أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - - هيروشيما بيروت - .. المسؤولية والتداعيات!














المزيد.....

- هيروشيما بيروت - .. المسؤولية والتداعيات!


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6640 - 2020 / 8 / 8 - 10:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدى الانفجار الهائل الذي وقع في ميناء العاصمة اللبنانية بيروت يوم الثلاثاء 4/ 8/ 2020 إلى استشهاد 154 شخصا ومئات المفقودين، وجرح 5000، وتشريد ما لا يقل عن 250 ألف من بيوتهم، وأحدث تدميرا هائلا بالميناء، والممتلكات العامة، والمنشآت الخاصة، والمباني السكنية، وتشعبت وتعددت التساؤلات والسيناريوهات المتعلقة بحدوثه؛ فمن هي الجهة التي استوردت هذه المواد؟ ولماذا تم استيرادها؟ ولماذا تم تخزينها في الميناء؟ ولماذا لم تعاد إلى المصدر بعد أن رفضت السلطات تسليمها للجهة المستوردة؟ وهل انفجرت بسبب الإهمال أم بفعل فاعل؟ ليس من السهل الإجابة على هذه التساؤلات وتحديد المسؤولين بسبب وجود أطراف في داخل لبنان وخارجه لا يريدون له الخير، ويتآمرون عليه ويعملون لزعزعة استقراره.
الدولة اللبنانية اعترفت أن تخزين 2750 طن من مادة نترات الأمونيوم المتفجرة بطريقة غير أمنة في مستودع في الميناء لمدة ست سنوات كان خطأ جسيما؛ والرئيس ميشيل عون قال إن الإهمال قد يكون أحد مسببات الانفجار، لكنه أضاف " قد يكون هناك تدخل خارجي عبر صاروخ أو قنبلة أو أي عمل آخر"، وأمر بإجراء تحيق عاجل ومحاسبة المسؤولين، وطلب من المواطنين انتظار نتائجه لمعرفة الحقيقة.
وأصابع الاتهام وجهت إلى إسرائيل التي سارعت إلى نفي أي علاقة لها به، وعرضت تقديم مساعدات للبنان! إسرائيل حشدت أعدادا كبيرة من قواتها على الحدود اللبنانية استعدادا لنزاع مسلح محتمل مع حزب الله، وطائراتها المقاتلة والمسيرة تجوب الأجواء السورية واللبنانية، ولهذا فإن هناك .. أرضية قوية .. لقيامها بتفجير هذه المخازن من الجو، أو عن طريق عملائها في لبنان بهدف زعزعة استقراره، وتوجيه ضربة قوية لحزب الله، والضغط عليه لنزع سلاحه، وإخراج المقاومة من لبنان .. دون ان تتورط .. في مغامرة عسكرية غير مضمونة النتائج قد تكبدها خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات والعتاد!
أما وسائل الاعلام الإسرائيلية وبعض قنوات التلفزة العربية واللبنانية التابعة لدول النفط والطوائف المعادية للمقاومة فقد حاولت اتهام حزب الله بالمسؤولية، وبدأت مواقع التواصل الاجتماعي المرتبطة بالسعودية بنشر نظريات مؤامرة وحملة تضليل لربط حزب الله بالتفجير، متناسية أنه لم يسمح للحزب باستيراد أي شيء عن طريق ميناء بيروت منذ عام 2005، وإن جميع السفن التي تقترب من الميناء يتم تفتيشها في عرض البحر قبل السماح لها بالرسو وتفريغ حمولتها. حسن نصر الله نفى " نفيا قاطعا حازما " وجود أي علاقة للحزب بالمواد المتفجرة والتفجير، ونحن نصدقه لأن حزب الله ليس غبيا ليرتكب هكذا حماقة!
وانتقلت معركة البحث عن المسؤولين عن الانفجار لزعماء الطوائف، فمن ناحية اعلنوا عن شكوك خطيرة تحيط بالانفجار والمسؤولين عنه وتوقيته والمواد التي تسببت فيه، وطالب سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع بمشاركة دولية في التحقيق مبررين ذلك بالقول إن القضاء اللبناني غير مستقل وإن الكثير من القضايا الهامة التي بت فيها طمست؛ أي ان زعماء أحزاب الطوائف يفضلون تحويل القضية إلى المحكمة الدولية، والانتظار حتى تهدأ الأمور ليظلوا متربعين على عروش طوائفهم؛ ومن ناحية أخرى أعلن الرئيس عون والمعارضون للأحزاب الطائفية رفضهم لتدويل التحقيق لاعتقادهم أنه يثير الكثير من علامات الاستفهام، ويستغرق سنوات للوصول إلى نتيجة كما حدث في التحقيق في اغتيال رفيق الحريري الذي استمر 15 سنة، مضيفين ان الشعب اللبناني ليس مستعدا للانتظار سنوات لمعرفة المسؤولين عن هذه الكارثة.
الأزمة في لبنان متشعبة وأكبر بكثير من الانفجار والخلاف حول التحقيق؛ المشكلة تتمثل في نظام الطوائف وزعمائها؛ لبنان تحكمه 18 طائفة يتقاسم زعماؤها المناصب والمكاسب ونهب ثرواته؛ ولهذا عانى البلد من الديون المتراكمة، واستشراء الفساد، وانهيار المؤسسات، والفقر، ومن نزاعات وحروب طاحنة أدمته ودمرته كالحرب الأهلية التي استمرت 15 عاما، واحتلال إسرائيل واعتداءاتها عليه وتدميرها لبنيته التحتية، والحرب في سوريا التي ساهمت في تدمير اقتصاده؛ ولهذا فإن المواطن اللبناني فقد ثقته بالطوائف ونظامها وزعمائها، ويريد تغييرا يؤسس لديموقراطية حقيقية تلغي المحاصصة الطائفية وتنهي نفوذ وهيمنة زعمائها على سياسة البلد ومقدراته؛ والرئيس عون اعترف بضرورة إصلاح النظام بقوله" يجب إعادة النظر بالنظام القائم على التراخي بعدما أثبت أنه مشلول ويعيق تحقيق إصلاحات"، فهل سيكون لبنان ما بعد انفجار مرفأ بيروت مختلفا عما كان قبله؟
الشعب اللبناني المثقف المبدع المكافح لا يستسلم لليأس أبدا؛ فبالرغم من الحروب والنزاعات والكوارث التي حلت به وببلده منذ اندلاع الحرب الأهلية في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، إلا انه تمكن من إخراج وطنه من كل هذه المحن، ووقف على قدميه شامخا مساهما في قضايا أمته العربية؛ هذا الشعب العربي الذي أظهر تعاضضه مع بعضه البعض في هذه المحنة، وفتح أبناؤه في الشمال والجنوب منازلهم للمنكوبين، سيتعافى وينهض من تحت أنقاض مرفأ بيروت كما نهض سابقا من تحت أنقاض حروب ونزاعات أكثر خطورة، ونأمل ان تكون هذه الكارثة معبرا للإصلاح، أو معبرا للثورة على النظام الطائفي وتغييره.



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر وسد النهضة الإثيوبي ...- من يهن يسهل الهوان عليه -
- حداد اليونان على- آيا صوفيا - وسكوت العرب عن احتلال مقدساتهم
- الحرائق والتفجيرات في إيران واحتمال نشوب مواجهة في المنطقة
- الصراع في ليبيا وتفتيت الوطن العربي
- أمين عام رابطة العالم الإسلامي يآخي بيننا وبين الصهاينة!
- ملك إسبانيا السابق يحاكم على جرائم فساد وحكامنا ينهبون ويبطش ...
- تصريحات رئيس وزراء الأردن الأسبق فايز الطراونة لا تعبّر عن ر ...
- اتفاق فتح وحماس .. دعم وتفاؤل فلسطيني وقلق إسرائيلي
- أمريكا وإسرائيل ومحاولات إشعال حرب أهلية في لبنان
- حفلة المعارضة الرسمية العربية لضم المستوطنات والأغوار .. أكا ...
- كتاب بولتون وعفن السياسة العنصرية الابتزازية الأمريكية
- الانقسام الفلسطيني والتطبيع العربي مع تل أبيب
- السعودية ومحاولات الخروج من مأزق حرب اليمن
- اجتماع - منظمة التعاون الإسلامي - بشأن ضم أجزاء من الضفة الغ ...
- العنف ضد العنصرية الأمريكية ..: بداية ثورة على الظلم وصفعة م ...
- ضم الأغوار والمستوطنات ينهي أحلام قيام دولة فلسطينية ويهدد م ...
- لماذا رفض الفلسطينيون استلام المساعدات الطبية الإماراتية واع ...
- ردود الفعل الرسمية العربية الانهزامية على نوايا إسرائيل بضم ...
- الإجراءات التقشفيّة السعودية...محاولات بائسة لإصلاح ما أتلفت ...
- أموال العرب السائبة في دول الغرب وتداعيات كورونا


المزيد.....




- بعد تصريحات متضاربة لمبعوث ترامب.. إيران: تخصيب اليورانيوم - ...
- بغداد تستدعي السفير اللبناني.. فماذا يجري بين البلدين وما عل ...
- الجيش الإسرائيلي يُباشر إجراءات تأديبية ضد أطباء احتياط دعوا ...
- قبيل وصوله طهران- غروسي: إيران ليست بعيدة عن القنبلة النووية ...
- حزب الله يحذر.. معادلة ردع إسرائيل قائمة
- الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول ...
- رغم الضغوط الأوروبية… رئيس صربيا يؤكد عزمه على زيارة موسكو ل ...
- البرهان يتسلم رسالة من السيسي ودعوة لزيارة القاهرة
- كيف تنتهك الاقتحامات الاستيطانية للأقصى القانون الدولي؟
- حرائق غامضة في الأصابعة الليبية تثير حزن وهلع الليبيين


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - - هيروشيما بيروت - .. المسؤولية والتداعيات!