سجى مشعل
الحوار المتمدن-العدد: 6636 - 2020 / 8 / 4 - 18:34
المحور:
الادب والفن
لطالما كنت أفتح وجهي للرّيح وأستقبلها بحضن ودود، لكنّي وببالغ الأسى وشدّته لم أعد أحتمل الرّيح، ولا أيّ شيء غرارها. حسنا، المرء منّا لا تطاله أيدي الغياب والنأي بعيدا عن العامّة إلّا حينما يشعر بالاغتراب والأذى الذي شكّله المحيطون به، فهو بدوره يتلقّى كلّ ما كانوا صوبه ينفِثون، حتّى تأتي عليه لحظة ما لا يعرف ماذا فعل، وكيف فقد صوابه بتلك الصّورة، وما الذي كان قد فعله لمَن حوله.
وكان لا بدّ من أن تصدّقني، بأنَّ لا أحد يختار أن يكون سيّئا، الأمر يبدأ بخطوة واحدة من لعنات الأشخاص حوله حتى يُصاب بالقسوة والضّراوة الكبيرة على اقتراف البرود، والسّعي خلف الجفاء.
الخطوة الأولى منهم، هم مَن بدؤوا بالأمر، هم مَن بادروه بالإساءة، ولطّخوا فيه معاني البياض، ليُنعت بالغريب وشديد القسوة، والحقيقة كلّ الحقيقة بأنّه نتاج أفعالهم، وتراكمات الماضي، وألم السنين القديمة، لا أحد يختار أن يكون سيّئا أو مُسيئا إلّا حينما تمتدّ الأيدي صوبه مُوبّخة مُعتدية، ولن يفهم أحد ما أقول، لأنّ أحدا لم يضع نفسه مكاني، ولأنّ أحدا ما كان يشعر بما كنتُ أشعره.
#سجى_مشعل (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟