أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - الدولة ما بينَ جُملتي -أنا الأمر- و - نحن الدولة-














المزيد.....

الدولة ما بينَ جُملتي -أنا الأمر- و - نحن الدولة-


ازهر عبدالله طوالبه

الحوار المتمدن-العدد: 6634 - 2020 / 8 / 2 - 18:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" نحن الدّولة"

جُملةٌ أثارَت الغضبَ في صدورِ من اعتادوا على أن يكونوا هُم الدولة وحدهم، في ظلِّ وجودِ شعبٍ لا يهمّه مِن الوطنِ سوى التُراب، والعيّش بحُريّةٍ وكرامة، مُتجاهلًا كُلّ المناصبِ والمُسمّياتِ والأوسمة، مُكتفيًا بحقلٍ من القمحِ يجّلسُ في قلبهِ كلّما أرادَ أن يحتضنَ الوطن، ويشّعُر بقيمتهِ الحقيقيّة فيه، شعبٌ لا ينتظرُ ولا يحلُم سوى بالحصول على لُقمة العيّشِ الهنيّة، والتمتّعِ ولو بالقليلِ مِن الأمنِ والأمان، الذي تتغنّى بهِ كُل الحكومات التي تُشرِف على قيادة الوطن أينما حلّت وارتحلَت . جُملةٌ كانَت مدوّيةً على زُمرة دمّرت البلادَ وسلبَت العباد، وقمعَت بسُلطتها الفاسدة كلّ أبناءِ البلاد . جُملةٌ كانَ وقّعها أشّبهَ بفاجعةٍ كبيرة على مَن ظنّوا أنّ الوطنَ وخيراتهِ ومقدّراتهِ لهُم وحدهُم فقط، كيفَ لا يغضبونَ وهُم يتحّكمون بجسدِ الوطنِ من أعلاه إلى أخمصه ؟!

ليسَ عيّبًا ولا مُحرّمًا ولا مُخالفًا لكُلِّ القوانين والأنظمة والدّساتير الدوليّة، أن يخرُجَ رجُلًا من الشّعب الذي يمثّل رُكنًا أساسيّا مِن أركانِ الدولة ويقول : " نحن الدولة" . فالدّولةُ في تعريفها العام " هي مجموعة مِن الأفراد والمؤسسات تقوم بنشاطاتها على منطقية جُغرافيّة مُعيّنة، تحتَكِم لنظام سياسي مُتّفق عليه فيما بينهما " فما الذّنب الذي يُقترَف حينما يقول أحدنا بإسّم الشّعب " نحن الدولة" ؟!

ما الذّنب الذي اقترفهُ نائب نقيبِ المُعلمين، وهُم أكثر من مئة ألف مواطن من أبناء هذا الوطن، حينما قال " نحن الدولة" ؟!

لا ذنّب لهُ، لكنّها كمّا سُمّيت ب " الإستقواء" أيُعقَل أن تُختزَل الدولة بشخِص، أو مؤسّسة، أو فئة دونَ أخرى ؟!
وإن كانَ هذا ما هو حاصِل اليوم، فهَل حقًّا ما زالَ هُناك دولة ؟!


إنّ لهجَة الإستقواء التي تُحاول أن تُلبسها الحكومة لكُل مَن يرتدي ثوبَ المُطالبة بحقوقهِ، والدّفاع عَن كرامتهِ، هي لهجةٌ مكشوفَة المعالم، وأبوابها مفتوحةٌ على مصرعيّها، لذا، هي لَن تمكُث في أوساطنا كثيرًا، وحتمًا ستكون مِن دفائن الحجَج السياسيّة هي ومَن يستقوي بها .


وفي ذاتِ السّياق، لو توقّفنا عندَ كُل الكوارث التي سبّبتها الحكومة التي استحدثَت مُصطلحًا جديدًا في السّاحة السياسيّة "الإستقواء"، وأردّنا أن نأخذ على سبيلِ المثال الأزمة التي نعيشها اليوم بينها وبين "نقابة المُعلمين"، والتي بوجهةِ نظرٍ شخصيّة، ما عدتُ أراها قضيّة مُعلّم فحسب، بل أصبحَت قضيّة مطلبيّة حقوقيّة، تتمثّل بالشّعب، فلو قُمنا بذلكَ وقرأنا الأحداث بطريقةٍ عقلانيّةٍ مُتّزنة، وحلّلنا ما يخرُج لنا مِن أفواهِ أعضاء الحكومة من تصريحاتٍ مُتضارِبة، تخلو منَ المنطقِ، ولا تؤخَذ على مأخذ المعرفة بما يحصُل بتاتًا، لوجدنا بأنّ الحكومة تتبؤا مقعدًا على قارعةِ إحدى المُتنزّهات السياسيّة الخلفيّة، وتتوسّل إلى المارّة بأن يُعيروها أي انتباه، ويعود السّبب في ذلك وحسبَ كُل المؤشرات، وأهمّها، إهتمام بعض الصُحف والقنوات الإخباريّة الإقليميّة في مُقدّمتها " الإماراتيّة" ومَن تأخذ أرض الإمارات مركزًا رئيسيًّا لها بحيّثاتِ هذه القضيّة أكثر مِن إعلام الدولة الأردنيّة، إلى أنّ هذه القضيّة تأخذُ أبعادًا سياسيّة بحته، مُلفّلفة بخيوطٍ إقليميّة، تُشرفُ عليها إحدى أكبَر الدول ثروةً في المنطقة، وأكثرها صرفًا للأموالِ في سبيلِ إنجاحِ مطامعها السياسيّة في المنطقة، وهذا ما يؤكّد أنّ هُناكَ أيادٍ اقليميّة تهتمّ بإدارةِ هذه القضيّة، وليسَ كما تدّعي الحكومة أنّ التعاملَ مع نقابة المُعلمين بهذه الطريقة - المُخالف للقانونِ أصلًا- قد جاء رفضًا للإستقواء على الدولة، وقَد جاء بصيغةِ الأمر الذّاتي تحت عُنوان " أنا الأمر" . لكن، يبقى المُثير للتعجّب تارةً وللغضبِ تارةً أخرى، هو عدم التّعامل مع التدخّلات الخارجيّة في مسائل تمُس الأمن الوطني، وقضايا مُتعلّقة بالسيادة الداخليّة، على أنّها استقواء على الدولة واعتداءات صارِخة على كيّنونة الدولة .



#ازهر_عبدالله_طوالبه (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - تدّمير الثّقة، هو أخطر ما تعرّضت له هذه البلاد -
- - آيا صوفيا وتراشقات الرأي العربي 1 -
- هل العام على أعتاب نظام عالمي جديد ؟!
- - الكبار يقسونَ علينا في مُقارنات الحياة -
- موقِف وموقع الشّعب العربي إزاء قضاياه المصيريّة
- -هَل سيأخذنا قرار ضمّ الضفة إلى مزيد مِن التطبيع أم إلى حرب ...
- لنسّتقلّ استقلالاً حقيقياً ؛ لا بدَّ من الإنتصارِ على المُست ...
- المُنظمات الإنسانيّة الكاذبة، والقضيّة الفلسطينية..
- - الشّباب وتحمّل أعباء السّياسين المُنتقدين المُراوغين -
- كيّف كانَت خطورَة كورونا، وكيّف أصّبحَت ( 1) ..!!
- الحرية والقيود الطوعية
- - سعَد بشبهنا.. السّعَد سعدّنا -
- الصين لَم تتّبع معاملَة المثّل مع دول العالم - ..
- - الولادة في زمن الحروب، تجعل الموت قريبا منك دائما -
- -إنتخابات إتحاد الطلبة، والتلاعب بعقولِ شبابنا -
- الحرب العالمية الثالثة.. من حرب بالرصاص إلى حرب بالكورونا
- ثورة العراق، ثورة من أجلِ السيادة
- لنُحافظ على كرامة الوطن والشّعب
- فقدنا من كان لنا وطنا
- حكوماتنا عاجزة وحكوماتهم مُنقذة


المزيد.....




- الجيش الأمريكي يستعد لخفض قواته في سوريا
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الأرجنتيني
- فرنسا.. حكم بسجن مؤثرة جزائرية
- إيقاف مستشار رفيع في البنتاغون عن العمل على خلفية التحقيقات ...
- -وول ستريت جورنال-: واشنطن تريد استغلال الرسوم الجمركية لعزل ...
- السفارة اليابانية تعلن تخصيص 3 ملايين يورو لصندوق إعادة إعما ...
- مجموعة السبع تدعو لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في السود ...
- وزير الخارجية الأميركي يبحث مع رئيس الوزراء الأردني الوضع في ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط طائرة مسيرة محملة بأسلحة قدمت من ...
- تونس: مصرع ثلاثة تلاميذ جراء انهيار سور مدرسة يشعل الاحتجاجا ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ازهر عبدالله طوالبه - الدولة ما بينَ جُملتي -أنا الأمر- و - نحن الدولة-