عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 6633 - 2020 / 8 / 1 - 19:44
المحور:
الادب والفن
من بعدِ عينيكِ من للمدنــفِ الآسي
أبدلتِني وحشةً مـن بعــــــدِ إيناسي
يا كلَّ شوقي ويا روحي وإحساسي
ونبضَ قلبي وآهـــــــاتي وأنفاسي
ما ضرّ دهرَكَ لــــو لانت سجيّتُهُ
وشدّ زورقكَ الطــــافي بأمراسي
أمسيتُ صديان والأيـــــامُ مُجدبةٌ
و ثغركَ الماءُ محفــــوفٌ بحرّاسِ
يا كلّ كلّي وهـــذا الهجرِيُوجعُني
قد فاضَ وامتلأت من مُرّهِ كاسي
ما كنتُ أحسوه لو لمْ تسقني علَلاً
منهُ فلا ســـــاليا بتُّ ولا ناســـي
يا شاكياً وهو جـانٍ طِبتَ مشتكياً
شتان لايستوي الساقي مع الحاسي
كم قلتُ للروح غُذّي السير نحوَهمو
وإن أمرتِ بأنْ تمشَيْ على الراسِ
لا تحفلي لو تدق العظــمَ قسوتُها
تلك الدروب ولا تخشيّْ من الناسِ
حتى إذا صَرَختْ روحـي مولوِلَةً
لبيك لبيك ما في العشقِ من باسِ
أعانَ ربّك أصـحاب الهوى فهمو
كالنارِ أخشابُها تشـــكو من الفاسِ
كم جاء سهمٌ من الحسـاد يقصدنا
فكان شوقي إذا ما استدّ متراسي
وكانَ هجراً جزائــي في مودتهم
ومن غرامي بهم كفَّ النوى القاسي
لو أن لليلِ شكوى لاشتكى سَهَري
تدقُّ لو وسَنتْ عينـــــايَ أجراسي
متى ستطفئُ أيـــــــــامي حرائقَها
وكلما هفتتْ شــــــَبّتْ بقرطــاسي
وكيفَ أطفـــو على موجٍ يناكدني
ما دمتُ لا عائمــاً فيه ولا راسي
لاشك إني أراني فيــــــك منشغلاً
وفيكَ تصهلُ في الأحلام أفراسي
ما عاجَ دربٌ بأقــــدامي طواعيةً
دليلُ خطوي عليها كانَ وَسواسي
وجَدْتُ يومَ وجدتُ الأمـرَ ملتبِساً
فكلُّ مبخــــرةٍ تدعــــــــو لقُدّاسِ
هوّن عليَّ تباريحــــــي فإنَّ لها
فكّاً مليئا بأنيـــــــابِ وأضراسِ
من كلّ صوبٍ أتتني خيلُـها خبباً
وقد أغارتْ بأســــــيافٍ وأقواسِ
ألستَ تذكرُ أياماً لنــا انصرَمَتْ
فإن نسيتَ فإني لـــــم أكن ناسي
وكيفَ أنسى ومــا زال الفؤاد إذا
ذُكِرْتَ يضربُ أخماساً بأسـداسِ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟