ولادة من رحم الجبال

روني علي

الحوار المتمدن-العدد: 6631 - 2020 / 7 / 30 - 19:00
المحور: الادب والفن

..

الطريق إلى الجبال
يمر من غليون جدي
يتنفسني من تحت الصخور
بخوف الثوار
فأشم رائحة صوت يحاورني من أرخبيل العشق ..
اشتاقك .. أبي
ولا سفير للاشتياق على مد البصر
لم يعد للريح رقص الغجريات
على طاولة المُدام
لم تعد للأنامل حبال التسكع على جمرات الخيبات
كل شيء في رحيله الأخير
الأرض .. تنزف وجعي
السماء .. تمطر شجوني
وحلابات قريتنا النائية على تخوم سايكس بيكو
تزفن إلى الرعيان بشارة هروبي من هروبي
ولا رحلات إلى فراديس القحط
كم هي بعيدة هذه الدروب الموحشة
تبدأ من سيقان اللوعة
تنتهي إلى حاكورة جدتي
وبين نفخة وأخرى
السماء تلتصق بي
تسكنني روايات آجاتا كريستي
تلطم وجهي المنبوذ قصائد خاني
وعلى جانبي الرحلة
يصدح الحجل في قفصه
لاصطياد حجل تاه في سرد أغنياته
استمع إلى النجوى
اتحسس أوردتي
فتعلن حجافل الغزاة
اصطياد قلبي
وبالقرب مني
بسطار بيشمركة
خلع عن الجبل وشاح السواد

الطريق إلى الجبال
مسكون بفوارغ طلقات كانت ..
أوسمة الرحيل إلى شال وشابك
على ضفة الصرخة
أشباح من زمن الأنفال
تراقص أطفال قرية
ولدت من فوهات المدافع
وعلى التلة .. دبابات
تسرد حكايات لم تنته
في كفي شاخصات
مكتوبة من الأحمر القانئ
من هنا .. مر غنيم
أكتب في عجلة الخطى قصيدة
واسمع من الراديو خبرا ..
في تاريخ ولادة الدم
كان البارزاني ينصب خيمة الحياة
يستوقفني في مفترقات الجحيم .. صوتا
اسمعه .. من بيريا ته كريه
تنتفض غصة الحرمان في مقلي
فأمسك بمزلاج الحقيقة
وأتوه في سرداب يَسمعني صدى نبضاتي ..
من بيريا ته كريه

الطريق إلى الجبال
نايٌ .. يقيم ولائم الدم على موائد الخلفاء
مشانق .. تكر مسبحة الأشقياء على سجادة الصلاة
رؤوس .. في مشكاة جباة ضرائب العشق
سجلات .. تدون حناجر لقطاء الحرية
تماثيل من الثلج منصوبة على الرماح في مغارات الخوف
وعكازة تفصل رأسي عن قدمي
تفصلني عن النهايات هياكل في صور ..
الشيخ عبيدالله النهري
سمكو آغا الشكاكي
الشيخ احمد بارزاني
احسان نوري باشا
الشيخ سعيد بيران
الملك محمود الحفيد
وألبومات جرفتها موجات الردة
هنيهة .. يرتطم لساني بظهري
فأسمع من واد سحيق .. أحبكَ
استرق السمع
ترتجف أوصالي
وحين شروق الشمس
ألتهم الطريق بمغرفة الخذلان
فترجمني الأشباح بحجارة .. كانت
مسند ظهرها حين ألتقيت عليها تحية الحب من سمفونية ..
تو دلي دل

٢٤/٧/٢٠٢٠

#روني_علي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات