكوربوقراط "رجال المال والأعمال والشركات متعدية الجنسيات" المتنفذين عالمياً، والكومبرادور من وكلائهم المحليين والإقليميين. ودخل "بيل جيتس" ومعه "أنتوني فاوتشيى" المستشار الطبى للبيت الأبيض على الخط بشريحته التى يريد زرعها فى أدمغتنا وأيادينا لإحكام السيطرة على الشعوب والناس والأموال والأفكار والمستقبل والمصائر. يا الله..! كل هذه الحروب الآثمة علينا ونحن لا نجيد قراءة خرائط السياسة حولنا ولا نتعلم من خطايانا وأخطائنا.
اليوم يستهدفون لبنان بحرق وتدمير بيروت بعد تجويعه وإفلاسه. وكأنهم أقسموا أن يزرعوا القبح والخراب فى بلادنا، وألا يتركوا شبراً فى وطننا العربى يتنفس دون خنقه وإزهاق روحه. تفاصيل ماجرى فى بيروت جميعكم تعرفونها، ولعلكم تابعتموها فى الميديا العالمية وشاشات الفضائيات، وأترجم لكم بعض كلمات نشرت بالأمس فى الواشنطون بوست، لعلها كاشفة عن حجم الفساد الضارب فى جذور أنظمتنا العربية لا اللبنانية فحسب، حيث كتب "رابح علم الدين" تحت عنوان "بينما ننعى بيروت" يقول: "إن هذه الكارثة لم تحدث لأن شخصًا واحدًا فقط كان مهملاً أو كان مجرمًا عن عمد. إنهم ليسوا أفرادًا أو مجموعة معينة. إنه ليس تفاحًا فاسداً، إنه البستان كله، كل البساتين. إنه فشل منهجي لحكوماتنا كلها. ولسنوات طويلة، كان كل فصيل في البلاد يلوم الآخر على وقوع أي كارثة. لقد خضنا حربًا أهلية لم تنته إلا عندما اعتقدت جميع الأطراف أن بإمكانهم سرقة أموال أكثر بكثير إذا تعاونوا. كان هناك دائمًا كبش فداء، وأنا متأكد من أنه سيتم تقديم بعضهم هذه المرة أيضًا. لكن كفى، كفى! يجب أن تذهب هذه الحكومة. فليذهبوا جميعاً إلى الجحيم، الرئيس، رئيس الوزراء، حزب الله، الحريري، القوات اللبنانية، كل أعوان عون، وجنبلاط، والجميل، وغيرهم، فليخرجوا جميعاً، فنحن بحاجة أن نزرع بساتيننا من جديد"، فالوطن صار فى حضرة الموت.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويعيش جمال حتى ف موته
- تأملات حول نكتة - أو العالم فى نكتة
- رئيس من متحف العنصرية القديم
- -فن المسافات- بين فلسفة التراث والمعاصرة
- من قبيل -البيداجوجى-
- ترامب: أسوأ الخيارات للبيت الأبيض -بالإيمان يمكنك أن ترى الأ ...
- عندما يُسَخر الرئيس كل مقدرات الدولة لمصالحه الشخصية
- كورونا: موت النظرية والإنسان الصغير
- هل -كورونا- حرب صينية أمريكية؟
- محمود درويش: وكم نمشى إلى المعنى .. ولا نصلُ
- أزمة سد النهضة: رؤية الأحزاب والخبراء
- المجتمع المصرى والسياسة: مشاهد تنذر بالخطر
- إعادة هندسة النخبة والجماهير
- إن السفينة لا تجرى على اليبس
- التنوير ومؤسساتنا الثقافية الغائبة
- تناقضات عالم أضحى غابة: حكاية الدب الذى صار أرنباً
- صناعة الوعى فى مقابل التجريف الثقافى
- الأحزاب وصناعة الوعى والتغيير
- ضربة هيكلية أسقطت الهيبة الأمريكية
- السيد محافظ القاهرة: هل تسمعنا؟


المزيد.....




- معلقا على -عدم وجوب نفقة الرجل على علاج زوجته-.. وسيم يوسف: ...
- مشتبه به يشتم قاضيا مرارًا وسط ذهول الأخير وصدمة متهم آخر.. ...
- نائب رئيس الوزراء الصربي: لست -عميلا روسيا-
- -نيويورك تايمز-: التدريبات المشتركة بين روسيا والصين تثير قل ...
- بالضفة الغربية.. مقتل 5 فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية ...
- -معاناتي لم تنته بخروجي من السجن، لكن فقط تغير شكلها- - أحد ...
- شاهد: الرضيعة ريم أبو الحية الناجية الوحيدة من عائلتها الـ11 ...
- صحيفة SZ: بولندا لم تقدم أي مساعدة في تحقيق تفجيرات -السيل ا ...
- بولندا والولايات المتحدة توقعان عقدا لشراء 96 مروحية -أباتشي ...
- -إسرائيل ترغب في احتلال سيناء من جديد-.. خبراء: لا سلام مع ت ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - بيروت والوطن الذى فى حضرة الموت